بشير عباس حاضرا بشارع بيتنا

بشير عباس حاضرا بشارع بيتنا

بقلم: عواطف عبداللطيف

لم يمر بشارع بيتنا بل دلف لبيوتنا وتناول قهوة الصباح و امهاتنا وحبوباتنا وداعب صغارنا وشاركنا طابور الصباح بمدارسنا ورغم أنه حفل تأبين ” اللهم ارحمه وأغفر له ” لكنه كان إحتفاء أنيقا وكامل الدسم وبحجم مبدع فنان صنع النجومية لشخصه وللبلابل اللذين كانوا حضورا بشخص ” الفردة ” هادية طلسم خفيفة الظل المطعمة بالكلم الجميل والاحساس المرهف .. أبنة الفنان الراحل دكتورة ألحان بشير كانت أنموذج لكيفية ادارة دفة حديث المنصة بأختيارها الدقيق للمكرمين من المبدعين وللقنوات الفضائية ..

وحفل تابين ملك العود وكنز الموسيقي وسفيرها الراحل المقيم بشير عباس درس في كيفية التناغم والانسجام ماثل ما تقوم به جهات لسنوات وياتي ماسخا ففي نفس حفل التأبين تم تدشين جائزة بأسمه و أهداء الة العود خاصته لكلية الموسيقي بجامعة السودان .. وتألق الحفل بكوكبة كورال فرقة الخرطوم جنوب الموسيقية وصحبه ورفقاه اللذين سلطوا الضوء علي جوانب من شخصيته ..

أنس العاقب والموصلي والنخلي سيرته تقول أنه دلف لعالم الطرب منذ نعومة انامله متاثر بالفنان فريد الاطرش وعقد صداقات وكثير من المبدعين بالعالم العربي والاوربي وابدت ابنته ألحان تأثرها لهجرته لكندا وقد جاوز الخمسين عددا و في منحنى وبلادنا تمر بمخاض عسير وبعد ان اثرى الساحة الفنية بزخم فني عالي يكفيه تاجا ناصعا رعايته البلابل وصنعه لابداعاتهم التي دخلت القلوب والبيوت ..

مسرح قاعة الصداقة امسية الجمعة ٢٧ فبراير ٢٠٢٣م صدح بترانيم الأغاني ومقتطعات من مقطوعاته وكم كان لافتا فرقة موسيقية لبراعم صغيرات السن بالة العود والقانون وباحترافية واكتظاظ القاعة باسرته وحضور بازخ من كل الاعمار من حلفاية الملوك التي استحقت الاسم بحق وحقيقة لاستدعاء سيرته بحفل ملوكي محضور ومرتب بعناية فائقة وكم كان منسجما وطنيا حينما رفرف علم البلاد وهتف الثوار بحس ثورة ديسمبر المجيدة وبكل نبضها الوهاج الحي ..

ولبشير عباس تجربة خاصته أدخلها في الموسيقى السودانية وهي تأليف المقطوعات تختلف عن الكلاسيكية بالصفير بفمه بدلا عن الكلمات الشعرية والتغني بعبارات محدودة يكررها كما في مقطوعات يا ترى والقمر في كنانة .. وليس غريبا عن هذه الاسرة الملوكية ذات الحس الابداعي والتألق فإبنة عمه أسماء حمزة بشير تعتبر أول إمرأة ملحنة في السودان و من الأوائل في الوطن العربي … شكرا أيتها المبدعة ” ألحان ” وانت تحملين أرث أب بحجم بشير عباس .. والتحية من البعد لصديقتي أقبال ..

Awatifderar1@gmail.com