آخر الأخبار
The news is by your side.

ساخر سبيل … بقلم: الفاتح جبرا

ما بيقدر عليهم !

يعتمد الممثل الكوميدي العالمي (شارلي شابلن) في كثير من أفلامه التي وجدت رواجاً منقطع النظير على زيادة الجرعة التراجيدية (المأساوية) للأحداث ليخلق منها موقفاً (كوميدياً) باعثاً على الضحك وهذا يعضده قول أحد الباحثين في مسألة (الضحك والفكاهة) إذ يقول إن (المأساة) حين تبلغ الذروة، فربما التجأنا للضحك لتزويد أنفسنا بشيء من (المناعة النفسية) التي تجعل الإنسان يستخف بما يقع حتى ولو إلى حين ، وهذا هو حالنا الآن (ما عارفين نضحك ولا نبكي)!
كثير من الناس يسألني (قايلين القبة تحتها فكي) عن مستقبل البلاد وعن الأماني المبذولة الواعدة باجتياز الأزمات والتغلب على (المشكلات) وخاصة الاقتصادية منها وإجابتي دائماً هي (إن الأمور سوف تسير للأسوأ)، بالطبع أنا لست عرافاً أو منجماً مرفوع عنه (الحجاب) وغائب وكده، كما أنني لست خبيراً (وطنياً) أو محللاً اقتصادياً، بل شخصاً عادياً يقتدي بالحكمة القائلة: (الجواب من عنوانو) وكل العناوين التي نقرأها يومياً تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنه لا توجد أي إرادة سياسية حقيقية للإصلاح (على الإطلاق) وأن الفساد الذي ضرب البلاد وأهلك العباد لا أحد يستطيع أن يكبح جماحه، والعجيب في الأمر حقاً هو أن تتم الإشارة (للفساد) وكشف مكامنه صراحة في المنابر (الحكومية) وعلى لسان وزراء (مش ناس ساكت) دون أن يحرك ذلك ساكناً أو يثير (حمية) في القيادة العليا بهذا البلد الممكون الذي (يغرد) فيه دولة رئيس وزرائه ممنياً المواطنين بانقشاع (الغمة) ونجاة الأمة والسير في (الاتجاه الصحيح).
حتى تتأكد تماماً عزيزي القارئ من أننا نعيش (مأساة حقيقية) وأن دولة رئيس وزرائنا يغرد في وادٍ والحاصل في واد آخر تماما و(عشان تشوفو البلد دي ماشة كيف) تعالو معي نقرأ الحديث الذي ادلى به السيد موسى كرامة (وزير التجارة) والذي يوضح بأن مسالة إجتثاث الفساد ومحاربة آكلي قوت الشعب مسألة غير واردة على الإطلاق، بل مستحيلة في ظل (الدولة العميقة).
السيد موسى كرامة يطلقها في العلن وعلى رؤوس الأشهاد قائلاً: (لقد فشلنا في حصر الشركات الحكومية وفي ناس ناديناهم قالوا ما جايين – كو – وديل ناس عندهم قوة ما بنقدر عليهم)!!!
ألم أقل لكم يا سادتي الأماجد أن (المأساة) عندما تصل إلى مراحل متقدمة فإنها تولد (الضحك) أليس مضحكاً أن (يفلقنا) القوم بأخبار إنشاء محاكم للفساد، وتعيين قضاة لتلكم المحاكم ويتحدثون لنا عن (قطط سمان) وأوامر (قبض) وتحقيقات ووعيد بالثبور وعظائم الأمور لكل من أكل أموال الجمهور؟ ووزير يقول (ديل ناس ما بنقدر عليهم) ورئيس وزراء (يتواصل) مع شعبه عبر (تيوتر) مؤكداً عزمه الأكيد على المضي في طريق الإصلاح وتوفير (قفة الملاح) بل الوعد (بدولة عظمى) خلال عشرين عاماً!!
وزير التجارة وأمام الملأ يا سادتي يقر ويعترف (بإنو في ناس قالو ما جايين كو ) وإنو ديل ناس ما بيقدر عليهم! بالله عليكم ده إسمو كلام؟ شنو يعني (ما بنقدر عليهم)؟ وكيف ينسجم هذا مع وعود (التغريدات) التي يطلقها (أخونا معتز) الذي ينطبق عليه قول (بشار بن برد): متى يبلغُ البنيانُ يوماً تمامه إذا كنت تبنيه وغيرُك يهدم!
السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح هو هل يعلم دولة الأخ رئيس الوزراء (ناس غيرك يهدم) ديل؟ الذين يهدمون ومن أموال هذا الشعب (يقتاتون) وفي هذه الأحوال العصيبة؟ وهل قام سيادته بالاتصال بالسيد (وزير التجارة) وسألوا قال ليهو (الناس القالو ما جايين ديل والحكومة ما بتقدر عليهم ديل منو؟) ولا عمل رايح (وقعد يغرد لينا)!
كسرة:
بالله هو في ناس (أقوى) من الحكومة؟ ما (كلمتونا)!!!
• كسرة ثابتة (قديمة):
أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 103 واو – (ليها ثماني سنين وسبعة شهور)؟
•كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 62 واو (ليها خمس سنين وشهرين).

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.