آخر الأخبار
The news is by your side.

بلا حدود … بقلم: هنادي الصديق

إندغام الإسلاميين

واهم من يعتقد أن تغريدات رئيس الوزراء يمكن أن تكون واقعاً معاشاً للسودانيين، وواهم أكثر من اعتقد أن التشكيل الوزاري الجديد للحكومة سيشكل إضافة للراهن السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالسودان.
وغير حصيف من يعتقد أن التغيير المنشود سيكون عبر التغريدات المستمرة والوعود البراقة والاعتذارات التي في ظاهرها تطييب خواطر وفي باطنها تخدير وتسكين مرفوض.
الحكومة الجديدة برئيس وزرائها لن تحل أي مشكلة من المشكلات التي تفاقمت وأوصلت الوضع لما هو عليه، ومؤكد أنها لن تأتي بعصا موسى لإحداث التغيير المتوهم في خيال البسطاء وأصحاب الأجندة.
الجديد في هذه الحكومة هو إعلان معلف لنهاية دولة لم يعد فيها ما يحفز على الحكم أو الإقامة بعد أن تيبَست أوصالها، وجفََّ زرعها وهزل ضرعها، ولم يعد هناك حل للخروج من هذا الوضع كمخرج للأزمات المتلاحقة وحالة الانهيار التي تتزامن مع الاستعداد لانتخابات 2020 والتي يدعمها تيار غير قليل من عضوية الوطني، هو إنهاء المفاصلة الشهيرة للإسلاميين، وإنهاء (حالة الحردان) التي عاشها الشعبيون لأكثر من 20 عاماً، ليكون (الاندغام) الحقيقي للإسلاميين وعودة ذات السطوة والسيطرة التي اشتهر بها أهل الإسلام السياسي، ولكنها ستظهر بسياسة مختلفة هذه المرة. رغم ما يبدو ظاهرياً من تصريحات نارية وعداوات مصطنعة بين قيادات الشعبي والوطني.
(زيتنا في دقيقنا) هو شعار الحكومة القادمة، حكومة ما بعد 2020 إن قدر لها القيام بالطبع، أما ما يسمى بأحزاب الحوار الوطني، فالواضح أنها ستشهد صراعاً محموماً فيما بينها وبين المؤتمر الوطني لأن الكيكة تم تقسيمها على أسس يعلمها صُناع الطبخة المهرة.
إندغام الإسلاميين القادم وانخراطهم في برنامج سياسي واحد سيميط اللثام عن حقيقة الشعارات المرفوعة من قبل أهل الشعبي خاصة فيما يتعلق بجزئية الحريات التي ظلت (مسمار نص) وتصريحاً محفوظاً عن ظهر قلب لقيادات الشعبي بمختلف أسمائهم وصفاتهم القيادية.
منذ أن تسلم رئيس مجلس الوزراء السابق قائمة الشعبي المشاركة في الحكومة، تأكد للجميع أن الحزب (الحردان) قبل الخروج بأقل الخسائر من قسمة الثروة والسلطة وهو يقبل بوزارات (هامشية) من وجهة نظري مقارنة بما يحتاجه السودان فعلاً من تغيير وإحداث ثورة حقيقية خاصة في مجالات خدمية تعنى بمعاش الناس.
ولكن يبدو أن القحة ولا صمة الخشم هي التي دفعت بأهل الشعبي القبول بهذه الصفقة الفقيرة وأمامهم وزارات المالية والخارجية والداخلية والدفاع والصحة والاقتصاد والاستثمار والبترول والمعادن وغيرها من الوزارات صاحبة الثقل والتي تحتاج للتغيير الحقيقي في سياساتها التي أودت بالبلاد إلى موارد الهلاك، وهي الوزارات التي سيستفرد بها الوطني ولا يقبل بمجرد التفكير في التفاوض حولها اليوم وغداً ومستقبلاً.
فشل الحكومة شاهدناه في لهفة وهرولة (عبدة السلطة) والباحثون عن أنفسهم عبر بوابة حكومة ما تُسمى بحكومة النفاق الوطني، ومن خلال (حندكة) المؤتمر الوطني بمناصب لا تساوي ثمن حبر مخرجات الحوار المزعوم.
عموماً، وحتى الانتهاء من طبخة الاندغام والوحدة التى اقترب أجلها، فالواضح الفترة القادمة ستشهد الكثير جداً من الصراعات والتصريحات، والمزيد من الفشل والعجز في ميزانيات وموازنات الدولة، لأن الجيوش الجرارة من الوزراء وأركان حربهم ستضيف المزيد من الأعباء على الخزينة العامة ولا مجال لسياسة تقشف مزعومة إلا في خيال وخطب وتغريدات المسؤولين البعيدين تماماً عن نبض الشارع.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.