آخر الأخبار
The news is by your side.

حاطب ليل … بقلم: عبداللطيف البوني

وتحرّكت عربية ود الدايش!

(1)

أَهَا اليوم فرضت علينا قصة عربية ود الدايش نفسها كما لما تفرضه من قبل, كيف؟ كما ذكرنا من قبل مراراً أن عربية ابن عمنا عبد الرحمن ود الدايش تسير بالحد الأدنى من المُتطلبات، فكان عندما يطلب أن ندفرها له كل صباح، كان يأمرنا أن نفعل ذلك ونحن نقف على جَانبي العَربيّة، لأنّه حسب قوله عندما تقوم بالدفرة غير معروف تتّجه للأمام أم إلى الخلف فـ (الجربوكس) بائظ..!

في السودان اليوم، أصدرت الحكومة أكبر وأخطر قرارات مالية تُواجهها البلاد قد أسمَاها البعض تعويماً للجنيه السوداني، وأسمَاها البعض غير ذلك باعتبار أنّ وجود لجنة (صُنّاع السوق) تُعيق هذا التعويم، ليس مُهماً هذا الخلاف.. فاللجنة بدأت عملها من الأمس وركبت أعلى خيل وصل إليه سعر الدولار في السوق المُوازي! فهل سوف تكبح السياسة الجديدة جنوح الدولار أم (تديه سُوط) فيُواصل عيرانه؟! على الشعب أن يكون حذراً ويبعد من الناحية الأمامية ومن الناحية الخلفية ويقف على إحدى الجنبتين ويتفرّج على عربية ود الدايش!!

(2)

أغلب المُحَلِّلين الاقتصاديين بِمَا في ذلك مُؤيِّدي السِّياسة الجديدة (التعويم)، يقولون إنّ السياسة الجديدة سوف تؤدي إلى ارتفاعٍ مُؤقّتٍ، لأنّ السوق المُوازي لن يستسلم بهذه السهولة وسوف يقاومها ويرفع سعره! ولكن بعد قليلٍ سوف تصل حصائل الصادر وتحويلات المُغتربين ويعود الهدوء لجبهة الجنيه السوداني ويُواصل ارتفاعه بينما ينخفض سعر الدولار.

بعض المُحلِّلين يرون إن لم تكن للحكومة مخدة دولارات مليارية ستكون قد قفزت قفزة كبيرة في الظلام، وأن الجنيه السوداني سوف يلحق أمّات طه أكثر مِمّا هو لاحقها الآن.

السيد معتز موسى رئيس الوزراء والذي تَولّى كبر هذه السياسة، غرّد مُراهناً على أربعة مليارات من حصائل الصادر ستكون في اليد بعد قليلٍ، ولكن الأخطر ما قاله في الأبيض وقد سمعته من قناة “الشروق” أنّ هناك ثلاثة أشخاص فقط يعلمون ما بيد الحكومة وهي تتّخذ هذه السياسات!! أكرِّر ثلاثة أشخاص فقط يعلمون التكأة التي استندت عليها الحكومة وهي تتّخذ هذه السياسة الجديدة!! ياربي واللاّ أنا ما سمعت كويس؟ أصلو أنا اليومين باقي كتلة التهاب فيروسي قوي جداً ولكن مع ذلك أجزم بأنّني سمعت ما سمعت!!

(3)

على العُمُوم إن كان ما سمعته صَحيحاً من السّيّد معتز، فهذا يعني أنّه هذه المَرّة قد اتّخذت الحكومة سياسة فيها سرٌ وفيها جَهرٌ، وَلَعلّ هذا الذي كَانَ يَنقص الحكومة في سياساتها المَاليّة والنّقديّة السَّابقَة فقد كانت مكشوفة لمُنافسيها في السُّوق المُوازي للآخر، لا بل بصُورة مَقصودة لتحطيم تلك السِّياسات وكان هذا يدخل في نطاق صراع السُّلطة بين القوى الحاكمة وهذه قصة أخرى.! عليه يَصبح مَا صَرّح به السّيّد معتز أمراً جديداً، وقد بدا لي أنّ السّيّد معتز أراد بهذا التّصريح القول إنّ الحكومة هذه المَرّة بيدها كروت رابحة، وأنّ المُغامرة ليست كبيرة كما يظن البعض.. أمّا من هُم الثلاثة الذين يُحيطون بكل ما يتعلّق بهذه السِّياسة الجديدة؟ أعتقد ليس هذا الأمر بدرجةٍ عاليةٍ من الأهمية، المُهم أنّهم ثلاثة و(الرابع برّه)! وأغلب الظن أنّهم رئيس الجمهورية ووزير المالية ومُحافظ البنك المركزي، فإن كان ذلك كذلك، فإنّها خطوة للأمام، ونتمنّى أن يتقلّص الثلاثة إلى واحدٍ ثُمّ يختفي هذا الواحد لتبقى يد السوق الخفية هذه المُتحكِّمة في أوضاعنا الماليّة والنقديّة.. وسَاعتها سنقول إنّ عربية ود الدايش جَدّ عليها جَديدٌ!

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.