آخر الأخبار
The news is by your side.

الهروب من السجون..التنكر للعدالة

تقرير : مي علي ادم
فتحت عملية الهروب الجماعي للمدانين ال(4) بقتل الدبلوماسي الامريكي جون مايكل غرانفيل الموظف بالوكالة الامريكية للتنمية الدولية من داخل حراسات سجن كوبر الاتحادي بالخرطوم بحري في عام (2010) عن طريق حفر نفق عبر مجاري الصرف الصحي ومن ثم مغادرة البلاد في حادثه غير مسبوقة خلفت وراءها الكثير من علامات الاستفهام .فتحت تلك العملية شهية الكثيرين من المحكومين ونزلاء السجون بالعاصمة والولايات في التفكير في كيفية الهروب من تلك الاسوار الشاهقة التي يقبعون بداخلها لسنوات وقد تمتد لحين الممات .وذلك بموجب احكام قضائية صدرت في مواجهة هولاء المحكومين بعد ان تمت ادانتهم في جرائم جنائية مختلفة. وقد شهدت عدد من السجون محاولات مماتلة كللت بعضها بالنجاح والاخري تم اجهاضها في طور التخطيط.( اخرلحظة)اجرت تقرير عن الهروب من خلف القضبان واستنطقت عدد من المختصصين في الشان الحنائي وخرجت بالحصيلة التالية.
*البحث عن الحرية
• ويقول د.طارق محمد عمر الخبير في مجال العلوم السياسية والامنية ان النفس البشرية تجنح للحرية وتتفلت من القيود وان الحبس لم يطقه الأنبياء.وان سيدنا يونس استنجد بربه ليلفظه من بطن الحوت. وان سيدنا يوسف طلب من صاحبه في السجن ان يذكره عند العزيز وان سيدنا محمد هاجر من مكة أحب بقاع الأرض اليه نتيجة للحصار وتقييد الحركة والتصرف. واشار د.طارق في تصريح ل (آخرلحظة ) الي انه كلما كان الجرم كبيرا والعقوبة مشددة كلما فكر المتهم او المحكوم في الهرب وتأتي جرائم القتل والحرابة والضرب المفضي للموت وتسبيب الأذى الجسيم وتخريب الاقتصاد الوطني والتجسس والخيانة الوطنية ومحاولة قلب نظام الحكم بالقوة في مقدمة تلك الجرائم.وذلك لن العقوبة في الغالب على مرتكبي تلك الجرائم استىصالية ( الإعدام ) او السجن المؤبد او لفترات طويلة. ويري طارق ان معظم عمليات الهروب قد يكون بانتحال صفة عسكرية كالتزيي بزيه او حمل بطاقة عسكرية مزورة او تسلق الجدران بحبل او إحداث حفر عليها تمكنه من التسلق او عمل فتحة في الجدار ينفذ من خلالها واحيانا يقوم المحبوس بحفر خندق ينتهي به إلى خارج سور السجن.بالاضافة الي ان بعض السجناء يدعون المرض فيهربون من المشافي او يقفزون من السيارة التي تقلهم . وهنالك سجناء يستغلون أوقات الصلاة خاصة العشاء فيقفزون خارج السور او ربما استخدموا سيارة او دراجة نارية تابعة لمكان الحبس . والبعض الاخر يستخدم القوة بسلاح سجانيه او يثير اضطرابا في السجن فيستغل مايحدث من فوضى فيهرب وربما اعطى السجان مخدرا ليغيبه عن الوعي ليتمكن من الافلات. الي جانب ان هنالك عدد منهم يفرون من داخل المحاكم اوعند الخروج منها مستفيدا من الزحام. ويقول طارق ان هنالك عصابات منظمة سياسية واجرامية تقدم مساعدات معلوماتية للمحبوس تمكنه من الهرب. لتفادي هروب المحبوسين لابد من اتباع القواعد الإجرائية الخاصة بالحبس من حيث المراقبة والرصد والحذر والتفتيش الدوري وعدم السماح بإدخال مواد تمكنه من الافلات .

*الجريمة والعقاب
وفيما يتعلق بالجانب القانوني لجريمة الهروب من العدالة يقول الاستاذ جمال مدني حريقة المحامي ان المشروع نص في المواد (110.109.108.107) من القانون الجنائي لسنه 1991 علي انه كل من يقوم بالتستر علي متهم او ايوءه او تخليصه من القبض اومساعدته علي الهروب والحصول علي مقابل لحمايته فان ذلك يشكل جريمة يعاقب عليها القانون . مشيرا الي ان المادة (110) والتي تتعلق بقاومه القبض او تعطيله بطريقة مخالفة للقانون بان يكون لديه حصانه بعاقب بالسجن مدة لاتتجاوز العام او الغرامة أو بالعقوبتين معا ويضيف جمال في حديث ل (آخرلحظة)
أن ذات المادة الفقرة (2) نصت علي ان من يهرب شخص اويحاول الهروب من الحراسة التي اودع فيها بقانون يعاقب بالسجن لمدة عامين او بالغرامة اوالعقوبتين معا .موضحا ان المادة (109) قالت ان من يقوم بتخليص شخص مقبوض في جريمة من الاعتقال اوالحراسة الذي ادع فيها فيعاقب بالسجن مدة لاتتجاوزة ال(7) سنوات اوالغرامة او العقوبتين معا .قائلا ان المادة (108) اشارت في القانون ان كل من يقبل مال لحماية شخص مطلوب القبض عليه يعاقب بالسجن مدة لاتتجاوز(5) سنوات او الغرامة . اما جريمة التستر والتي نصت عليها المادة (107) وهو ايواء الجاني والتستر عليه فان يعاقب بالسجن (5) سنوات وا الغرامة واوضح المحامي ان القانون شدد علي عقوبة مقاومة القبض وتخليص المقبوض لما يترتب عليه من اضرار تتعلق بتعطيل سير العدالة
*نماذج لعمليات هروب من داخل السجون
شهد سجن الضعين حاضرة ولاية شرق دارفور، احدات دامية ، بين النزلاء وشرطة الحراسة أسفرت عن مقتل أحد النزلاء وإصابة سبعة آخرين بينهم اثنين باصابات خطرة في العام الماضي وذلك عندما قررت سلطات السجن ترحيل اكثر من (150) من المحكومين الي سجن نيالا نسبة لاكتظاظ السجن وخوفا من التخطيط لعمليات هروب وكان احد النزلا قد اخفي نفسه محاولا الهروب الا ان الشرطة القت القبض عليه .وقالت السلطات ان الأحداث خطط لها بغرض إشاعة الفوضى والهروب من السجن، ومن داخل سجن أم درمان تمكن متهم يدعي (كراجيبا ) من الهروب من الهروب وقالت المصادر ان الهروب تم بتخطيط وتنسيق بين عناصر داخل السجن وخارجه.وأوضحت ذات المصادر بان مستوى الرقابة بالسجن عالي، ويخضع المساجين فيه لـ(تمامين) في اليوم، وقال (بدون تنسيق لا يستطيع الخروج بطريقة آمنة من السجن).ورجح المصدر. من اشهر جرائم الهروب كذلك هروب المتهم ادم عبدالله الشهير بسوداكال من داخل عربة شرطة محكمة الخرطوم شمال اثناء ترحيله الي السجن وتم علي خلفية هروبه محاكمة عدد من افراد شرطة المحكمة بالسجن والغرامة.كما احبطت سلطات سجن الدلنج محاولة هروب عدد من المحكومين من داخل السجن عندما قاموا باحداث ثقب علي جدار الزنزاتة ولكن سرحان م تم اكتشاف المحاولة عززت سلطات السجن الحراسة عليه. وغير من المحاولات التي يسعي المحكومين من حين لاخر في لانجاحها
*التأمين داخل السجون
وفيما يختص بإجراءات التأمين داخل السجون قال مصدر شرطي ل (آخرلحظة ) أن تلك الإجراءات تتم بمستوى عالي من الدقة والتأمين وان هنالك عملية تفتيش تتم علي الزنازين مرتين علي الأقل منعا لحدوث عملية هروب كما أن الانتشار الشرطي داخل السجون يحول دون محاولة الهروب الي جانب وجود ارتكزات من دوريات الشرطة لتعقب أي محاولة لهروب وفي حالة حدوث هروب محكومين من داخل السجون يتم تشكيل لجنة تحقيق مع طاقم الحراسة وذلك ثبت تورطه في تسهيل عملية الهروب يتم معاقبته حسب القانون وأضاف المصدر بأن عمليه الهروب من داخل السجون بدأت في الانحسار بفضل الإجراءات الاعترازية والوقاية داخل السجون بالعاصمة والولايات.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.