آخر الأخبار
The news is by your side.

العصب السابع… بقلم: شمائل النور

المشروع حضاري بلص؟؟

هل لا تزال قيادات الإنقاذ تعتقد أنّ بالإمكان فرض مشروعٍ جديدٍ تحت ذات المَظَلّة لإعادة صياغة المُجتمع؟ يبدو ذلك صحيحاً، أنّها تعتقد ذلك، والتصريحات المُستمرة بين الفينة والأخرى على لسان قيادات الصف الأول في الحركة الإسلامية لمنحهم فُرصة أُخرى تُؤكِّد ذلك.

على مدى سنوات قصيرة، ظَلّ الخطاب على لسان قيادات الإسلاميين أنّ الحركة الإسلامية لم تحكم وأنّها اُختطفت وأنها لم تُمنح الفرصة لتطرح مشروعها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، لأنّ المُؤسّسة العسكرية فرضت سيطرتها منذ سنوات الإنقاذ الباكرة.

وعلى الدوام، الحديث المُستمر عن سيطرة الفرد الواحد على مفاصل البلاد يجد هوىً لدى الإسلاميين بمُختلف تياراتهم، حيث أنّ هذا يُؤكِّد أنّ نصيبهم في السُّلطة الحقيقية مثل نصيب البقية مع عدم الإنكار بأنّ هذه حكومتهم.

نقلت بعض صُحف أمس وعلى لسان القيادي علي عثمان محمد طه، الأمين العام السابق للحركة وكذا النائب الأول للرئيس، الرجل الذي كَانَ يتحدّث أمام منسوبي الحركة الإسلامية التي تَستعد لمُؤتمرها التاسع قال إنّ حملات مُنظّمة تَستهدف تفكيك القيم السُّودانية، وهو الأمر الذي يَفرض ضَرورة الحاجة لتحصين المُجتمع عبر مشروع اجتماعي فَعّال لمُواجهة هذه الحملات المُنظّمة.

هل السُّلطة تعمي عن الحقيقة لهذه الدرجة؟ علي عثمان أحد أبرز مهندسي المُجتمع وفقاً لقيم المشروع الحضاري الذي فكك المُجتمع وأوصل حاله لما هو عليه الآن، والواقع لا يحتاج الكثير من الشرح والاستدلال، وهذا بشهادة إسلاميين كانوا صُنّاع قرار، بل بشهادة عرّاب الحركة حسن الترابي.

مثل هذه الأحاديث التي تستجدي عاطفة القواعد وتُحاول بث الروح فيها بعدما طأطأت رؤوسها من فَرط التّدمير الذي لحق بكل شِبرٍ في البلاد، ربما كانت ستصلح في وقتٍ مَضَى لكن الآن الواقع صارخٌ ولن يقدم مثل هذا الخطاب إلا التهليل والتكبير الذي يزول بزوال المُتحدِّث.

الذي جَرَى على مدى نحو 30 عاماً تتحمّله الحركة الإسلامية، هذا لا جِدَالَ فيه، إن كان في عشريتها الأولى أو الثانية أو الثالثة، ليس فقط لأنّها قادت الانقلاب وسيطرت على الحكم ثم خرجت، لا، بل أيضاً، لأنها قبلت أن تكون في هذا الوضع ولم تتّخذ موقفاً يُحسب لها، وفي آخر الأمر تَحَوّلت قياداتها إلى تلاميذ في الصف الأول تَستمع فقط.

إن كان ثمة مشروع اجتماعي فَعّالٍ لمُواجهة الحَملات المُنظّمة لتفكيك المُجتمع كما يقول طه، فهو مشروعٌ واحد لا ثانٍ له، وعلى الدوام هُناك فُرصة، فقط تحتاج الشجاعة لنزعها، على الرغم من أنّ الإسلاميين استحقوا منح لقب “مُبدِّدي الفُرص” لكن على الدوام هناك فُرصة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.