آخر الأخبار
The news is by your side.

آل دقلو في فتيل..!

آل دقلو في فتيل..!
١٤مايو٢٠٢١م
احمد بطران عبد القادر

جاءت الجبهة الإسلامية القومية بانقلابها المشؤوم في الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ تحت مزاعم المصالح العليا للوطن فيما يتعلق بوحدته وسلامه وهتك نسيجه الإجتماعي وتحرره من الضعف والوهن والتبعية وايقاف الحرب الأهلية في جنوبه وربطت فعلها البشري القابل للخطأ والصواب بقدسية الله والسماء والدار الاخرة فتحت شعارات (هي لله لا للسلطة ولا الجاه).
قهرت الإنقاذ الشعب السوداني وازلته وادارت حكم البلاد بالحديد والنار والسيف والخازوق وغيبت القانون وروحه من أي فعل تقبل عليه أو تباشره وكرست للشمولية وحكم الفرد فتداخلت السلطات وضعف اداء المؤسسات الحكومية في كافة المستويات وأصبحت إدارة الدولة مرهونة بالمصالح الطبقية للانقلابيين و بالأمزجة الشخصية المريضة والسادية الكذوبة فتداخلت السلطات والاختصاصات. وإضطرب العمل في دولاب الدولة وحلت عناصر استغلت وجودها ضمن منظومات التنظيم الاسلامي للجبهة الإسلامية القومية محل الكفاءات واصبحت هياكل الدولة ومؤسساتها مستعمرات (كيزانية) لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية تعيث فيها فسادا وتبعد الشرفاء من الكفاءات الوطنية، فظهرت المحسوبية والمحاباة و الفساد المحمي بالسلطة فاضحت الدولة مختطفة للتنظيم الإسلاموي والشعب مغيب ومستعبد ومستبعد من كل مؤسسات الدولة إلا وقوفا علي هامش تنفيذ القرار الذي تعددت مراكزه المرتبطة مصلحيا بالزعيم.
حيث استطاعت السلطة الانقلابية انتاج دكتاتورية طاغية مستبدة وشمولية مضرة غابت معها إمكانية التقييم والمراجعة وكيف نراجع فعل صادر بامر الله…!.
فاندفعت الدولة إلي الإنهيار بصورة جنونية ومرت بمحطات دموية ومنعطفات خطيرة لم تستطع القوي الانقلابية تخطيها إلا بجراحات مؤلمة وتنازلات كبري بترت جزءا عزيز من الوطن
فذهب الجنوب مقابل صفقة الا تطال يد العدالة الرئيس المخلوع.
ورغم ذلك لم تتوقف الحروب وتطاول أمدها في دارفور التي شهدت حروب ابادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية فازدادت الضغوط الدولية علي النظام الاجرامي واصبح في عزلة عن المجتمع الدولي. وشهدت حصارا داخليا، وليتمكنوا من الإستمرار والبقاء في السلطة لأطول فترة انشؤوا مليشيات قبلية مسلحة علي اسس عرقية قاقمت الأوضاع الأمنية والاجتماعية الي الاسوأ وزادت من حالة الإحتقان والغبن الذي جعل من العسير انجاز سلام دون تحقيق العدالة بمحاكمات ناجزة ونافذة، ظننا إنها ستاتي عبر القادمين للحكم من منبر سلام جوبا لكنهم غضوا الطرف عنها وتقاسموا السلطة مع العسكر وبقايا النظام البائد وحلفاءهم من جماعات الهبوط الناعم وهدفوا جميعا لتصفية الثورة وتطويع السلطة لخدمة مصالحهم الطبقية وتطلعاتهم الذاتية.
حراك ٢٩رمضان أوضح أن القوي الجذرية صاحبة المصلحة في التغيير تسير خطاها في طريق الثورة والصمود حتي تحقق أهدافها في الحرية والعدل والسلام واكمال مشروع التغيير بتفكيك النظام القديم ومحاكمة منسوبيه والقصاص للدماء الطاهرة للشهداء وهيكلة الدولة مدنيا وعسكريا والإصلاح القانوني والمؤسسي وإنعاش الاقتصاد وصولا إلي المؤتمر الدستوري ثم الانتخابات العامة ثم الحكومة المنتخبة لتستكمل مهام الثورة المجيدة في النهضة والتطور.
فهذه القوي الثورية هي لجان المقاومة في الأحياء والمؤسسات والاجسام الثورية لم تتوقف عن الفعل الثوري المؤثر ومازالت تمسك بزمام المبادرة وتقود حركة الشارع السياسي والثوري لا يضرها من خالفها او خزلها أو تولي عنها أو إدار ظهره لها لإن إيمانها بضرورة التغيير إيمان عميق متجزر في تفكيرها وهذا عهدها وميثاقها مع الشهداء وقدمت من اجله دماء ودموع. كما إنها تدرك حجم المؤامرة علي الثورة ورموزها من أعداء الداخل والخارج واعين المخابرات الاجنبية.
فاذا لم تتحلي باليقظة والحذر والاستمرار في المد الثوري وتصاعده في كل المواسم الثورية ستحدث ردة وغلبة لصالح القوي المعادية للثورة التي وصلت للسلطة علي اشلاء ضحايا الحروب والنزوح ودماء الشهداء فبالفعل الثوري الضاغط والممتد سيحدث اصطفاف قوي وناضج ومنتج لقوي الثورة وستتمايز الصفوف مجددا حسب الإيمان بالتغيير والمصالح المرتبطة لكل فئة من هذه القوي السياسية المؤثر في المشهد السياسي وحينها ستتوحد قوي الثورة المتجردة بفعلها لله والوطن ضد قوي الردة والانكسار واصحاب المصالح الذاتية.
ولئن كانت هذه هي القوي التي وقعت في دفتر الحضور الثوري تلبية لدعوة أسر الشهداء والثوار في إفطار ٢٩رمضان بساحة المجزرة فإنها هي صاحبة المصلحة الوطنية الأصيلة في تجديد روح الثورة والتلاحم لاكمال مهامها بتحقيق العدالة أولا لذا توجهت باتهامها المباشر لنائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو وشقيقه ونائبه في قيادة قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو دون خوف او وجل وضعتهم (في فتيل).
وفي موقف لا يحسد عليه أحد وهنا ليس مهما مناقشة لماذا وجهت الاتهام لهما بالذات؟ وتوجد غيرهم جهات اخري غارقة في دائرة الاتهام مثلهما تماما ولكن علي المتهمين إثبات براءتهم بكل موضوعية وقانونية وحتي تظهر نتائج التحقيقات عليهما بالتوقف فورا عن مهاجمة قوي الثورة او السخرية منها أو تهديدها لا تلميحا ولا تصريحا لأن هذا لا يجدي مع ثورة عصية قدمت تضحيات فوق التصور والخيال وعدم المن بأنهم انحازوا للثورة لان الثورة لما شقت طريقها تعرف أنه مفروش بالاشواك والالغام وكلفته باهظة وكانت مستعدة لمواجهة الكل دون تراجع أو انكسار. والتوقف فورا عن محاولة الإستقطاب وخلق حاضنة سياسية مغايرة لقوي الثورة بغرض قطع الطريق أمامها أو تصفيتها وتقديم كل منسوبيها محل الاتهامات الجنائية بقتل الثوار في المواكب والاحداث المتفرقة للعدالة فورا دون اي مماطلة او تسويف وتقديم كل المعلومات والحقائق والمستندات والأدلة للجنة التحقيقات للاسراع في انجاز مهامها خصوصا وان قائد قوات الدعم السريع ذكر في كثير من المناسبات انهم يمتلكون ادلة توضح من فض الاعتصام وقتل الثوار واغتصب الحرائر وإسكات الاصوات النشاذ التي تحاول تصوير الصراع علي انه بين أبناء غرب ونخبة نيلية وتوقف الاستقطاب علي الاسس الجهوية وانتاج روح قومية في تناول قضايا الوطن،والعمل علي هيكلة القوات المسلحة كلها بالدمج والتسريح علي أسس وطنية قومية.
ولئن كنا قد أشرنا للنقاط أعلاه في مقالنا فليس همنا ادانة قوات الدعم السريع او تبرئة قادتها انما نهدف الي تحقيق العدالة وانفاذها والا يفلت صاحب سلطان من عقاب علي جرم ارتكبه أو ذنب اقترفه مهما بلغت أهميته و قوة حصونه.
ولئن كانت قوات الدعم السريع اخذت مشروعية وجودها من الوثيقة الدستورية بعد سقوط النظام وأصبحت شريكا أصيلا في سلطة الانتقال مع القوات النظامية الاخري إلا إنها ظلت متهمة لدي جماهير شعبنا وقواه الحية بارتكاب مجازر دموية ضد الشعب قديما في دارفور وحديثا في فض اعتصام الثوار الشرفاء في القيادة العامة للقوات المسلحة وبقية الولايات.
ورغم محاولات قائدها التقرب من قوي الثورة وتاكيداته علي حماية فترة الإنتقال إلا أن مسلكه في محاولته لإيجاد حاضنة سياسية من الطرق الصوفية والإدارات الأهلية وتجنيد بعض النشطاء لصالح مشروعه الهادف للإستيلاء علي السلطة مدعوما إقليميا حال دون أن تثق فيه قوي الثورة.

بيد أنها ترفض أصالة التعامل او التعاون مع العسكر باعتبار إنهم أصحاب مصلحة أصيلة في قطع الطريق امام تحقيق أهداف الثورة وغاياتها في التحول الديمقراطي.
الغرفة المشتركة للحراك الثوري

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.