آخر الأخبار
The news is by your side.

ايلولة مقر يوناميد لجامعة الفاشر واجب تمليه مصلحة المجتمع

أيلولة مقر بعثة يوناميد لجامعة الفاشر واجب تمليه مصلحة المجتمع

بقلم : دكتور راشد العبيد

وقف الأساتذة والعاملون بجامعة الفاشر وقفة مطلبية لأيلولة مقر البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لحفظ السلام بدارفور(يوناميد) ولا تزال صفوفهم مستمرة. حيث اصطف هؤلاء النفر على خلفية ما تنامى إلى علمهم بأن المقر سوف يتم تقسيمه إلى عدد من المصالح العامة بشمال دارفور؛ وهذا ما لا يكون مفيدا لاحداث التنمية والنهضة لمجتمع دارفور بطريقة راشدة وعلمية دقيقة؛ وبالتالي فإن النظرة العامة والصحيحة هي التي نادى بها الأساتذة وجميع العاملين بالجامعة؛ وهي التي توافق مصلحة المجتمع بضرورة أيلولة مقر بعثة (يوناميد) إلى جامعة الفاشر.

يعلم الجميع كما هو مقرر لبعثة (يوناميد) أن تغادر البلاد نهائيا في 30 يونيو القادم وذلك بعد أن قامت بمجهودات كبيرة في حفظ السلام أثناء فترة الحرب بدارفور؛ أيضا معلوم خلال تلك الفترة قد أنشأت يوناميد مواقع بها مباني وأصول كثيرة في ولايات دارفور وعدد من محلياتها وعزمت بعد إنتهاء مهمتها أيلولة هذه المقرات إلى مؤسسات مدنية.

بالفعل ومنذ العام 2019م قامت يوناميد بإخلاء بعض المواقع؛ لكن الجدير بالذكر هنا أن بروفيسور/إبراهيم قمباري رئيس بعثة يوناميد السابق أوصى بأيلولة مقرات البعثة إلى الجامعات في دارفور؛ وصرح بذلك تكرارا في بعض خطاباته أثناء مشاركته محافل عدة بدارفور؛ وأنني شخصيا شهدت له ثلاث مشاركات من خلال مناشط عن برامج السلام بجامعة الفاشر؛ ويستحضرني حينما أكد قمباري صراحة في إحدى خطاباته قائلا:

أننا بعد إنتهاء مهمتنا كبعثة لحفظ السلام بالمنطقة سوف تؤول مقراتنا إلى الجامعات في دارفور وأشار إلى المقر الرئيس لبعثة يوناميد بمدينة الفاشر بأيلولته كاملا إلى جامعة الفاشر بل وزاد أكثر حينما وجه سكرتارية المحفل تدوين ذلك واضحا في المحضر؛ ويستحضرني أيضا أثناء ما هو كان واقف يلقي خطابه وقف برهة أخذ فيها صمتة ومال بجسده مركز نظره ناحية السكرتارية لتدوين قوله ثم واصل خطابه.

وبعد إنتهاء فترة عمله قبيل مغادرته البلاد قام بتعزيز ما أوصى به فكتب وصية مفادها أيلولة مقر البعثة الرئيس بالفاشر إلى جامعة الفاشر.

وبناءا على توجيهات وتوصيات بوفيسور/قمباري استلمت جامعات دارفور المواقع التي تم اخلاؤها كجامعات(نيالا – الضعين – الجنينة – زالنجي)؛ وبقيت جامعة الفاشر التي تعى في الطريق نحو استلامها المقر الرئيس بالفاشر الذي يتم اخلاؤه ربما 30 يونيو القادم. لكن للأسف هناك الصوت العالي من الجهات المسئولة بالولاية وهي صاحبة القدح المعلى في اتخاذ القرار ترى يجب ألا يكون الأمر كذلك بأيلولة مقر البعثة الرئيس للجامعة مصوبة نظرتها بأن يتم توزيعه على عدد من مؤسسات ولاية شمال دارفور؛ التي تؤدي الجامعة ذات مهامها لهذا الغرض.

الواقع من وجهة النظر الصائبة ضرورة أن يؤول مقر يوناميد بأكمله إلى جامعة الفاشر؛ وذلك لاستكمال بقية مؤسساتها التي تضم تسعة عشرة كلية وأكثر من عشرة مراكز بحثية وأكثر من تسعة عشرة ألف طالب وطالبة. وللدور المتكامل الذي تقدمه الجامعة من خدمات للمجتمع ؛ مثل (قيام مستشفي تعليمي – مدارس ورياض نموذجية – مواقع بحث عملية تسارع في معالجة قضايا المنطقة… إلخ).

إن بروفيسور/قمباري كان مدركا حينما اتخذ وصيته بدور التعليم العالي في تنمية ونهضة الشعوب لتجربته الثرة في المجال العلمي ولعلمه بدورها في جميع أنحاء بلدان العالم؛ لذا كان واثقا أيضا بدور جامعة الفاشر في إلحاق مجتمعها المحلي بل ودارفور بركب الأمم المتحضرة في وعيها والناهضة بقدراتها وامكانياتها.

عليه لم تكن مطالبة أسرة جامعة الفاشر ممثلة في أساتذتها وجميع منسوبيها وهمسهم لجميع فئات المجتمع لمناصرة أمر أيلولة مقر البعثة للجامعة جاء عن جهل لهذا الدور؛ بل لإدراكهم العميق نحو تحول مجتمعهم إلى ما هو أفضل.

إن ضرب الأمثلة حول دور التعليم العالي في خدمة المجتمعات لا تسع المساحة لذكره؛ حيث لا يكفينا ما ذكرناه هنا فالأمم المدركة هي التي أعلت من شأنه فأعلى من شأنها بتوظيف قدراتها توظيفا علميا جعلها قوية ووضعها في أعلى درجات سلم النهضة. ولأهمية ذلك قامت بعض الدول وجعلت رئيس الجامعة هو نائبا لحاكم المنطقة التي بها الجامعة حتى يسير التخطيط والقرار في كل مجالات الدولة المختلفة بصورة علمية دقيقة.

أخيرا:
إن أيلولة مقر بعثة يوناميد إلى جامعة الفاشر سوف يسهم في حل الكثير من قضايا المجتمع بالولاية ودارفور في مجالات الصحة علما بأن الجامعة تختزن من الأطر الصحية عشرات الاختصاصيين في التخصصات المختلفة؛ ومجالات الزراعة بشقيها النباتي والحيواني؛ فضلا عن التعليم سواء من الروضة حتى الجامعة.. وغير ذلك.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.