بالمنطق … بقلم: صلاح الدين عووضة
ازيكم !!
*صوت أنثوي طرق أذني محيياً (ازيك)..
*فنظرت إلى صاحبة الصوت فإذا الوجه (ما غريب علي)..
*إنها – فيما يبدو – واحدة من مغنيات هذا الزمان..
*هكذا حادثت نفسي – دون رد للتحية – إلى أن أتاني من يقول (ليه ما بترد السلام؟)..
*ثم تفضل بإضافة معلومة – يراها مهمة – إلى قائمة معلوماتي..
*ودلالة أهميتها عنده صياحه الاستنكاري (ياخي حد ما يعرف فلانة؟…جد بالغت)..
*ولاحظت – دونما دهشة – أنه ما كان يعرف من الذي (بالغ) هذا..
*كل الذي يعرفه أن هلفوتاً – والذي هو أنا – حظي بتحية من (نجمة) فأضاعها..
*أضاع التحية…ومتعة النظر…و فرصة الكلام…وليلة القدر..
*ولكن عدم دهشتي هذه ذاتها – إزاء الصائح – هي التي شككتني في (اتجاه التحية)..
*فهي حتماً ضلت طريقها تحت لافتة (يخلق من الشبه أربعين)..
*فصاحبة التحية والصائح المستنكر كلاهما من شاكلة شباب تلكم المعاينة التلفزيونية..
*المعاينة التي حكى لي صديقي الجزلي وقائعها وهو يضحك..
*يضحك ضحكاً أشبه بالبكاء ؛ وشر البلية ما يضحك..
*قال لي إن نفراً من خريجي جامعات هذه الأيام تقدموا لمعاينة وظيفة مذيعين..
*منهم الطبيب…والصيدلي…والحقوقي…والمحاسب..
*وكان من بين الأسئلة : هل تعرف (فلاناً)؟…والذي هو كاتب هذه السطور..
*فجاءت إجابة (طبيب) منهم : نعم…هو مخرج تلفزيوني..
*فهذا جيل لا يعرف سوى نانسي…وندى…وطه…وإنصاف…ومحاسن (حرجل)..
*فمن الطبيعي – إذن – أن أتشكك في معرفة صاحبة (ازيك) لي..
*ولكن هل كان هذا مسوغاً لعدم رد التحية ولو في حدودها الدنيا؟…قطعاً لا..
*ولا تفسير (منطقي) عندي لهذه الجلافة غير المبررة..
*أو ربما كان بعض السبب يكمن بين ثنايا رأي سالب في هذه المغنية (بالذات)..
*فهي شيدت (بيت) شهرتها بألواح (شواهد) مبدعين رحلوا..
*ثم لم تكتف بهذا ؛ بل شوهت عظيم أغنياتهم بما يجعلهم يتململون في قبورهم..
*وتطلق من تصريحات التباهي ما لم يفعله وردي نفسه..
*وتغالي في رسوم حفلاتها بما يساوي دخل واحدة منها كل ما ناله (الكحلاوي)..
*عموماً لنفترض أن شخصي كان هو المعني بتلكم التحية..
*فهل هي مما يشرف إلى حد أن يعاتبني ذلكم الشاب على (إضاعة الفرصة)؟..
*علماً بأنه أضاع من بنطلونه ما يستر (أعلى وسطه)..
*أو ما يستر به ما (يهزه) عند الرقص على إيقاع أغنيات صاحبة (إزيك يا أستاذ)..
*وليتنا نقدر على تسطير كلمات (ترقص) ألماً كما الطير..
*و يا بعض جيل هذا اليوم (ازيكم !!!).