آخر الأخبار
The news is by your side.

الناطق الرسمي لمجلس الصحوة الثوري في حوار مع (سوداني بوست)

الأستاذ أحمد محمد أبكر الناطق الرسمي لمجلس الصحوة الثوري السوداني في حوار مع موقع (سوداني بوست):
العناوين:
$ مجاميع الاتفاقيات لم ترتقي لمفهوم السلام الشامل ولمخاطبة جذور الأزمة السودانية.
$ للأسف الأزمة الاجتماعية في السودان انعكاسات نتيجة للممارسة السياسية الخاطئة، وانحياز الجهات الحكومية لبعض الأطراف.
$ التحوطات لتدارك الصراعات القبلية وقوف السلطات في مسافة متساوية بين كافة مكونات الشعب السوداني.
$ فشل معظم المبادرات السياسية والاجتماعية لأنها عبارة عن مبادرات إسعافية، ومسكنات مؤقتة وليست نابعة من أحساس حقيقي.
$ التفلتات الأمنية المتوقع حدوثها نتاج طبيعي للتركيبة القبلية والمناطقية وتبعيتها لأجسام سياسية وحركية متنافسة ومتصارعة.
$ الصراع في الغرب والشرق ناتج عن مسارات تسوية وتجزئة جوبا ومهددة للأمن واستقرار البلاد.

المقدمة:
الكل يراقب هشاشة الوضع الأمني في إقليمي دارفور وشرق السودان، وما يتخللهما من توترات وصراعات قبلية وسياسية ناتجة من اختلالات اتفاق سلام جوبا كما يظن البعض من التيارات المناهضة للمسارات التي انتجتها هذه الاتفاقية، ومسلسل التفلتات الأمنية يظل هاجساً يؤرق مضاجع حكومة الفترة الانتقالية بعيداً عن تحقيق التعايش السلمي والعدالة الانتقالية في هذه المرحلة. موقع (سودان بوست ) أجرت حواراً مع الأستاذ أحمد محمد أبكر الناطق الرسمي لمجلس الصحوة الثوري السوداني لمعرفة سر ارتباط الصراعات والتفلتات الأمنية الدائرة بإقليمي دارفور وشرق السودان، وما يترتب عليها من آثار اجتماعية واقتصادية، ومدى علاقة تعدد الجيوش مع هذه المعطيات والمؤشرات، لا أحول بينكم ومضامين الحوار:

حاورة : د عبدالقادر جاز

# الملاحظ أن أي اتفاقية نفذت أعقبتها مخرجات انشطارية لأجندة المحاور،
برأيك ما الذي سنجنيه من اتفاق جوبا للسلام؟

هذا هو مربط الفرس والسؤال المحوري وبطبيعة الحال إن مجاميع هذه الاتفاقيات لم ترتقي لمفهوم السلام الشامل العادل. وبالتالي لم تتطرق لمخاطبة جذور الأزمة التاريخية بشكل عميق، ومناقشة سُبل كيفية إنهاء أسباب الحرب كليا. من الطبيعي بعد نفاذ زمنها أن تصل محاورها إلى مخرجات إنشطارية، طالما الاتفافيات نفسها أمنية وتكتيكية لن تتوفر الإرادة لدى أطرافها للتوصل لحلول موضوعية تفضي إلى الاستقرار والسلام المستدام.
أعتقد أن تسوية التجزئة في جوبا لن تحقق أي نجاح بل عمقت خطاب الكراهية والفرز الاجتماعي، وهذا الحال يزيد الأوضاع تعقيداً، الشاهد على ذلك حالة السيولة الأمنية والسيَّاسيَّة التي يعيشها السُّودان الآن.

# ما الحلول والتحوطات المطلوبة لتدارك الصراعات القبلية التي تظهر في الغرب مرة وأخرى في الشرق.؟

للأسفْ الأزمة الاجتماعية في السُّودان وما صاحبها من حروبات قبلية ومناطقية هي انعكاس طبيعي للممارسة السياسية الخاطئة، وما نتج عنها من إقصاء وتدخل الجهات الحاكمة بالانحياز لبعض الأطراف وتمهيش الآخرين.
التحوطات المطلوبة لتدارك الصراعات القبلية تتمثل في وقوف السلطات في مسافة متساوية بين كافة شعوب السودان، وسيادة حكم القانون، والتقاسم العادل للسلطة والثروة، وتحقيق العدالة الإجتماعية، وإجراء مصالحات اجتماعية، وسلام من أجل التعايش المشترك.
أعتقد أن الصراع في الغرب والشرق ناتج عن مسارات تسوية جوبا التي جاءت بنهج خطير ومهدد لأمن واستقرار البلاد ككل.

# ما سر ارتباط ارتفاع وتيرة الصراع القبلي والسياسي في غرب دارفور وشرق السودان وكان يمكن أن يدعمان التعايش السلمي؟

أعتقد إنَّ البعد الحقيقي في عملية إرتفاع وتيرة الصراع في غرب دارفور وشرق السودان لها أبعاد سياسية واجتماعية وأخرى متعلقة بالوضع الأمني الهش عطفا عن صفوية تسوية تجزئة جوبا التي لم تمثل إلا القليل من مكونات هذه الأقاليم.

# هل يعني ذلك أن ميزة( الجنينة كسلا القضارف) الجغرافية ذات تأثير لتدخل سياسة المحاور أم أنك تنظر للأمر من زاوية مختلفة؟

بالطبع لهذه المدن ارتباطات وتداخلات مع الجوار سياسيا واجتماعيا وثقافيا، ولربما يكون هنالك تأثير للمحاور بمحدودية نوعاً ما.
لكن الوضع الغالب في هذا الصراع يكمن حول موقف هذه المناطق من حكومة المرحلة الانتقالية ومسارات تسوية جوبا وفشلها الواضح على أرض الواقع.

# مازال مسلسل التفلتات الأمنية في دارفور قائماً، هل مرد ذلك لطبيعية تعدد الجيوش الذي قاد لكل هذه المؤشرات؟

منذ الوهلة الأولى حذر مجلس الصحوة الثوري من دخول جيوش الحركات والميليشيات التابعة للحكومة إلي داخل المدن قبل إجراء عمليات التدريب والتأهيل والدمج في جيش واحد نظامي قومي ومهني.
أعتقد أن التفلتات الأمنية متوقعة الحدوث لعدة أسباب أهمها: التركيبة القبلية والمناطقية، فضلاً عن تبعيتها لأجسام سياسية وحركية متنافسة ومتصارعة.

# يرى البعض أن خروج السودان من قائمة الدول الرعاية للإرهاب محطة لم نبارحها، إلى ماذا تعزي ذلك؟

في تقديري أن كل الذي تم هو حزف اسم السودان من هذه القائمة فقط، وأتفق مع حديث الذين يقولون بأنه محطة لن تبرح مكانها لسبيبن أولهما: عدم تحقيق السلام الشامل، لا سيما وعدد كبير من حركات الكفاح المسلح لم توقع بعد على أي عملية سلام، وموجودة الآن في الميدان بعتادها وجيوشها.
والسبب الأخر يتمثل في: وجود واستمرار ذات السياسات والإجراءات المتبعة في النظام البائد.

# هل ترى أن نظام التجييش طغى على النظام السياسي أم لديك رؤية مختلفة؟

نعم هناك تسابق واضح للتجييش وهذا الأمر ينذر بعدم الاستقرار ، وبالتالي يعتبر أكبر مهدد لعمليات الانتقال والتحول الديمقراطي.
آمل أن يتوجه الجميع للبناء التنظيمي، وممارسة العمل السياسي المدني للتنافس الحر، بدلاً عن سباق التسلح والتجييش.

# المؤسسات القائمة بصورتها الحالية هل سيكتب لها النجاح، وحل الأزمة الاقتصادية الطاحنة؟

كافة مؤسسات الدولة تحتاج إلى إصلاح جوهري لأنها ببساطة أضعف ما يكون وأصلا لا توجد مؤسسات اقتصادية في الاقتصاد السوداني بالمعنى المتعارف عليه علمياً في الفقه الاقتصادي، والمؤسسات الموجودة منها الآن عبارة عن تسمية جوفاء لا تمت بصلة لمفهوم علم الاقتصاد.

تتميز هذه المؤسسات بغياب الهيكلة والتشوهات والإحترافية والإستقلالية والفوضى وتفتقر لأدوات المعرفة والخبرة التراكمية المطلوبة لإنجاز أي إصلاح اقتصادي حقيقي من شأنه معالجة الوضع الاقتصادي الراهن في الاقتصاد السوداني الذي تحول من مشكلة اقتصادية إلى أزمة، ثم إلى كارثة، ثم إلى إنهيار اقتصادي مكتمل الأركان.

وعلى هذا الأساس فإن ما يسمى بالمؤسسات الاقتصادية في السودان وكذا القائمون على أمرها فشلوا فشلاً ذريعا في إخراج الاقتصاد السوداني من احتضاره التاريخي الذي تعايش معه لمدة ستة عقود ونصف ومازال وسيبقى حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

# لماذا لم يكتب للمبادرات السياسية والاجتماعية النجاح ؟

معظم المبادرات المطروحة في الساحة السياسية والاجتماعية تفتقد للإرادة الصادقة. ولم تخضع للمشاورة قبل تحديد الجهات المعنية للاختيار منها؛ وكما أنها عبارة عن مبادرات إسعافية ومسكنات مؤقتة، وليست مبادرات نابعة من إحساس حقيقي، وهذا سبب فشلها الفعلي.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.