حتى لا نفقد بوصلتنا الأخلاقية
بكاء على الوطن المحبوب…بقلم: عماد السنهوري
حتى لا نفقد بوصلتنا الأخلاقية
في فجر السبت 24 رمضان 1444هـ الموافق 15 أبريل 2023م بكل الفزع والخوف استيقظت الخرطوم على دوي الانفجارات ومضادات الطائرات وصوت الرصاص يعلوا فوق صوت الحق، واكتشف الشعب انها معركة الباطل فوق رؤوس الأبرياء معركة تدور رحاها بين رجلين تفرعنا ونصبوا أنفسهم أوصياء على بقية الشعب الأعزل السلمي وامتدت الحرب لتأكل باقي السودان.
المطالبة بإيقاف الحرب ليست لمكاسب سياسية كما يتصورها البعض من السياسيين والمواطنين والعسكريين بل هي مطلب أخلاقي قبل أن يكون وطني ، ما يحصل الآن من موت مجاني بدون أي سبب مطلبي او عسكري هو هوان المدنيين ضد العسكريين!!! قبل أكثر من خمس سنوات هب المدنيين مسالمين بسلمية شعاراتها الوطنية والوطن الواحد والمواطن الذي يبحث عن حياة كريمة وشريفة وغير مبالين بما سيحدث لهم من اعتقال او قتل او تعذيب حتى يتم تلبية مطالبهم؛ واستطاعوا اقتلاع اعتى الأنظمة الشمولية في العصر الحديث سلمياً.
الشعب المدني قادر على إيقاف الحرب ان توفرت الوحدة الوطنية من الجميع وخصوصا السياسيين فالمطلب لإيقاف الحرب هو العملية الإنسانية والسودان على حافة الانهيار التام في كل مناطقه بدون استثناء ابسط مقومات الدولة والحياة غير موجودة والجميع غير مبالي بما يحصل ولا يفهمون حقيقة ما يحصل؛ قائد المليشيا بعد ظهوره الباهت والذي توقعنا ان يلبي مطالب الشعب بإيقاف الحرب ويظهر ان حربه فعلاً من اجل المواطن ولكن للأسف سريعاً جدا تكشف للشعب ان المقصود من الحرب تدمير المواطنين والوطن وان حجة الحرب ومبرراتها لم تكن الا للمكسب العسكري والاستيلاء على اكبر قدر من المدن؛ بعد ظهور قائد المليشيا لم يبدي أي حسن نية؛ من عادة الزعماء عند الأعياد والمواسم ان يقدموا عفو ويفرحوا الكثيرين ولكن ظهور قائد المليشيا “دقلو” كان مزيدا من القتل والدمار لا اطلق سراح الاسرى ولا فتح مسارات لتقديم المساعدات الإنسانية لا حتى خفف من القبضة الأمنية الظالمة على المواطنين ولم يهتم بكمية الموت التي حدثت بهمجية قواته وقادته.
توقع الشعب السوداني بعد لقاء “تقدم” وحنكتهم السياسية ان يقنعوا “دقلو” بإيقاف الحرب واقل شيء بفتح مسارات لتقديم المساعدات في مناطق سيطرته ولكن للأسف كل ما حدث مزيداً من القتل واحتلال المناطق المختلفة ووقوع المواطنين تحت سيطرة الدعم السريع الذي يفسد في كل ما تقع يده عليه من قتل وتعذيب وسرقة وترويع المواطنين الأمنين في بيوتهم، فقدان المليشيا وداعميها للبوصلة الأخلاقية يجعل منهم مجرمين لا ينالون مهما يحدث بعد ذلك من أي تعاطف من الشعب؛ ما زالت الكرة في ملعب الدعم السريع بالانسحاب من مناطق المواطنين وفتح المسارات الأمنة لتقديم المساعدات الإنسانية وان يحكموا سيطرتهم على الحاميات العسكرية خارج المدن وتطويق المدينة من كل الاتجاهات بدون الدخول الى مناطق المواطنين وترك إدارة الأحياء للمواطنين الموجودين داخلها وان يسمح بالدخول والخروج من المدن بحرية مع الإبقاء على نقاط تفتيش في مخارج ومداخل المدن بدون التعرض للمواطنين بسوء.
أن فقدان البوصلة الأخلاقية لأمراء الدم وداعمي الحرب ومشعليها ستسجل في تاريخهم وستكون حجرة عسرة في طريق مستقبلهم السياسي، لذلك نناشد الجميع للوقوف صفاً واحدا ضد كل مظاهر الظلم وان يتكاتفوا من اجل المواطنين وان تكون معركتهم في المناطق العسكرية وسيبتعد المواطنين عن تلك المناطق العسكرية فهذه الحرب لن تتوقف قريباً ولن ينتصر فيها أي طرف ولكن الظلم للمواطن فقط لا غير؛ بنظرة سريعة على ما يحصل للمواطنين في البلاد ومناطق النزوح ومناطق اللجوء والبلدان المجاورة وما يحصل للشعب من إهانة وذلك لكل ذلك واكثر نقول لابد ان تتوقف الحرب ولابد من فتح مسارات امنة لتوصيل المساعدات الإنسانية بدون ان يتعرض لهم بالاعتقال والقتل والتعذيب مهما كان الانتماء.
كلمات حق:
* لا للحرب في السودان
* قوتنا في وحدتنا
* شكراً للكوادر الطبية السودانية لن ننسى لكم وقفتكم.
* العسكر للثكنات والجنجويد ينحل.