آخر الأخبار
The news is by your side.

سفينة بَـــوْح – هيثم الفضل

عينك في الفيل تطعـن وئـام .. !!

مجموعة من حُماة القيِّم والأخلاقيات التي ولَّت منذ أن ساد الفقر والمرض والجهل أركان البلاد ، يتزاحمون على وسائط النشر الإلكتروني ليُجهزوا على المدعوة / وئام شوقي لأنها خالفتهم في الرأي وعبّرت عن أهواءها وأفكارها ومبادئها التي تتبنَّاها (ومعها آخرين) ، ولو كانت هذه الأفكار خاطئة من وجهة النظر العمومية ، أو لم توُّفق وئام في إخراجها عبر قالِب (مبلوع) يتماشى مع ما تعوَّد عليه أهل السودان ، أستغرب فيهم (محدودية) نظرتهم للقضايا التي تحيط بالمجتمع في عهد فساد الكبار وإندحار البسطاء تحت أقدام مارد الإستعلاء السياسي والفكري الذي أفقر العقول وهدم المعنويات لدى كل متطلِّع لمستقبل (معقول) ترفل فيه هذه البلاد بعد ما عانت ، ليت حماة القيِّم الشكلية والشخصية التي لا تفيد سوى (تعدُّد الإتجاهات الفكرية والثقافية) التي يعترف بها الإسلام ، وهي في ذات الوقت مثار إعتراف التجمعات الإنسانية منذ أن بدأ الله الخليقة ، فهابيل لم يكن على نفس (أخلاق ومباديء ) قابيل ، وقال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله (لكم دينكم ولي دين) ، ليت أولئك الذين يرفعون راية الحماسة المُهلكة والظالمة والتي لا تعمل على بناء المجتمع بقدر ما تدعو إلى هدمة ، بأداة التطرف والغُلو والقسوة في القول وردة الأفعال تجاه الآخرين حتى ولو أخطأوا ، ليتهم يتذّكرون ولو للحظات قوله سبحانه وتعالى (وأدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) ، نفس هؤلاء الذين ينصِّبون أنفسهم حماةً للمجتمع وأخلاقياته ، لا يعرفون شيئاً عن التاريخ الثقافي للزي السوداني القديم (هذا إن أخرجنا دائرة النقاش من البُعد الديني الذي أيضاً لا يُجرِّم فكرة الإعتراف بالآخر) ، فلم يكن زي النساء قبل زمانٍ ليس ببعيد يتعدى ما كان يسمى بالرحط ، وفي ذات الوقت كان أهل السودان يرفلون في دين الإسلام ، إذن فعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا المتعلِّقة بلبس النساء وأقولها بكل وضوح (كانت مخالفة للتشريع الإسلامي) ، و قد إحتاج الأمر لسنوات بل عقودٌ طِوال حتى يسري أمر تغيير الثقافة المحلية الأصلية إلى ما تتطلبه تعاليم الدين وما زال الأمر يحتاج إلى المزيد من التوطين والتجويد ، ولكن في ذات الوقت لن يتم ذلك إلا بفتح باب الوسطيه على مصراعيه والإيمان بأن الإسلام يقبل الإعتراف بالآخر فكرياً وثقافياً ولديه من المنظورات التواصليه ما يؤهِّله لإختراق الحواجز وفتح أبواب للإقناع والهداية ولكن (بالتي هي أحسن) ، أولئك الذين يشمِّرون أيديهم بالحماسة الثورية التي تدفعهم لقول ما لا يليق بإسم الإسلام والمسلمين في أمورٍ بسيطة في مدلولاتها ومآلاتها ، لماذا يمثلِّون دور (الشيطان الأخرس) ؟ ويسكتوا عن قولة الحق في ما أصاب البلاد من ظلم وإفقار وتجهيل و إضطهاد للأغلبية الصامتة والمغلوبة على أمرها في هذا الوطن ، لماذا لا يقولون لا للفساد والمحسوبية والتمكين بغير حق للمنتمين للحزب الحاكم ، ولإنهيار المؤسسات الوطنية والإقتصاد القومي ، ونفض الدولة يدها عن التعليم والإستشفاء ودعم الدواء ، لماذا لا يفضحون أصحاب البنايات الشاهقة والمزارع الوارفة والسيارات الفارهة من أهل المناصب وموظفي الدولة كما تشمَّروا ليفضحوا (وئام) التي ليست سوى شابة سودانية يافعة وعادية ما زالت في مقتبل العمر ولم يزل عقلها يحتمل النُضج ويقبل أن تتغيَّر فيه الأفكار ، ليتهم يقولون ما يقولون من حقٍ (يدَّعونه) في ما يمس الأمة والوطن من ضرر بنفس الحماس والجرأة و(الوقاحة) .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.