آخر الأخبار
The news is by your side.

تلاحق الأزمات … بقلم: د.خالد أحمد الحاج

تلاحق الأزمات … بقلم: د.خالد أحمد الحاج
 
1
لا يخفى عليكم الظرف الحرج الذي تمر به البلاد، فالأزمة تظهر في كل يوم بشكل مخيف.
لنقف أولاً على الأوضاع بشرق السودان الذي بدا من الواضح أن مجموعة كبيرة من مكوناته قد ضيقت الخناق على المركز نتيجة لمطالب عديدة تصدت لها كيانات مؤثرة بالشرق. ولما كان تحرك الحكومة بطيئاً نتج استمرار إغلاق المعابر المؤدية للشرق وولد ذلك شبه انعدام لضروريات الحياة التي قالت بها واجهات وجهات اختصاص عديدة.

وفي ظل هذا التباطؤ المتوقع أن تتسع دائرة الأزمة، لدرجة أن البعض بات يخشى من مآلات كارثية حال لم تتوصل الأطراف لاتفاق مرضي، لدرجة أن البعض سألوا ماذا لو نفد مخزون المحروقات ؟ ولم يعد بالمقدور الوفاء بحصص المخابز في الدقيق ؟ وكذا الحال بالنسبة للدواء الذي يصل عبر ميناء البحر الأحمر ؟ وكيف ستتعامل الحكومة مع قضية اتفق الكثيرون على تأثيرها البالغ على وحدة السودان.
2
من الناحية الأخرى فإن مواجهة الإرهاب الذي كشر عن أنيابه بقلب الخرطوم مسألة لم تكن بالحسبان، من واقع أن خلايا الإرهاب استبعدت في السابق انتقال نشاطها للخرطوم، ولهم في ذلك مبرراتهم، فما الذي تغير الآن لتصبح بعض مناطق العاصمة منصات لأعمال تخريبية، إن كانت منطقة جبرة هي رأس الجليد لتنظيمات لا تتورع في استخدام القوة المفرطة ألا يدعو ذلك لأن يتنبه الجميع لخطورة الموقف، وأن تفكر الحكومة بجدية في إعادة الانتشار الأمني الكثيف بكل أطراف العاصمة، مع التركيز على المناطق التي تتواجد بها هذه الجماعات، وحصر الوجود الأجنبي حتى يسهل معرفة تحركاتهم والوقوف على نشاطهم، والتأكد من أن أنشطة الأجانب ليست ذات صلة بالإرهاب وتحرك فاعليه.
3
البلاد ليست بمعزل عن محيطها، ولا بمأمن من أي عمل تخريبي ما دام المرحلة الانتقالية تواجه بتفلتات أمنية و”نيقرز” يهددون بالأسلحة البيضاء العزل فينبهوا ويروعوا، وحالة الشد والجذب الشديدة والاتهامات ما بين مكوني حكومة الانتقال، ومع اقتراب انتقال رئاسة المجلس السيادي للمدنيين وسط تخوف من أي مهددات قد تجر البلاد إلى دوامة صراعات لا تنتهي. يبقى التحدي في الآخر جرس إنذار.
4
أزمة الشرق رغم تعقدها إلا أنها ليست بالصعوبة التي تجعل البعض يرفع راية اليأس.
على مر التاريخ شهد السودان صراعات ومواجهات، بيد أنها حلت في النهاية بالحكمة.
لا أعتقد بأن حلا وسطا سيرفض، إن رأى طرف من الطرف الآخر جدية ورغبة بالحل، بدء بالإمعان في الأزمة، ويالوقوف على دوافع تطوراتها بهذه الصورة ؟ الإصرار على استهوان الأزمة ستكون كلفته فادحة.
5
ليس هناك ما هو أهم من الوحدة الوطنية، ومن إعلاء قيمة المواطنة دون حساب المصالح الضيقة، وبالنظر إلى الغد بعين اليوم واللحظة، وبالتداول العقلاني الراشد ستحل العقد.
فهل من استجابة عاجلة لأجل المرضى، والجوعى، ومن فاقت أزماتهم كل الحدود ؟
لا لتفتيت السودان، ولا لجره للمجهول، نعم للاعتراف بأن هناك أخطاء ارتكبت في حق الشعب، ولابد للقضاء من أن يبت فيها، لكن لا ينبغي أن تتحول الحركة إلى سكون، والأمل إلى يأس،لا للضبابية التي تحجب الرؤية.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.