حافظ محمود يعقوب…يكتب: نظام الحكم
حافظ محمود يعقوب…يكتب: نظام الحكم
عاش السودان منذ استقلاله في عدم استقرار في شكل الحكم فقد مرت البلاد بحكومة ديمقراطية عقب الاستقلال 1956استمرت لمدة عامين الي العام 1958فعاشت في ظل حكم عسكري قابض تسلم السلطة بايعاز من عبد الله خليل ومباركة السيدان الميرغني و عبد الرحمن المهدي ..
الي قيام ثورة اكتوبر لتعود الي الحكم المدني الديمقراطي ثم استولي جعفر النميري الحكم في العام 1969 وإستلم البلاد الي ان هب الشعب واقتلع نظام مايو في أبريل واتجهت البلاد الي نظام مدني ديمقراطي كتجربة ديمقراطية الي ان تم اجهاضها في العام 1989 بقيادة البشير وظلت طيلة ثلاثون عام تحت حكم شمولي قابض ظهر فيه الإسلاميين كمحرك وحيد لنظام الانقاذ ، والذي حاول عمل جراحات عديدة ليكون مقبولا وليعكس الصورة المغايرة انه نظام شمولي قابض فادخل نظام التوالي السياسي ثم عقد مصالحات خجولة مع بعض الاحزاب عبر اتفاقيات اشترك من خلالها أفرع ..الحزب الاتحادي ..وحزب الأمة وبعض الاحزاب في فترات متتالية شاركوا في حكم البلاد الا أن وجه الانقاذ الشمولي ظل قابضا علي مقاليد الأمور، وفي خواتيم الانقاذ اتجه النظام الي عمل مصالحة وطنية لإشراك بقية الاحزاب ولكن تلك كانت مناورة لم تكن صادقة أراد بها النظام كسب الوقت واطالة عمره في الحكم وتخلل حكم الانقاذ عقد إتفاقية السلام واشترك كثير من الاحزاب في الحكم وتم عمل دستور مميز في العام 2005 ، وعقب ذلك وصلت البلاد عبر اتفاقية نيفاشا الي اعطا جنوب السودان 🇸🇸 الحق في الانفصال وانقسمت البلاد الي قطرين فإستقل جنوب السودان وأصبح دولة قائمة بذاتها..
الي أن تفجر التغير والذي أطاح بالانقاذ وازيل راس النظام المشير البشير ودخلت البلاد في فترة انتقالية مضطربة وصلت في نهاية الأمر الي حرب مدمرة دفع الشعب السوداني الثمن فيها غاليا فقد هدمت هذه الحرب معظم البنية التحتية للبلاد بصورة ارجعت البلاد سنين مظلمة الي الوراء تشرد من خلالها الشعب السوداني داخل البلاد ونزح الي دول الجوار في أكبر موجة نزوح لم تشهدها المنطقة طوال عقود خلت ..
إذن أين العلة في كل ما يحدث من عدم استقرار للبلاد وعدم الاستفادة من موارد ومقدرات السودان الهائلة والضخمة من مياه وثروة حيوانية ومعدنية ونفطية وزراعية وانسان يمكن ان يسخر في استقلالها ويعيش عيشا كريما علي ما اعتقد ان المشكلة تكمن في عدم وجود نظام يتوافق عليه السودانين في كيفية حكم البلاد وطريقة تبادل السلطة والمنافع….
إضافة الي غياب دستور قوي شامل يحترم وينفذ علي الجميع في ظل غياب الثقافة القانونية التي تكفل للمواطن حقه وينفذ الواجبات علي عاتقه …
شكل الحكم أيا كان نوعه هو المخرج لخلق سودان يفاخر به
إضافة الي بث الوعي الوطني والذي من خلاله تقف كل انتهاكات القانون ويقف الشعب والدولة ضد اي تآمر علي سيادة واستقلالية البلاد والعباد
فبالتالي يجد المواطن نفسه يعيش في بلد تحترم ادميته واستقلاليته وحريته في الفكر والاعتقاد والعيش الكريم ويتفرغ المجتمع والدولة في استقلال الموارد وتهيئة البلاد للعيش الكريم …
بعد الحرب ينبغي علي من بيده الأمر أن يشرك الجميع في الخروج بمعادلة تستوعب كل التناقضات في الساحة السودانية لخلق دولة قوية ناهضة تحترم من الجوار والمجتمع الدولي
تكون أول همومها حلحلت مشاكل القطر السوداني وتخلق حسن جوار عميق مع الجيران وتعاون شامل مع الخارج والمنظمات الدولية فهل من يستمع الا هل بلغت اللهم فاشهد