آخر الأخبار
The news is by your side.

العصب السابع… بقلم: شمائل النور

الخيار المُخيف!

منذ تفجر ثورات “الربيع العربي” التي انتظمت عدداً من دول الشرق الأوسط، وأتت نتائج هذه الثورات دون طموح الشعوب، في مصر، ليبيا وسوريا التي تحولت إلى حرب طاحنة لا تزال أطرافها تحترب، ربما باستثناء تونس التي نجت من مثل هذه السيناريوهات.
السودان ظلت حكومته على الدوام ومنذ بيان نتائج هذه الثورات تستخدم مصير ليبيا وسوريا كفزاعة تجعل احتمال أية انتفاضة ضد الحكومة متضائلاً.. وظل هذا السيناريو ماثلاً في كل تصريح رسمي وفعلياً فقد أفرطت الحكومة في استخدام القوة ضد المتظاهرين في احتجاجات سبتمبر 2013م لتؤكد على قبضتها وعدم سماحها بأية درجة من احتمال أن تشتعل ثورة مثل ما حدث في هذه الدول.
جدل طويل ومستمر حول سؤال؛ هل بات السودانيون يخشون بالفعل من مصير مجهول، هل بالفعل حققت هذه الفزاعة هدفها؟.
قبل يومين.. تحدث الأكاديمي النور حمد عن هذه المسألة، النور الذي يتبنى موقفاً مؤيداً لخوض الانتخابات بالنسبة للمعارضة يعتبر أن خيار الانتفاضة بات غير ممكن، ويستدل في ذلك بأن الخطاب الديني والعرقي الذي استخدمته الإنقاذ لسنوات طوال جعل خيار الانتفاضة مخيفاً باعتبار أن الثورة التي تأتي من الهامش الذي يحمل السلاح سوف تقضي على الأخضر واليابس، هذا الخطاب الضمني والعلني أحياناً خوَّف الناس من الخروج إلى الشوارع باعتبار أن البديل كارثي، هكذا استند النور حمد في حديثه.
لدرجة كبيرة يُمكن أن يكون هذا الحديث صحيحاً وواقع الحال ما بعد احتجاجات سبتمبر 2013م دلّل على ذلك، أزمة الوقود الخانقة التي استمرت لشهور لم تشهد البلاد مثلها منذ عقود، لم تُحرك ساكناً بل لم توِّلد حالة غضب بقدر الأزمة، ثم توالت الأزمات، وانتظم الناس في الصفوف انتظاراً للخبز، الغاز والسيولة في البنوك، ورغم أن احتجاجات سبتمبر 2013م كان الوضع الاقتصادي أفضل حالاً إلا أن تلك القرارات الاقتصادية خلَّفت حالة غضب عفوية فجَّرت احتجاجات سالت فيها الدماء.
لكن مثل هذه القراءات التي تدعم تخوِّف الناس من الخروج إلى الشوارع أو إمساكهم عن غضبهم تجاه ما يحدث تبدو صحيحة بالنظر إلى الواقع اليومي الصامت.. صحيح ليس هناك دراسات رأي عام تدعم أو تدحض مثل هذا التحليل، غير أنها تبدو معاشة
لكن بالمقابل تظل ساعة الغضب عصيَّة على التحديد القاطع، لأنها وليدة لحظة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.