آخر الأخبار
The news is by your side.

حركة جيش تحرير السودان مابين مطرقة البرنامج السياسي والإصلاح الاجتماعي

حركة جيش تحرير السودان مابين مطرقة البرنامج السياسي والإصلاح الاجتماعي …!!!

يظل المحك الرئيسي لأطراف العملية السلمية التي وقعت على اتفاق السلام بجوبا أمام تحدي كبير فيما يخص كيفية التحول من النضال المسلح إلى برنامج سياسي يتوافق مع متطلبات المرحلة التي تقتضي ضرورة استكمال المنظومة الديمقراطية وهذا لا يتأتى إلا بسواعد الجماهير التي يرتكز عليها الحزب أو الحركة، ويرى بعض المحللين السياسيين أن أطراف العملية السلمية تفهموا ما يجري من واقع التهميش في ولايات شرق السودان مما قاد حركة تحرير السودان بقياة القائد مصطفى نصر الدين تمبور لتكون ضربة البداية لبرنامجه السياسي التركيز على الشرق وبالخصوص ولاية القضارف محلية القلابات الشرقية بقرية سرف الأحمر.

تقرير :عبد القادر جاز
التهميش حاضر:
قال الأستاذ مصطفى نصر الدين تمبور رئيس تحرير السودان إن ثورة ديسمبر محروسة بلجان المقاومة والخدمات والتغيير وحواء السودانية الأبنوسية التي ظلت حاضرة ومناضلة بجانبً الرجل في ساحات القتال، وأكد لدى مخاطبته أمس اللقاء الجماهيري الحاشد بمحلية القلابات الشرقية بقرية سرف الأحمر أنهم إذا كانوا يعلمون أن عملية التهميش ما زالت حاضرة لما توصلوا إلى هذا السلام والخيار هو الاستمرار في التمرد، مستشهداً بذلك على واقع البيئة المدرسية في مدخل قرية سرف الأحمر المشيدة بأدوات البناء المحلية (القش والحطب) وإجلاس الطلاب على الحجارة بجانب اكتظاظ الفصل الواحد بعدد (95) طالبا وطالبة، علماً بأن عدد المعلمين بالمدرسة لا يتجاوز ال (5)، وأضاف أن دارفور بالرغم من القصف الجوي العملية التعليمية فيها مستمرة، وأفضل حالاً من ما هو عليه بهذه المنطقة، مضيفاً أن التنمية من مسئوليات الحكومة وليست منحة بل حق مكفول لكل مواطن. وتبرع تمبور بإنشاء فصلين دراسيين، وإجلاس لمدرسة سرف الأحمر الأساسية ومعينات لخلوة تحفيظ القران الكريم بالقرية.

الحوار البناء:
أكد تمبور أن رؤيتهم لحل مسار الشرق تكمن في الحوار البناء الهادف الذي يجمع كافة أطياف أهل الشرق باستثناء المؤتمر الوطني في طاولة تفاوضية توافقية وصولاً إلى المعالجات الجذرية، منوها أن المتضرر في النهاية بدفع هذه الفاتورة هو المواطن المغلوب على أمره، موضحاً أن الفلسفة من مسارات اتفاق جوبا الكل له خصوصية ومشكلاته المختلفة، معتبراً أن مخاطبة الإقليم عبر هذه المسارات ساهم بشكل كبير في الكشف عن جذور الأزمة وصولاً إلى المعالجات اللازمة، وأضاف أن إقليم شرق السودان عانى من ويلات الظلم والقهر والتهميش طيلة عهد الإنقاذ، وكشف عن جملة من الحوارات والمناقشات التي دارت بمدينة جوبا فيما يتعلق بشأن الاختلالات التنموية والتقاطعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها بمسار شرق السودان، ولفت إلى أن ما يميز منبر جوبا نتج عنه ضرورة إقامة مؤتمر جامع لأهل شرق السودان لمناقشة ما أهملته اتفاقية السلام، وأقر أن الخلافات حول مسار الشرق ساهم بقدر كبير بدخول الإدارة الأهلية في الخط، مشيراً إلى أن ذلك عطل المسار نتيجة للتصعيد وتريس الطريق القومي وإغلاق ميناء بورتسودان وانعكس ذلك على الخدمات ومعاش إنسان الشرق وبقية أجزاء البلاد على حد قوله، مؤكداً أن مسار الشرق لا يمكن بأي حال أن تحل بالتريس أو التصعيد أو الحرب الإعلامية عبر الوسائط المختلفة، مبيناً أن اتفاقية السلام حققت مكاسب كبيرة لإنسان الشرق، وبتعطيل هذا المسار يتضرر منه المواطن.

موقف وطني:
قال تمبور إن قضية الفشقة ليست مقتصرة على إنسان الشرق وحده وإنما هي قضية قومية تحتم علينا رفض أي اعتداء أو تدخل سافر على الحدود عبر الاتجاهات المختلفة، معلناً عن جاهزيتهم التامة للدعم والوقوف خلف القوات المسلحة حماية للحدود الشرقية مع الجارة إثيوبيا. وحيا تمبور الجهود الجبارة التي بذلتها القوات المسلحة في سبيل استرداد أرض الفشقة من قبل الميليشيات والقوات الإثيوبية، ودعا إلى ضرورة الاستمرار في تكثيف الجهود لاسترجاع آخر شبر من أرض الفشقة التي تغول عليها الأثيوبيون طيلة فترة الـ25 عاماً الماضية ذلك موقفاً وطنيا، فلا يمكن أن يتغير بأي حال من الأحوال فيما يخص استرداد الأراضي السودانية.

التدخلات الخارجية:
وأوضح تمبور أن أي صراع داخلي إذا تطور ولم يفتح آلية للحوار بين الأطراف سيفتح المجال واسعاً للتدخلات الخارجية وأجندة المحاور لتأجيج الصراع من أجل الإنصراف عن القضايا المحورية والمصيرية، وأعلن عن رفضهم لأي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي لاحتواء مثل هذه الأزمات، مؤكداً أن القوى السياسية وأطراف العملية السلمية قادرون ومؤهلون لاحتواء الأزمات الداخلية عبر الحوار الناجع لمعالجة اختلالات مسار الشرق، واعتبر مسألة زج الإدارة الأهلية في الشئون السياسية أمراً مرفوضا باعتبار أنها ذات خصوصية اجتماعية بحتة، ووصف الإدارة الأهلية بأنها تجمع الأطراف ولا تفرق بينهم خلاف ذلك تفقد أهليتها كقيادة مجتمعية تاريخية، ودعا الإدارات الأهلية بشرق السودان لضرورة التمسك بقيام المؤتمر الجامع لمناقشة ما أهملته اتفاقية جوبا للسلام، مشدداً على رفضهم التام لأي اتجاه لإلغاء مسار الشرق، مضيفاً لا أحد يستطيع أن يلغي أي مسار من مسارات اتفاق جوبا للسلام، مستطرداً بقوله إن هذه الاتفاقية ملزمة لكل الأطراف بشهادة المجتمع الدولي.

التشكيل:
كشف تمبور أن مجلس شركاء العملية السلمية يضم حركات الكفاح الموقعة وقوى إعلان الحرية والتغيير والعسكريين والوزراء الاتحاديين وممثلين من الأجهزة الأمنية والرسمية في الدولة، مضيفا بأن هذا المجلس على المستوى المركزي موجود ويظل ينعقد على الدوام لمناقشة قضايا الساحة، وطالب سيادته بضرورة الإسراع في تشكيل مجلس الشركاء على مستوى ولايات السودان المختلفة، مبشرا بأن الأيام القادمة سينعقد فيها مجلس الشركاء لمناقشة مسألة إصدار قرار لتشكيل مجالس الولايات.

رؤية حول الإنفتاح:
أكد الأستاذ عبد الرازق مكي يعقوب رئيس حركة تحرير السودان بولاية القضارف أن حركات الكفاح المسلح ما حملت السلاح إلا بدواعي الظلم والتهميش الذي طال طيلة سنين نظام البشير، قائلاً إنه بالرغم من ذلك كل الرفاق توافقوا على الجلوس في طاولة الحوار من أجل السلام، ودعا الرفاق الذين لم يوقعوا بضرورة الإسراع بلحاق الركب من أجل الاستقرار والأمان في جميع ولايات السودان، مضيفاً أن حركة تحرير السودان تحولت تحولا كبيرا من نقطة الكفاح المسلح إلى برنامج سياسي واسع وشامل يخدم القضايا الوطنية في كافة المجالات، مبيناً أن السودان بحاجة إلى تكاتف الجميع وصولاً إلى السلام والاستقرار بعيداً من النزاعات والصراعات والحروب التي لا تجلب لنا سوى الجهل والفقر والجوع، مؤكداً أن رؤيتهم السياسية منفتحة على كل الأحزاب السياسية إذا اقتنعت بأطروحاتنا. في النهاية همنا السودان، مضيفاً بأنهم يعلمون علم اليقين بأن السودان يمر بأزمات متعددة ومعالجتها تقتضي تضافر جهود الجميع.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.