آخر الأخبار
The news is by your side.

النجوم الساطعة !…بقلم: فرنسيس ميك

سودان بوست: جوبا

منذ قبول عضوية البلاد في كل من الاتحاد الافريقي لكرة القدم ( الكاف ) ، والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا ) ، وذلك بعد إعلان الاستقلال .

يدور في الشارع الرياضي في البلاد جدل ونقاش ، حول اللقب الذى يمكن إطلاقه على المنتخب الوطني لكرة القدم ، سيما بعد أدائه لأول مبارة دولية ودية بعد قبول عضويته في الكاف والفيفا ، وانتهت هذه المبارة بالتعادل الايجابي ، وهو تعادل بطعم الفوز خاصة ، وأن منتخب يوغندا ، له صولات وجولات في قارتنا السمراء ، و يعكس هذا الجدل والنقاش خاصة ، في مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيسبوك )، إهتمام الشارع الرياضي بالمنتخب الوطني ، وهو دليل على تنامي الروح الوطنية في البلاد ، ولأن الرياضة بشكل عام ، وكرة القدم بصفة خاصة يمكن أن تكون إحدى أدوات بناء الأمة ، لأن الرياضة منافسة تذوب وتتلاشى فيها كل العصبيات ، سواء القبلية ، الدينية أو الثقافية .

تعد الألقاب التي تطلقها الدول على منتخباتها ، مصدر فخر وإلهام للمشجعين واللاعبين ، بشكل عام ، فالمتعارف عليه هو أن الألقاب التى تطلقها الدول ، كأسماء لمنتخباتها هي رموز ذات دلالات وطنية ، وهنا تأتى أهميتها في إلهاب مشاعر الجماهير وإستلهام اللاعبين في أرض الملعب .

وأغلب هذه الرموز تكون إما رموز فكرية ، سياسية أو ثقافية تعكس الموروث الثقافي لهذه الدول ، فعلى سبيل المثال اللقب الذى يطلق على منتخب غانا ( النجوم السوداء ) وهي النجمة السوداء التى تتوسط العلم الغاني ذات الألوان الحمراء ، الصفراء والخضراء هي مستوحاة من فكر الزنوجة – التي تدعو إلى الاعتزاز باللون الأسود وعدم شعور الزنجي بالدونية إزاء البيض وذلك بالعودة إلي ثقافة وحضارة الزنوج ، وتطورت هذه الأفكار فيما بعد بتحولها إلى تيار الوحدة الافريقية أو الأفريقانية ، و هو تيار أسسه الطلاب الأفارقة في لندن وباريس ، وأسسوا إصدارة فكرية وثقافية عرفت ” بالنجمة السوداء ” وقد كان الرئيس كوامي نيكروما أحد محرريها ولاحقاً ، أصبح أول رئيس لغانا بعد استقلالها من بريطانية في العام 1957م ، وساهم بعد ذلك في تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية ( الاتحاد الافريقي).

وقد يعكس الموروث الثقافي لهذه الدول ، فاللقب الذي تطلقه الأرجنتين على منتخبها ( التانغو) هي إسم لرقصة أرجنتينية مشهورة ، كما البرازيل المعروفة بلقب ( السامبا ) ، وهي رقصة شعبية ، تشبه تموّج نهر الأمازون العظيم .

وأحياناً تطلق الدول على منتخباتها أسماء الحيوانات ، وهي ذات دلالات ثقافية ، أو تكون أساطير شعبية يعتقد حولها ، فمثلاً في أفريقيا نجد دولة ساحل العاج ، تطلق على منتخبها لقب (الأفيال) ، كرمز وطني ولأن العاج أو سن الفيل له رمزية ثقافية إذ تستخدم كحلى للزينة يتزين بها الرجال والنساء على السواء ، إضافة إلى أن الفيل حيوان يتمتع بالقوة ، الكاميرون أيضاً تطلق على منتخبها لقب ( الأسود ) ، ونيجيريا المعروفة ( بالنسور الخضراء ) ، فالنسر هو رمزها الوطني ، فالعلم النيجيري معروف باللونين الأخضر الأبيض ، منتخب السنغال ( أسود التيرانغا) ، منتخب مالي ( النسور ) ، بوركينافاسو ( الخيول ) ، تونس (نسور قرطاج ) الجزائر ( محاربي الصحراء ) ، المغرب ( أسود الأطلس ) ، مصر ( الفراعنة ) ، بتسوانا (الحمير الوحشية ) ، ليبيا ( الثوار ) ، السودان ( صقور الجديان ) ، جنوب افريقيا ( بافنا بافنا ) وتعني الأولاد بلغة البانتو ، وزامبيا ( الشيبولو ) أو الرصاصات النحاسية ، ذكرت هذه الأمثلة التي تطلقها الدول على منتخباتها وهي كثيرة جداً ، ولم تطلق هذه الألقاب جزافاً أو اعتباطاً ، بل أطلقت لأنها ذات دلالات فكرية أو سياسية ، أو ثقافية تعكس الموروث الثقافي لهذه الدول .

الرياضة هي إحدى المجالات ، التى من خلالها تعمل الدول ، على إحراز وتحقيق إنجازات تشرف سمعتها في العالم وتعتبر جزءاً من الدبلوماسية الشعبية ، لأنها تعمل على تجسير الهوة الاجتماعية والثقافية بين الشعوب ، فلولا كرة القدم كما يقول الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا … لما عرف العالم البرازيل … وأيضاً لقد كان الزعيم الكوبي فيدل كاسترو يفتخر بإنجازات العداءين الكوبيين في ألعاب القوى رغم الحصار الذي كان تفرضه الدول الغربية على كوبا .

من منا لا يعرف النجم الليبيري جورج ويا ، كأول لاعب افريقي ، يفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم العام 1995م ، ورغم أن بلده كانت تعاني من الحرب الأهلية ، وعند إعلان فوزه بالجائزة عمت بشائر الفرح كل أنحاء ليبيريا ، ولقد ظل يدفع بسخاء للاتحاد الليبيري لكرة القدم واللاعبين ، من أمواله الخاصة حباً لوطنه وقد أقام الليبيريون تمثالاً له في العاصمة منروفيا وفاءاً له .

عند تسلم الحسن واتارا السلطة في ساحل العاج وذلك بعد صراع طويل مع سلفه لوران بابغبو الذي رفض تسليم السلطة ، قام واتارا بتشكيل لجان للمصالحة الوطنية ، وذلك بعد إنقسام البلاد بين المسلمين ، في الشمال والمسيحيين في الجنوب ، وقد عيَن واتارا وهو مسلم من الشمال ، النجم العاجي ، وقائد المنتخب ديديه دروجبا، عضواً في لجنة المصالحة ، وذلك للمكانة الذي ، يتمتع بها دروجبا في قلوب العاجيين ، بمختلف أديانهم وإتجاهاتهم الجغرافية ، وقد حظى لاعبون أفارقة ، بمكانة تضاهي مكانة الرؤساء الأفارقة ، الذين لا يٌعرف أغلبهم ، على عكس لاعبي كرة القدم ، فمَن منا لا يعرف نواكو كانو ، صمويل إيتو ، عبيدي بيليه ، جيجيه أوكوشا ، باتريك اومبوما ، روغبير سونج ، أبو تريكة ، روجيه ميلا الكاميروني الذي إبتدع اسلوب الرقص في الملاعب بعد كل هدف يحرزه . هنالك العديد من اللاعبين الجديرين بالإحتذاء في قارتنا السمراء والعالم .

بلادنا جنوب السودان تزخر بدون شك برموز فكرية وسياسية ، وثقافية تعكس الموروث الثقافي لبلادنا لا تقل عن كل ما ذكرته في البلدان السابقة .

عنوان المقال أعلاه ، إعتبره اللقب الأمثل ، كوجهة نظر طبعاً ، للمنتخب الوطني لكرة القدم في البلاد ، مستوحاة من إحدى العمليات العسكرية للجيش الشعبي لتحرير السودان ” عمليات النجم الساطع ” إبان سنوات النضال والتحرير ، وإنطلقت هذه العمليات في العام 1988م ، وبموجبها تم تحرير معظم الأراضي في جنوب السودان آنذاك ، وهذه النجمة هي ، التي تزين علمنا الوطني، الذي نقف له بكل وفخر وكبرياء ، في ” نشيدنا الوطني ” لبلدنا جنوب السودان ، ويعرف في النشيد الوطني ” بالنجمة الهادية ” ، ويطلق آخرون عليها أيضاً ” بالنجمة الذهبية ” ، وذلك للونها الأصفر كل هذه الألقاب تعٌلي ، من مكانة نجمنا في قلوبنا ، وبالفعل لقد سطع نجمنا منذ بزوغ فجر الثورة في الـ16 مايو من العام 1983م ، في المناطق المحررة وأخيراً سطع نجمنا في سماء افريقيا والعالم بعد الاستقلال وستسطع هذه النجمة إلي الأبد .

ونتمنى قريباً أن نقرأ في عناوين الصحف العالمية والأقليمية عناوين تتحدث عن منتخبنا الوطني ، مثل هذا المانشيت الصحفي .. النجوم الساطعة تسطع في سماء غانا..

أو عنوانا آخرا يتحدث عن احتراف حارسنا المبدع بعنوان .. النجم الساطع جمعة جينارو يحترف في اروبا .. أو نقرأ مانشيت يتحدث عن قائد منتخبنا الوطني .. النجم الساطع ريتشارد جاستن يفوز بنجومية المباراة أمام منتخب الحمير الوحشية ( بتسوانا ) دعونا نتحاور حول اسم المنتخب لأنه يمثل بلادنا ، لذلك يجب أن يكون إسمه ملهباً لمشاعرنا كجماهير وملهماً للاعبينا في أرض الملعب .

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.