آخر الأخبار
The news is by your side.

سفينة بَـــوْح …بقلم: هيثم الفضل

كفاهُم ما سلَبْتُم .. !!

بعد أن أعلن المتحدث الرسمي بإسم قوات الدعم السريع ، براءة الدعم السريع من ما سرى من أخبار متواصلة فحواها قيام جنود الدعم السريع بالتعرُّض للشباب والشابات في بعض أحياء العاصمة بإسم قانون النظام العام ، والقيام بالحلاقة القهرية والإجبارية لكل شاب (يعتقد من يوقفهُ أن حلاقة شعر رأسه شاذه أو غير متوافقه مع أخلاقيات المجتمع أو مزاجه الشخصي) ، أصابني شكٌ كبير أن شعر رأس الإنسان السوداني ربما أصبح ثروة تُباع في مكانٍ ما وربما يتم تصديره بالعملة الصعبة ، وذلك تبعاً لما حدث من قبل ذلك بخصوص تكالب مجموعات من الأجانب المنتمين لدول آسيوية على شراء (مكواة الفحم القديمة والتي تحمل ديباجة وعلامة الديك) ، فضلاً عن موجة إصطياد القنافذ التي إستشرت لأشهر عُدة بناءاً على معلومات تفيد أن أجانباً يشترونها بأثمان باهظة ، حتى كادت القنافذ أن تنقرض من كثرة وحماس طالبيها وصياديها وسماسرة أسواقها ، وأيضاً هناك قصة إصطياد العقارب التي إنتظمت قرى الشمالية وبعض الأقاليم الأخري التي تكثر فيها هذه الحشرة ، والتي يشتريها بعض الآسيويين في العاصمة الخرطوم بأثمان باهظة حسب النوع والحجم واللون ، هذا فضلاً عن موضة بيع الرمال وتصديرها للخارج ، وبما أن أولئك العسكر المزيفين والذين ينتحلون شخصية وزي قوات الدعم السريع ، لم يقوموا بالإعتداء والنهب والسرقة أو حتى التغوُّل على الممتلكات العامة أو الخاصة ، فإن السؤال الذي يفرض نفسه بشده هو (ما المستفاد أو المُستهدف من هذه المخاطرة الوخيمة التي قام بها هؤلاء؟) والتي قد تصل حدود عواقبها إلى تعريض الحياة للخطر لو حدث صدام أو مواجهة بين هذه العصابة وبين قوات الدعم السريع (الحقيقية) أو حتى تم الإيقاع بهم ودُفع بهم إلى المحاكم وتلقي الجزاء القانوني الذي لا أظنه سيكون سهلاً وبسيطاً ، لا بد من سبب هام وإستراتيجي أو دوافع منطقية لهؤلاء المتنكرين (حسب إفادة وإشارة المتحدث الرسمي بإسم الدعم السريع) ، ولكني وبعد تمحيص وتفكير عميق لم أجد أيي سبب منطقي يجعلهم يفعلون ذلك سوى جمع شعر الرؤوس السودانية وبيعه لجهات خفية تعرف سرهُ وقيمته في البورصات العالميه ، شأنه في ذلك شأن القنافذ السودانية والمكاوي الديكيه والعقارب والرمال السودانية ، وحتى نكون منطقيين علينا أن نذكر سبباً آخراً رغم أنهُ بعيد عن الواقع إلى حدٍ كبير وهو أن يكون هؤلاء المتنكرين مصابين بالسادية وحب إيذاء الآخرين وقهرهم ، وأنشأوا جمعية أو رابطة تجمعهم ، وكانت (مهرجانات) الحلاقة الجبرية أول برامجهم التفاعلية مع الجمهور ، بغض النظر أن يكون مَنْ فعل ذلك منتمياً للدعم السريع أو لعصابات متنكره في زي الدعم السريع ، ما حدث يُنبي عن غياب جهات الإختصاص من شرطة وأمن و لجان شعبية عن واقع ما يواجه عامة الناس من مشكلات في مسارات حياتهم اليومية ، فبعد أن تعوَّدنا على عُلو راية الغلاء المُستشري والفقر والعوز والحاجة وتخلي الدولة عن واجباتها في شتى المجالات التي كان يجب أن تخدم فيها هذا الشعب المغلوب على أمره ، ها نحن اليوم لا نأمن في الشوارع والساحات على كرامتنا وكبريائنا وإحساسنا بالعزة والسيادة في أوطاننا (مُتَّمتعين) بشعر رؤوسنا وِفق ما يحلو لنا وحسب ما نرتضيه للتعبير عن ذواتنا ، دون إعتدادٍ أو تأثُّر بوجهة نظرٍ عامة أو خاصة ، لا تسلبوا شبابنا كرامتهم كفاهم ما سلبتُم .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.