آخر الأخبار
The news is by your side.

جماليات النصوص الأدبية الروائية !

جماليات النصوص الأدبية الروائية !

 

بقلم: محمد هارون عمر

عندما كنت بالجمهورية اليمنية سألني، زميلي في المدرسة عن كيف يكون النص الروائي جميلًا جدًا ليسحر القارئ. تعثرت في الإجابة وقلت له كلما كتب في نقد الرواية العربية منذ القرن العشرين وإلى اليوم هدفه أن يكون النص ممتعًا وشيقًـا ولذيذًا. وهناك تفاوت في الذائقة لعوامل وجدانية وثقافية و َروحية معقدة.. وقد تلعب وتتحكم. الاديولوجيا في بوصلة الذائقة.. وفي الحقيقة هذا الأمر يشمل حتى النقاد وخاصة في الرواية. فهذا معجب بجمال اللغة الشعرية في النص وذاك معجب بالقيم المعرفية أو الليبرالية وآخر بالثقافة.. والتراث، واخر محنط في قوقعة الثيوقراطية أو الاتوقراطية… نجد هناك ناقد مفتون بالرواية التاريخية وآخر عاشق للرواية البوليسية. أو التي تعلى من القيم الروحية.. وهناك سدنة المحظورات الثلاث ( الدين والجنس والسياسة) وهناك من ينظرون ويرشدون الكتاب لكي يفوزوا في المسابقات عليهم بعدم مصادمة. مسلمات ومقدسات المجتمع لكي يكسبوا مالًا في المسابقات ليشتهروا .. وعندما قرأت عزازيل للمصري يوسف زيدان ذهلت واندهشت… وأولاد حارتنا للمصري نجيب محفوظ، أولاد حارتنا عمل جيد للكاتب الكبير نجيب أما عزازيل فهي عمل ممتاز حسب ذائقتي كقارئ ولايمكن أن تفوز عززايل لأنها تصادم القيم المسيحية. بينما أولاد حارتنا تناكف القيم الغيبية الإسلامية بصورة ذكية، عزازيل ترجمة لعشرات اللغات وحتى الكنيسة في مصر لم تعترض عليها ولكن للفتيكان رأي. اعتقد أن عزازيل أجمل من كثير من الروايات التي فازت بجائزة نوبل.لازال الغرب يتحكم في مؤشر الإبداع فلا يمكن أن يصل كاتب لمصاف العالمية بغير أن يصل إنتاجه لغرب أوربا ومن ثم يتم تسويقه وتلميعه وبالطبع لابد أن يكون لون الإبداع يتناغم مع الثقافة الغربية منبع الرواية ومكان ميلادها وترعرعها. كثيرًا ما اقرأ رويات جيده واستغرب فكيف فازت بجوائز بينما توجد أعمال أفضل منها بكثير، ولكنني أرجع وأقول لجنة التحكيم في الغالب تتكون من ثلاثة أشخاص وهذا مزاجهم النقدي والذائقي فلهم العذر. وكما قيل لولا اختلاف الامزجة لبارت السلع في الأسواق . كنت أبحث عن رواية ما وعثرت عليها قبل شهر عند صديق وياللعجب اندهشت وقلت كيف فازت واشتهرت بهذه التواضع في تقنية السرد واستزراع أحدث خارج سياق النص، فشوهت وعطلت نمو النص حوار طويل ممل شمل ربع النص وهو لايضفى شيئًـا على بؤرة البص؛ مثل ذاك الحوار لم يستبطن الشخصيات ويضعف البناء الدارمي للنص. فحدث الترهل الحواري الذي يخصم ولايضيف بعدًا دراميًا يجب أن تكون أي جملة أو كلمة أو عبارة أو حكاية أو حوار لبنة في معمار الرواية ؛ ليحقن النص بجرعات التازيم والتوتير.. فيجذب النص الأحاسيس والمشاعر، فلا يستطيع القارئ الاستغناء عن النص حتى يفرغ منه. عموماً الفوراق ما بين النصوص الأدبية ليس كبيرة.. لهذا تجد لجان التحكيم صعوبة في اختيار الأجمل والاروع، وكل مبدع يعبرعن عو المه في مغامره وسط بيداء الكتابة.. والتميز والتفوق بين الكتاب يحدده القراء وليس النقاء، وكم من نص جميل أحياه القراء بعد انزواء وبعد أن تجاهله النقاد وفي الحقيقة للنقاد العذر نتيجة للكم الهائل من الانفجار الإبداعي الروائي الذي يصعب حصره ونقده والتحكم فيه. على الكاتبة اوالكاتب أن يرنو للمستقبل بتفاؤل وأن يكتب وألايفكر في الشهرة السريعة وسينجح ذات يوم إذا واصل إبداعه بهمة عالية دون النظر للمعوقات فالكتابة رسالة. فالقابض عليها كالقابض على الجمر..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.