آخر الأخبار
The news is by your side.

بالمنطق… بقلم: صلاح الدين عووضة

هذا عزائي !!

ثمة فوارق بيننا ؛ نحن وهم..
ونحن هنا أقصد بها شعوب العالم الثالث ؛ جنوب الكرة الأرضية… وشرقها..
بما في ذلك شعوبنا العربية والإسلامية طبعاً..
وهي فوارق بدهية…وبدائية ؛ إن لم تزل فسنظل متخلفين مقارنة بالمتحضرين..
ومن هذه الفوارق أن لدينا وزراء إعلام وهم….لا..
فإعلامهم حر؛ ولا يرون ضرورة للوصاية عليه تقنيناً…وتشريعاً…و رقابةً..
ومن هنا ينبثق فارق آخر…وهو اختلاف نوعية نشرات الأخبار..
فالخبر عندهم يكتسب أولويته حسب أهميته…لا وفقاً لأهمية قيادات البلاد..
ومن ثم فقد لا تجد ذكراً للرئيس عندهم طوال اليوم الإخباري..
أما عندنا فلابد من فرض أخباره على الناس إلى حد الملل…وإن لم يفعل شيئا..
فليس المهم أن يفعل…وإنما المهم أن يكون حاضراً في الأخبار..
ومن بعده الذي يليه…فالذي يليه…فالذي يليه ؛ نزولاً إلى أصغر مسؤول بالبلاد..
عليه فإن أخبارنا تُمتِع المسؤولين…وتُمرِض المواطنين..
أما حين يكون هنالك خبرٌ (بالجد) فالمواطنون هؤلاء يبحثون عن تفاصيله بالخارج..
فوسائل إعلامنا – في هذه الحالة – تكذب دون أن يطرف لها جفن..
وبقدر (فداحة) الخبر يكون مقدار الكذب…والخداع…والتضليل..
ومن الفوارق أيضاً ما نستعين على شرحه بشيء من الخيال العلمي… لنفهمه..
فتخيل إنك غادرت كوكبنا بمركبة ذات سرعة ضوئية..
ثم عدت بعد غياب ضوئي – وهو لو تعلمون عظيم – لترى ما حدث في غيابك..
ستكتشف أن رؤساءهم الذين كنت تعرفهم لا وجود لهم..
بينما (بتوعنا) قاعدون كما هم ؛ رغم احدوداب الظهور…وتساقط الشعور..
وأنكأ من ذلك ستجدهم يتحدثون عن القضايا ذاتها..
عن التحديات الداخلية…والاستهدافات الخارجية….والمنعطفات التاريخية..
وستُفاجأ بصورهم ذاتها تملأ أرجاء بلادهم…لا تكبر مع كبرهم..
وعند حلول موعد الانتخابات ستسمع نغمة التزوير نفسها…ونغمة نفي التزوير..
أما عندهم فلا وجود لمثل هذه النغمة…لأنهم لا يزورون..
ولا يعرفون فوزاً بنسبة تتجاوز (90%) كما عندنا…فهذه من معجزاتنا الحصرية..
ومن الفوارق – كذلك – طبيعة البرلمانات بيننا وبينهم..
فبينما هنا تبصم وتطبل و(تقبض) فقط نجدها هناك تمسك بتلابيب حتى الرئيس..
والغريبة أن برلماناتنا – رغم ذلك – أحسن أثاثاً ورئيا…
وهذا من عجائب الفوارق السياسية بيننا وبينهم…فنحن يهمنا المبنى دون المعنى..
ثم نختم بفارق في غاية الأهمية…لم تشذ عنه حكومة (منا)..
فإذا رأيت المسؤول يتكلم…فيتكلم…ثم يتكلم…و(تاني) يتكلم فأعلم فوراً إنه (تبعنا)..
فهم الأقول عندهم بالقطارة…ولا تغني عن الأفعال..
اللهم إني راضٍ بحكمك أن جعلتني من (الأولانيين) هؤلاء….لا (التانيين)..
وعزائي في نعمة الإسلام !!!.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.