آخر الأخبار
The news is by your side.

السودان بين صراع‭ ‬المكاسب‭ ‬وحرب‭ ‬المناصب‭

السودان بين صراع‭ ‬المكاسب‭ ‬وحرب‭ ‬المناصب‭ ‬

بقلم: عثمان قسم السيد

عندما‭ ‬يموت‭ ‬ضمير‭ ‬الإنسان‭ ‬يُصبح‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬عنده‭ ‬مباحاً،‭ ‬ويحضر‭ ‬الظلم‭ ‬والجشع‭ ‬والإجرام‭ ‬وتموت‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬ويُصبح‭ ‬الإنسان‭ ‬عبداً‭ ‬لذاته‭ ‬وأطماعه‭ ‬ويتحول‭ ‬إلى‭ ‬وحشٍ‭ ‬دون‭ ‬رادع.

‭ ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬هل‭ ‬ان‭ ‬قدَر‭ ‬السودانيين‭ ‬ان‭ ‬يكونوا‭ ‬ضحية‭ ‬حماقات‭ ‬وموت‭ ‬ضمير‭ ) ‬البعض‭ ( ‬من‭ ‬جهلة‭ ‬السياسة‭ ‬وأنصاف‭ ‬السياسيين‭ ‬طيلة‭ ‬الثلاث أعوام الماضية‭ ‬ونحن‭ ‬نعيش فشلا تلو الفشل ‬على‭ ‬ جميع الأصعدة بدءً من الأوضاع السياسية والإقتصادية والأمنية والإجتماعية.

‬متى‭ ‬نشعل‭ ‬شمعةً‭ ‬ومتى‭ ‬تعود الخرطوم‭ ‬كسابق‭ ‬عهدها‭ ‬لتكون‭ ‬مداداً‭ ‬لقبلة الناس من علماء وتجار وسياح ؟‭ ‬ومتى‭ ‬يعود ألق الماضى لينافس صراع اليوم ‭ ‬‭ ‬وتعود‭ ‬النجوم‭ ‬تتلألأ‭ ‬فوق‭ ‬سماء الخرطوم؟‭ ‬وهل‭ ‬نترك‭ ‬مستقبلنا‭ ‬يتدحرج‭ ‬نحو‭ ‬المجهول؟‭   ‬أسئلة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬اجوبة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أجواء‭ ‬مشحونة‭ ‬‭ ‬بالأحقاد والاطماع ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬ماتت‭ ‬ضمائرهم‭ ‬والذين‭ ‬لايفقهون‭ ‬معنى‭ ‬الوطنية‭ . ‬

صراعات خفية و‭ ‬حامية‭ ‬مشتعلة‭ ‬الأوصال‭ ‬تدور‭ ‬رحاها‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الأحزاب والتنظيمات‭ ‬السياسية‭ ‬ ‬والشخصيات‭ ‬التي‭ ‬جاءنا‭ ‬بالبعض‭ ‬منها‭ ‬القدر‭ ‬الأغبر‭ ‬وتسلطت‭ ‬على‭ ‬رقاب‭ ‬شعبنا‭ ‬وعلى‭ ‬مصير‭ ‬الوطن‭ ‬ ‬ ومستقبل‭ ‬أجياله،‭ ‬تلك‭ ‬التنظيمات ‬والأحزاب والشخصيات‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تتحكم‭ ‬بالمشهد‭ ‬السودانى‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬والمكاسب‭ ‬والمواقع‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬الدولة، والذي‭ ‬يُدمي‭ ‬القلب‭ ‬ويثير‭ ‬المواجع‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬كانوا‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬ومآس‭ ‬ودمار‭ ‬وفساد‭ ‬وسرقات والخ،…‭

هؤلاء‭ ‬لا‭ ‬يهمهم‭ ‬ولا‭ ‬يعنيهم‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬السودانى‭ ‬أو‭ ‬يموت‭ ‬جوعاً‭ ‬وقهرا‭ ‬وتشريداً‭ ‬لأنهم‭ ‬بلا‭ ‬ضمير،‭ ‬الكل‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬حصة‭ ‬أكبر‭ ‬من المناصب والمكاسب ِ،‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬محموم‭ ‬وحرب‭ ‬في‭ ‬الخفاء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اجتماعات‭ ‬في‭ ‬الغرف‭ ‬المظلمة‭ ‬وفي‭ ‬العلن،‭ ‬حرب‭ ‬بدَأت‭ ‬ولا‭ ‬ندري‭ ‬متى‭ ‬تنتهي؟‭

وأقولها بصريح العبارة “” الكل‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكون زعيماً أو وزيرا أو مسؤولا‭ ) ‬ناسين‭ ‬أو‭ ‬متناسين‭ ‬أن‭ ‬المناصب‭ ‬هي‭ ‬مسؤولية‭ ‬وطنية‭ ‬وأخلاقية،‭ ‬لكن‭ ‬تعنى‭ ‬عندهم‭ ‬‭ ‬الثراء‭ ‬والكسب‭ ‬والجاه‭ ‬والحكم‭.(“”

إن‭ ‬مثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬القادة من العسكر والساسة‭ ‬يذبحون‭ ‬حاضر السودان ‭ ‬مثلما‭ ‬أطلقوا‭ ‬الرصاص‭ ‬على‭ ‬المواطنين الأبرياء فى نهار رمضان‭ ‬بحماقاتهم‭ ‬وهم‭ ‬يرون‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬يفترشون‭ ‬الأرض‭ ‬جوعاً‭ ‬وحرماناً‭ ‬وعذابات‭ ‬لا‭ ‬ندري‭ ‬متى‭ ‬تنتهي،‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬الشارع‭ ‬السوداني‭ ‬يغلى‭ ‬ويتلوّى‭ ‬ويصرخ‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬الخدمات‭ ‬والبطالة‭ ‬واستشراء‭ ‬الفساد‭ ‬وارتفاع الأسعار وتردى البنية التحتية وانتشار الجريمة‭ ‬لكنهم‭ ‬لا‭ ‬يسمعون‭ ‬نعم‭ ‬لا‭ ‬يسمعون‭… ‬المهم‭ ‬مصالحهم‭.

  ‬وللأسف‭ ‬الشديد‭ ‬أنهم‭ ‬يعلنون‭ ‬نزاهتهم‭ ‬وإنسانيتهم‭ ‬جهارا‭ ‬نهارا‭ ‬لكنهم‭ ‬يكذبون‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬نسمع‭ ‬منهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشعارات‭ ‬الرنانة‭ ‬عن‭ ‬الوطنية‭ ‬ونبذ‭ ‬الجهوية وتقديم المجرمين للعدالة وتوفير الخدمات وأن مايحدث من إنتهاكات وفشل سببه بقايا النظام البائد‭ ‬لكن‭ ‬أكثرهم‭ ‬جهلة‭ ‬وأفّاقون .

فها‭ ‬هو‭ ‬الصراخ‭ ‬يعلو‭ ‬والجوع‭ ‬ينهك‭ ‬الفقراء‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فقدوا‭ ‬لقمة عيشهم بسبب ‬المتسلقين ‭ ‬الذين‭ ‬يلهثون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ملء‭ ‬كروشهم‭ ‬بالسحت‭ ‬الحرام‭ ‬ولا‭ ‬مانع‭ ‬لديهم‭ ‬أن‭ ‬يحرقوا‭ ‬الوطن‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬يرون‭ ‬إلّا‭ ‬مصالحهم‭ ‬المشبوهة‭ ‬ولا‭ ‬يسمعون‭ ‬أنين‭ ‬الفقراء والمحتاجين ومحدودي الدخل وأغلبهم نصف الشعب ‬وهم‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬لقمةٍ‭ ‬تسد‭ ‬رمق‭ ‬أطفالهم وأسرهم. 

#ختاما

إن‭ ‬منطق‭ ‬التمسك‭ ‬بالمناصب‭ ‬والصراع‭ ‬على‭ ‬المكاسب‭ ‬‭ ‬كان‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬تفجير‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬وحدوث‭ ‬الأزمات‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬الشعب‭ ‬دفع‭ ‬ومازال‭ ‬يدفع‭ ‬الثمن‭ ‬وها‭ ‬هو‭ ‬سيناريو‭ ‬السنوات‭ ‬العجاف‭ ‬الماضية‭ ‬يعود‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بمسميات‭ ‬جديدة‭ ‬والكل‭ ‬قد‭ ‬هيّأ نفسه وحزبه وحركته وأوراقه‭ ‬ومطالبه‭ ‬وشروطه‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬‭ ‬مصلحته‭ ‬وحزبه‭ ‬وحركته‭ ‬وزعيمه،‭ ‬وهناك‭ ‬جولات‭ ‬وصولات‭ ‬حامية‭ ‬وتحالفات‭ ‬وأسرار‭ ‬مبطّنة،‭ ‬أمّا‭ ‬الشعب‭ ‬فليذهب‭ ‬ويشرب‭ ‬من‭ ‬البحر.

وللقصة بقية

 
Osmanalsaed145@gmail.com

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.