آخر الأخبار
The news is by your side.

حديث المدينة… بقلم: عثمان ميرغني

ولماذا السفر إلى الجزيرة؟!

مجلس الوزراء القومي يعقد اليوم جلسةً في مدينة “مدني” عاصمة ولاية الجزيرة.. قبل الجلسة يطوف الوزراء على مشروع الجزيرة.. المشروع العملاق يمثل البند الأهم في جدول أعمال الاجتماع الذي من أجله تَكَبّدَ المجلس مَشَاق الخُرُوج من الخرطوم.

السيد معتز موسى رئيس الوزراء وفي أول اجتماع للمجلس قال إنّ الزمن المُتاح هو (400) يومِ فقط، مِمّا يتطلّب السُّرعة والدِّقة في اختيار المَسَار الأفضل Optimum.. الآن تكاد حكومة معتز تَكمل شهرها الأول، وتظل (الأشياء هي الأشياء) كما كانت لم يتحرّك فيها شيءٌ، بل – وهو الأنكأ – يبدو أسلوب المُعالجة والإيقاع هو ذاته.. بلا جديدٍ.. والبرهان على ذلك هذا الاجتماع الذي ينعقد في ولاية الجزيرة اليوم..

بصراحة؛ مَا هُو العَائد العملي من سفر مجلس الوزراء إلى ولاية الجزيرة؟ ما العَائد من زيارة الوزراء لمشروع الجزيرة وهم على وشك الدخول إلى قاعة اجتماع يُناقش قضايا هذا المشروع المُتأزِّم؟ خَاصّةً أنّ ما سيراه الوزراء هو بالضبط ما سمحت إدارة مشروع الجزيرة أن يظهر أمام أعينهم.. فمَا هُو العَائد من هذه الزيارة الجماعية السريعة، وقبيل بدء الجلسة مُباشرةً؟

حَسَنَاً؛ أفهم أن يزور السادة وزراء القطاع الاقتصادي، مشروع الجزيرة لدراسة الحالة في نطاق اختصاصهم، لكن مجلس الوزراء يضم غالبية من الوزراء لا علاقة لهم بهذا القطاع، وزيارتهم للمشروع أقرب للتّنزُّه والسياحة، فمَا العَائد الحقيقي من تنظيم هذه الزيارة الجماعية لمشروع الجزيرة؟!

أخشى أن يكون السيد رئيس الوزراء، وفي ظل تفاقم الأزمات مع قِلّة الحِيلة، أضحى مُشَتّتَ الانتباه غير قادرٍ على رسم خارطة طريق عملية وعلمية مدروسة بعنايةٍ.. فمجلس الوزراء في حاجةٍ لكل ساعة، بل دقيقة من عُمره القصير في عَملٍ مُنتجٍ ذي عَائدٍ سريعٍ، لكن مثل هذه الزيارة عَلاوةً على هدرها لمال وجهد ووقت كبير فهي غير ذات مَردودٍ.. ولو عُقد هذا الاجتماع في مقره بالخرطوم لكان أقل تكلفةً وأفضل نتيجةً.

المحك في الحُصُول على نتائج مُفيدة من اجتماعات مجلس الوزراء هو توفُّر آلية لـ(إسناد اتّخاذ القرار).. فمن خلال مُلاحظاتي على اجتماعات مجلس الوزراء، أنّ الإعداد المُسبق Home Work إمّا ضعيف أو “صوري”.. وغالب الوزراء يشعرون بأنهم ليسوا في حاجة للاستعداد للاجتماع فهو مُجرّد “طق حنك” في نظرهم، وربما يُفضِّل الكثيرون الصمت لتجنب كشف عورة عدم الإلمام بالقضية مثار التداول!!

ما هي آلية “إسناد اتّخاذ القرار” في مجلس الوزراء؟ هل هناك فِرق عمل مُتَخَصِّصة خلف الكواليس تقتل المَواضيع بحثاً وتعتصر المعلومات الخام لتستخلص الرحيق الذي يصلح لإنتاج القرار الصواب؟!

في تقديري.. معتز موسى (رايح له الدرب)

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.