رحيل السفير والشاعر محمد المكي إبراهيم
بسم الله الرحمن الرحيم.
قال تعالى: ( كل نفس ذائقة. الموت) صدق الله العظيم.
رحيل السفير والشاعر محمد المكي إبراهيم
محمد هارون. عمر
الشعراء هم. أرقى الأدباء وهم. غيثارة الأمة. وجنانها النابض. غيبت المنايا بالقاهرة أمس الاول الشاعر الفذ محمد المكي إبراهيم. وهو. آخر عنقود – الجيل المخضرم – الذي تربى على إنغام مدرسة (الغابة والصحراء – النخلة والابنوس) لقد كان بلبلًا صداحًا لعقود غرد في دوح الشعر بصوت رخيم متميز متفرد، غنى له كبار المطربين كوردي ( جيلي أنا) بفقدة تكون الساحة الأدبية. قد فقدت مثقفًا عضويًا كما قال أنطونيو غرامشي وعصفورًا مغردًا. أطرب و َاثمل واسكر وجمّل الحياة برحيق وشهد شعره البديع الأنيق . حمل الراية لعقود مبددًا عتمة ولوثة. الحياة. الكئيبة والرتيبةَ تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته بما قدم لوطنه فهو من رواد التنوير والتثوير والتثقيف الإجتماعي والفكري. لقد ترك. ثروة. أدبية. رائعة وهي إلتي ستخلده ولن يسقط من ذاكرة. التاريخ الثقافي والوطني لقرون، نم غريرًا أيها الحليم الجميل النبيل. إنا لله وإنا إليه راجعون.
ما أجمل أن نردد سحر كلماته في أيقونة. نصه البديع الوديع.
“من غيرنا”
من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر
من غيرنا ليقرر التاريخ والقيم الجديدة والسير
من غيرنا لصياغة الدنيا وتركيب الحياة القادمة
جيل العطاء المستجيش ضراوة ومصادمة
المستميت على المبادئ مؤمنا
المشرئب إلى السماء لينتقي صدر السماء لشعبنا
جيلي أنا…
هزم المحالات العتيقة وانتضى سيف الوثوق مطاعنا
ومشى لباحات الخلود عيونه مفتوحة
وصدوره مكشوفة بجراحها متزينه
متخيرا وعر الدروب.. وسائرا فوق الرصاص منافحا
جيل العطاء لك البطولات الكبيرة والجراح الصادحه
ولك الحضور هنا بقلب العصر فوق طلوله المتناوحه
ولك التفرد فوق صهوات الخيول روامحا
جيل العطاء…
أبدا يزل المستحيل لعزمنا .. وسننتصر
.