الطبيبة هنادي من الفاشر تسقط شهيدة في الخطوط الأمامية وتخلّد سيرة نضال المرأة السودانية
الفاشر : روضة محمد توم
إستشهدت الطبيبة هنادي، ابنة مدينة الفاشر، وهي تؤدي واجبها الإنساني والوطني في الخطوط الأمامية بكل شجاعة وشرف، لتسطّر بدمها الطاهر ملحمة خالدة من الصمود ستظل محفورة في ذاكرة السودانيين. لم تكن هنادي مجرد طبيبة، بل كانت رمزاً للفداء والإيمان العميق بقضية الوطن، وصورة ناصعة لامرأة واجهت الموت بثبات لا يضاهى.
في لحظة فارقة من معركة الكرامة، وبين الجرحى والمصابين في معسكر زمزم، كانت هنادي تؤدي رسالتها المهنية والإنسانية بلا كلل، قبل أن تغتالها يد الغدر التابعة لمليشيا الدعم السريع، في جريمة تضاف إلى سجلهم الحافل بالانتهاكات والاعتداءات التي طالت الأبرياء والكوادر الطبية والمدنيين في دارفور ومناطق عدة من السودان.
إن ما قامت به مليشيا الدعم السريع من اقتحام لمواقع مدنية، واستهداف مباشر للطواقم الطبية، يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان وانتهاكاً صارخاً لكل المواثيق الدولية، ويستوجب إدانة واضحة ومحاسبة عاجلة.
استشهاد هنادي من الفاشر يعكس الصورة المشرقة للمرأة السودانية التي لم تتراجع عن ميادين الواجب، وواجهت الخطر بصدرها العاري وعقلها اليقظ، مؤمنة بأن الوطن يستحق أغلى ما يُقدّم.
اليوم، ينعى الوطن إحدى أنبل بناته، وتبكي الفاشر ابنتها البارة، ويعتز بها التاريخ كمثال حيّ لقيمة التضحية، ونموذج ناصع لحواء السودان في أبهى صورها. ستظل سيرة الطبيبة هنادي شاهدة على بشاعة المعتدين، وشاهداً حياً على شجاعة من وقفوا في وجههم بصدقٍ وإخلاص.
