بربر تستغيث وتناشد ابناءها الأوفياء
كلام بفلوس…بقلم: تاج السر محمد حامد
بربر تستغيث وتناشد ابناءها الأوفياء ،،،
من الوفاء أن لا ينسى المرء مسقط رأسه ومكان صباه .. فالوطن محبوب والمنشأ مألوف .. فلا ينسى ولا يحنو إنسان أرضا بها أصدقاؤه واترابه .. ومن الوفاء أن تمر على المرء سنونه التى قضاها بمنشئه .. حلوها ومرها .. ومن الجحود أن لا تقدم صورة واقعية جميلة تعبق برائحة العطر عن مكان عاش فيه الوالدان والأهل والأصدقاء .. فما احب هذه الأماكن التى أرى أنها :-
(بلاد بها حل الشباب تمائمى
وأول أرض مس جلدى ترابها) .
والوفاء للمنشأ ترجمان النية ولسان الحال وشاهد الاخلاص وعنوان الاختصاص .. ومن الجحود أن لا توصف بربر الحبيبه بالصورة الحقيقية الواقعية التى امتلأت بها قلوب ابنائها عشقا وحبا لها .. فلا يمكن أن تخفى الشمس فى رابعة النهار وبربر هكذا لمن يراها .. بربر خضراء فيها شجر باسق الفروع مورق الاوراق والغصون .. حنينه تهدى الارتياح إلى الأرواح .. وتنجلى فيها التنمية حيث فيها نهضة تعليمية وثقافية تعكس الواقع الصادق والحقيقى للعزيزة الغالية بربر .
فكتابى والقلم فى البنان يسطر ما عليه الجنان على محاسن ذلك المكان الذى إستاثر بقلوب الكثير .. وما أعجز قلمى عن وصف جمال وعشق بربر حيث الخضرة وراحة النفس والفصول فى أرضها غير كل الأماكن حيث تنمو فيها فروع الدوحة حتى تصافح جوانب الأغصان والشمس فى ثنائية تنظر من خلال فروع أشجارها نحو الحدائق الغناء فيها نظرة الغيران.. فهذه هى بربر بأبنائها الذين رفعوا نهضتها وتقدمها .
فما بالنا اليوم وبعد كل هذا الجمال والوصف تأتى إليها تلك الهجمات المرتدة من اوباش دول الشر والعدوان لضربها بتلك المسيرات التى ربما ضلت طريقها والله اعلم .. فاليوم نبكى حزنا وألما على تلك البقعة الخضراء ارض العلم والثقافة والإيمان ليصبح الظلام فى كل ركن من أركانها يا لوعة الألم والبكاء .. فاليوم نبكيك يا بربر فقد لا نبكى فى أشد لحظات الألم والحزن والمأساة لكن اليوم نبكيك ..فقد تشتت الكلمات والحروف وشلت قدرتى على ان اعبر عما يجيش فى قلبى من ألم وحزن والمسيرات تضرب فى هذه الأرض الخصبة ارض اهلنا وعشيرتنا .
ولازال السؤال يطن فى أذنى إلى متى يظل الصمت شعارنا نحن أبناء بربر وارتفاع درجات الحرارة تزداد لتظهر العقارب الضاره بكل انواعها نتيجة لسخانة الجو وارتفاع درجات الحرارة .. ونشاهد العذاب والألم والمعاناة لانعدام (الامصال) من المستشفيات ليكون الضحية ابناؤنا من لدغات العقارب القاتلة .. فالقضية الان أصبحت قضية كل أبناء بربر وهم يشاهدون ذاك الألم وتلك المعاناة لاهليهم فالذين يقرؤون الان يعرفون جيدا أن أخطر مايزعزع أهل هذه المنطقة لدغات العقارب وعدم وجود الامصال لمعالجة هذه الآفة الفتاكة والقاتل دون رحمة .
كل ما ذكرناه من سرد يمزق اسياج القلوب لم يكن شيئا خياليا بل حقيقة تعيشها مدينة بربر .. ومسؤولية هذه الأشياء لأبناء بربر فكلما ابتعدوا عن مسؤوليتهم كلما ازداد الألم والمعاناة .. وقلبى يتقطر آسى وحزنا على اطفالنا ولدغات العقارب تأخذهم واحد تلو الآخر ومسؤولى الولاية نيام وكأن الأمر لايهمهم فى شئ .
يا والى ولاية نهر النيل ويامسؤولى المحلية وأبناء مدينة بربر اناشدكم وعبر هذه الكلمات إنقاذ مايمكن إنقاذه لهذه المدينة لمنع مزيدا من الكوارث والمصائب لترتاح نفوس الأمهات والأباء .. فالعين تدمع والقلب يحزن وانا امام عدم توفير امصال العقارب لاطفال بربر لناصبون صيوان العزاء .. فنحن الآن لا نريد مزيدا من الكلام كل ما نحتاجه الاهتمام العاجل والفورى لهذه المدينة مدينة بربر .. والله المستعان .