الكيزان وتخوين الجيش.. مضادات السواقة بالخلا (3)
الكيزان وتخوين الجيش.. مضادات السواقة بالخلا (3)
بقلم: رشا عوض
هناك خطاب تقديس للجيش يجعل مناصرته ركن من اركان الوطنية، واي نقد يوجه له خيانة وعمالة تستوجب الطرد من الوطن والوطنية، وبواسطة هذا الخطاب يمارس الكيزان الارهاب والتخوين ضد كل من يقول لا للحرب على اساس ان الواجب الوطني والديني هو الاصطفاف خلف الجيش، ولكن هل التزم الكيزان بهذا الخطاب وطبقوه على انفسهم؟ أبدا! بل على العكس تماما إذ تكررت بصورة منهجية في منصات الكيزان الاعلامية في الاونة الاخيرة خطابات تدعو للتمرد على الجيش وفيها تخوين صريح لقيادته ودعوات لعزلها، وحديث عن الطابور الخامس المتخاذل والمتواطئ مع الدعم السريع!! مؤخرا انتشر تسجيل يتم تداوله باحتفاء في اوساط البلابسة يدعو كتيبة البراء ابن مالك وقوات العمل الخاص الى خوض المعارك برؤيتهم وعدم الانصياع لاوامر قيادات الجيش لأنها حسب التسجيل يمكن ان تقودهم الى حتفهم!! بالاضافة الى خطابات تدعو الى الاعتماد على المقاومة الشعبية وعدم التعويل على الجيش! اضف الى ذلك التسجيلات التي تروج لان البرهان فقد عقله واصبح مجنونا !!
هذه النقلة الكبيرة في خطاب الكيزان والبلابسة سببها واقع الهزائم العسكرية في الميدان، وقد كانت الدعاية الحربية الكيزانية في الاسابيع الاولى للحرب تقوم على تمجيد القوات المسلحة ونفي الهزائم وتحويلها الى انتصارات ساحقة ودعوة الشعب السوداني كله لدعم قواته المسلحة والقتال في صفها.
الآن وبكل بساطة ينطلق من ذات منصاتهم أسوأ خطاب يمكن ان يوجه الى جيش يخوض حربا! وهنا تسقط كامل السردية المضللة حول هذه الحرب بيد اصحاب السردية انفسهم!
فلو كان أي موقف نقدي من الجيش في سياق الدعوة الى اصلاحه خيانة وطنية عظمى فما هو توصيف الدعوة الصريحة لتفكيك الجيش والاستعاضة عنه بالمقاومة الشعبية ودعوة جزء من قوات الجيش للتمرد على اوامر قياداتها ونسف ما تبقى من قواعد ضبط وربط في الجيش ووصف قائده بالجنون والطابور الخامس؟
ازدواجية المعايير ليست جديدة على الكيزان، فمصالحهم هي مرجعية كل شيء وفوق كل شيء! عندما كان الدعم السريع في حماية سلطتهم كان مقدسا وعندما تمرد عليهم اصبح شيطانا رجيما! القوات المسلحة مقدسة فقط عندما تنجح في مهمة استئصال الدعم السريع وإعادتهم الى السلطة وعندما تفشل في ذلك يتم تخوينها البحث عن بدائل لها، رغم ان فشلها هو نتيجة طبيعية لسيطرتهم عليها وافسادهم لها !
اما نحن الشعب السوداني فان الدور المرسوم لنا كيزانيا هو ان نكون “الطيرة المبارية السيرة”
الكيزان قالوا الدعم السريع قوات وطنية وحارسة للثغور يجب ان نهتف للدعم السريع
الكيزان قالوا الدعم السريع شيطان نقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
الكيزان قالوا جيش واحد شعب واحد نردد وراهم
الكيزان قالوا قاتلوا خلف القوات المسلحة ندفع اولادنا للقتال
بعد ان قتل اولادنا في الحرب خلف القوات المسلحة وتراجع الكيزان وقالوا الجيش ما نافع والبرهان مجنون ومفروض كتائب الظل تفرز عيشتها من الجيش طوالي نهلل ونكبر ونودي باقي اولادنا كتائب الظل!
والغريبة حتى الان هناك من يردد بلا حياء ان الاتفاق الاطاري كان يهدف اللى تفكيك الجيش! لمجرد ان الاتفاق نص على تكوين جيش مهني واحد وعمليات دمج وتسريح لجميع الجيوش بما فيها الدعم السريع وكل ذلك في اطار عملية اصلاح امني وعسكري!
اصلاح الجيش في عرف الكيزان مرادف لتفكيك الجيش!
وهنا اتساءل هل توجد عملية تفكيكية للجيش أكبر من الحرب الدائرة الآن؟! حاميات تسقط او تستسلم واخرى تهرب الى تشاد وتسلم سلاحها للجيش التشادي! وقيادات من رتب كبيرة تقتل بالجملة اثناء اجتماعاتها وكل مراكز الثقل العسكري تنهار! وفي النهاية تقود بعض الابواق الكيزانية الدعوة الى اكمال التفكيك للجيش واللجوء الى المليشيات الكيزانية لخوض معركة الكرامة!
وهنا تسقط سردية ان هذه الحرب تهدف الى القضاء على المليشيا التي يتعارض وجودها مع الدولة الوطنية!
هذه الحرب كيزانية بامتياز! ولذلك يستحيل ان يكون من مقاصدها القضاء بشكل استراتيجي على واقع تعدد المليشيات لان عقلية الكيزان مليشياوية بامتياز! رهانهم الان على المليشيات الاسلاموية وعلى مليشيا موسى هلال مؤسس الجنجويد ولو طالت الحرب وانتقلت شرقا وشمالا سوف يأتون بمليشيات الاسلام السياسي من مشارق الارض ومغاربها.
انها حرب ضد الوطن وضد الشعب واستمرارها كارثة!
صوت الضمير الوطني والانسانية هو لا للحرب ولازم تقيف!
رغم ان ايقافها ليس في ايدينا كمدنيين عزل ولكن واجبنا المقدس هو إبراء الذمة الوطنية والاخلاقية والانسانية من وزر هذه الحرب التي لا نصيب للشعب السوداني منها سوى تلك الدانات والقذائف التي تنهال على سقوف منازله المتواضعة وذاك الرصاص الطائش يمزقه ومذلة التشرد والنزوح واللجوء والفقر وذلك الخراب الكبير الذي التهم وطنه.