آخر الأخبار
The news is by your side.

بئر زمزم إحدى المعجزات القائمة أبد الدهر

 فذكّر … بقلم: د. هاشم غرايبه

تعتبر بئر زمزم إحدى المعجزات القائمة أبد الدهر، ولو أنها كانت في مكان آخر، وليست مرتبطة بالعقيدة الإسلامية، لانبهر بها العالم ولأفرد الإعلام لها مكانة بارزة، لذلك يحاول أعداء الدين تحاشي ذكرها والطمس على إعجازها.

يكمن ذلك الإعجاز في أنها بئر صغيرة عمقها لا يتجاوز الثلاثين مترا في قاعها تتجمع المياه بشكل بركة تنساب إليها المياه من خلال ثلاثة صدوع، لكنها رغم ذلك فهي ومنذ خمسة آلاف عام لا تنضب مهما سحب منها، وهي تسد حاجة مرتادي البيت الحرام والمسجد النبوي أي مليونين من البشر زيادة على السكان المقيمين في المدينتين، كما أن مكوناتها الكيميائية مختلفة عن كل آبار مكة، فهي غنية بكل الأملاح التي يحتاجها جسم الإنسان.

حاول كثير من الخبراء الأجانب كشف سر ذلك التدفق العجيب فلم يتمكنوا، فلجأوا للإدعاء بأنها عرضة للتلوث بالمياه العادمة بسبب أنها سطحية وليست جوفية، وبذريعة أن وجودها في أخفض منطقة في مكة مما يجعل إمكانية تلوثها واردة، ولحسم الأمر قرر الملك فيصل في عام 1971 إرسال عينات الى أوروبا لمقارنة نتائجها بالفحوص المحلية، فوجدت خالية من التلوث وحتى من الميكروبات والفطريات التي تعيش عادة في الآبار السطحية.

ويقول المهندس معين الدين أحمد الذي كلف بأخذ العينات من قاع البئر، إنه نزل فيها بنفسه، وما أدهشه أن حجم البركة صغير، فحاول أن ينضح الماء كله بمضخة ضخمة وسريعة ليرى أرضيتها، لكنه كان يجد أن الماء يتدفق بسرعة ليبقى المستوى كما هو مهما نضح منه.

ولما كانت لا تشبه مكوناتها أية بئر أخرى في منطقة مكة، ولا تماثلها أية عين ماء، لذا فهي فهي إحدى المعجزات الإلهية الباقية أبداً.

في ظل التوجهات الرسمية العلمانية المريبة، جرى الحديث مؤخراً عن تغير في طعم مياه زمزم، ولا أستبعد أن ذلك مقدمة لردم هذه البئر بذريعة أنها تشكل مكرهة صحية، المقلق هو أن من لديه النية لمثل تلك التوجهات لن يعدم الوسيلة لتلويث البئر من أجل تأكيد هذا الزعم، وإذا لاحظنا أن وحدة ضخمة من المرافق الصحية أسست قريبا من البئر، فلا أحد يمكنه الإطمئنان الى سلامة النوايا، خاصة وأن كثيرا من الأماكن المتعلقة بفجر الدعوة التي ينظر إليها المسلمون بتقدير خاص، جرى هدمها ومحو آثارها بذريعة أنها معالم وثنية لا ينبغي تقديسها.

وتم التغطية على ذلك بفتاوي ومطالبات من بعض مشايخ الوهابية المتشددين، وبالذريعة المطاطة: التخوف من الشرك، مع أن الله تعالى قال: “ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ” [الحج:32].

ترى هل كان الناس سيقدسون مسجد قباء الذي هدم وبني مكانه مسجد عصري!؟، أم هل كان سيعبد زوار الحرم دار خديجة أو يتمسحوا بجدرانها، التي ردمت وبني مكانها مرافق صحية!؟.

أم أن إزالة المعالم هو استجابة لمتطلبات التحولات العلمانية التي تسارعت وتيرتها مؤخرا، وهي تهيئة لمحو التاريخ بطمس الآثار التي تذكر بأمجاده!؟.

كل ذلك يدعونا للتساؤل عن حقيقة العقيدة الوهابية التي تعتبر هذه الأوابد أصنام يجب إزالتها، وما مدى توافق ذلك مع الأهداف الأوروبية المعادية للدين والممالئة للصهيونية، خاصة مع تركيزها على هدم وإزالة كل المعالم التاريخية الإسلامية، فمحيت مواقع تاريخية هامة مرتبطة بفجر الدعوة، وذات أهمية مفصلية، مثل دار الأرقم وشعب بني هاشم وخندق المدينة وبيت أبي بكر، في حين أنها لم تتعرض بسوء للآثار غير الإسلامية مثل آثار عاد وثمود، بل قام خبراء أجانب بترميمها، وإعادة إعمارها، وبحجة الاستثمار السياحي، تم بناء مرافق فنية لإقامة الحفلات والمهرجانات في الموسيقى والغناء والرقص تحت مسمى مهرجانات العلا.

السؤال المهم هنا أين الوهابية من كل ذلك؟ لماذا صمتت صمتا مطبقا عنه، وهي التي تحرم مجرد الاستماع الى الموسيقى في المذياع؟… هل ما زالوا مصرين على أن ولي الأمر أعرف بالمصالح من نصوص الشرع!؟.

في ظل هذه الأجواء، لا نستبعد أن نسمع قريبا عن اكتشاف حصون بني قينقاع وخيبر، وإعادة ترميمها لتكون مزارات للصهاينة ومسمار جحا تمهيدا لمطالبات توسعية للكيان اللقيط.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.