آخر الأخبار
The news is by your side.

النضال يمثل نبل الإنسان … بقلم: جورج حدادين

النضال يعني رفض قيم السوق وقيم ما وراء الطبيعة الغيبية الموظفة ضد إنسانية الإنسان وطبيعته الأساسية، تلك القيم المرتهنة لإرادة قوى السوق السائدة، منذ تطور نمط الملكية الفردية لوسائل الانتاج، والنضال في طبيعته يتناسب طردياً مع الأنسنة، فكلما ازداد منسوب الشعور الإنساني وتوضحت اكثر فأكثر القيم الجمالية الكامنة فيه، وخاصة عند اصحاب الضمائر الحية، كلما ازداد استعدادهم وتصميمهم على النضال والإستمرار به لنهاياته، لتحقيق تخطي النظام العالمي المتوحش، الذي يستبيح كل القيم الإنسانية، والذي يتصف بأخلاق وقيم الغاب.

النضال من أجل تخطي كافة أنظمة “التبعية المسخ” تلك التي تأتمر بأمر المركز المتوحش، والنضال من أجل القضاء على نهج “مجموعات التبعية في: الحكم وفي السوق وفي صفوف النخب” التي تحكم بفعل المركز، لا بفعل قدراتها الذاتية، فمنتوج هذا النضال هو الذي يحقق فتح الأفاق رحبة أمام مستقبل إنساني جميل لصالح دول وشعوب المحيط التابع المحرر من القهر والعبودية والاستغلال.
في خضم هذا النضال الحالم الجميل، تتحرر طاقات نبيلة كامنة في الذات البشرية، لتتجلى هذه الذات على حقيقتها بأبهى صورها، وتظهر بأروع اشكالها، في فعل إنساني مضاد لواقع بأس قائم بالفعل وبالقوة (والحسن يظهر حسنه الضد) واقع انتقال الرأسمالية منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، إلى مرحلة “الرأسمالية المالية المضاربة” التي حولت العالم إلى “سوق للدعارة المعنوية والمادية وسوق للقمار” سوق ” يجزي قلة بلا حساب ويعقاب كثرة بلا رحمة” وانحدار مرعب للقيم والمفاهيم والرؤى، وتشظي لهيكل الثقافة الأنسانية، نتيجة لإمتلاك هذه القوى “المنحطة تاريخياً” خبرة فائقة في تزييف وعي البشر، وقدرة هائلة على تشويه متطلباتهم المادية الأساسية والروحانية الحقيقية، وأيضاً نتيجة تملكها جرعة عالية من “الوقاحة الأخلاقية” لتحطم عناصر جمالية متجذرة في الذات الإنسانية، نتيجة سيطرتها المحكمة على وسائل إنتاج “الوعي” وسيطرتها على وسائل تشكيل “ثقافة” البشر، في سياق مشروع، ركيزته الأساسية “صناعة القبول وثقافة القطيع” على غرار الدعاية المعروفة للدجاج ” ربي على الدلال وذبح بالحلال”

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.