آخر الأخبار
The news is by your side.

تداعيات جنوح السفينة ايفر قيفن في قناة السويس

تداعيات جنوح سفينة الحاويات ايفر قيفن في ممر قناة السويس الملاحي وتاثيراته علي التجارة العالمية

 

بقلم: د. عبدالصادق محمد سعيد المقدم

يعد موضوع جنوح السفن من المجالات الهامة في تشغيل السفن والنقل عبر البحار. ويعرف الجنوح بانه أحد انواع الحوادث البحرية الناتجة عن ارتطام سفينة بقاع البحر او ممر ملاحي مما قد يودي الي تلف السفينة وحدوث خسائر مادية وبشرية وقد يودي الي فقدان السفينة واحداث اضرار مادية وبيئية كبيرة.

ولعل جنوح السفينة ايفر قيغن والتي تحمل علم بنما في ممر قناة السويس الملاحي الهام والذي تمر به نحو ١٢ ٪ من حجم التجارة العالمية. وتخدم حوالي ٣٠٪ من سفن الحاويات. وتشكل معبرا اساسيا لناقلات البترول والغاز المسال الي اروبا بنحو ماقيمته ٤٠٠ مليون دولار كل ساعة.

هذه القناة حققت ايراد سنوي لمصر بنحو ٥.٦ مليار دولار في العام ٢٠٢٠م. ايضا اسهمت القناة بخدمة مرور لحوالي ١٨٨٨٠ سفينة في العام ٢٠٢٠ م. وبحمولات فاقت المليار طن (١.٢١مليار طن) في نفس العام وبهذا اصبحت تشكل حلقة هامة في سلاسل إمداد التجارة العالمية لسفن البترول والغاز والصب والحاويات.

ظلت قناة السويس تخدم حركة التجارة العالمية وتوفر نحو ١٠ الف ميل بحري مقارنة بطريق راس الرجاء الصالح اي بنحو مايقارب ٢٥٪من تكلفة النقل. ولعل من ابرز تداعيات اغلاق الممر ارتفاع تكلغة الشحن الي أضعاف التكلغة.

وتعطل حركة التجارة واصطفاف المئات من السغن في انتظار تعويم السفينة. هذا بجانب الخسائر الكبيرة للتجارة العالمية والسفن. وفقدان مصر لايرادات معتبرة من رسوم المرور خلال فترة التوقف. فضلا في الارتفاع الكبير في السلع نتيجة لهذا التوقف.

هنالك اسئلة ملحة تدور عن ماهي الاسباب التي ادت الي جنوح هذه السفينة وبالنظر بصورة عامه الي الاسباب التي تؤدي الي جنوح السفن ومن ضمنها زيادة سرعة الرياح وهي في هذا الحادث تجاوزت سرعة الرياح ال٤٠ عقدة اي حوالي (٧٤ميلا بحريا) . وهذا يعد سببا مهما.

الا ان هنالك اسباب اخري يمكن ان تسفر عنها نتائج التحقيقات وهي وجود عطل فني احدث خللا في السيطرة علي توجية السفية بجانب احتماليه الخطا البشري والذي قد يتسبب بشكل او بآخر في انحراف السفينة عن مسارها ولعل هذه النقاط ستظل الشغل الشاغل لشركات التامين البحري واندية الحماية والتعويض وهيئة قناة السويس مما يترتب علية من تعويضات ضخمة.

من المتوقع تأخر عمليات التعويم السفينة نسبة لضيق الممر الملاحي وضخامة السفينة الجانحة التي يبلغ طولها ٤٠٠ مترا وعرضها ٥٩مترا بحمولة ٢٢٤ الف طن في نطاق ممر للقناة يتراوح بين ٢٠٠ و٢١٠ متر وفقا للمنتدي الاقتصادي العالمي. ونسبة لارتفاع حمولات السفينة الجانحة لأ كثر من ٦٠متر مما يصعب عمليات تفريغ الحمولة لسغن اخري مما يتطلب وقتا طويلا.

وكلما تاخرت مساعي شركات الانقاذ لتعويم السفينة تزداد خسائر التجارة العالمية وبالتالي لابد من الاسراع في الاستعانة بخبرات وإمكانات تضمن التعويم الآمن دون الحوجة الي تفريغ حمولة السفينة والذي يتطلب امكانات لوجستية ضخمة ووقت اكبر.

وعلي هئية قناة السويس النظر بصور استراتيجية ودراسة امكانية ايجاد بدائل لتلافي مثل هذه الظروف و الطواري. واعادة النظر في السماح لمرور السفن الضخمة في ظل تغلبات الأجواء وزيادة سرعة الرياح.

نتمني ان تعود الملاحة و بشكل عاجل وان تنتظم حركة الامداد العالمي كما كانت لتلافي الاثار الاقتصادية لهذا الحادث البالغ التاثير علي سلاسل الإمداد والتوريد العالمية.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.