آخر الأخبار
The news is by your side.

التحليل الصحفي … بقلم: د.خالد أحمد الحاج

التحليل الصحفي … بقلم: د.خالد أحمد الحاج
 

ينصب حديثي هذه المرة حول: الاتجاهات الحديثة للتحليل الصحفي باعتبار أنه يؤدي واحدة من أهم الوظائف الأساسية للصحافة ويعد أحد أهم ركائز حرية “الرأي والتعبير” لما يلعبه من أدوار أساسية في تعميق المعنى لما وراء الأحداث، وإعمال النقد والتقويم لما تؤديه أجهزة الدولة التنفيذية من مهام واختصاصات. ويركز التحليل الصحفي في كثير من الأحيان على جوانب الضعف والقصور، بجانب اعتنائه بالتسلسل المنطقي في عرض الوقائع والربط بين أطرافها، والتدرج في التناول من مهم إلى أهم، بإعمال الشرح والتفسير والإرشاد والتوجيه والنقد.

التحليل الصحفي ولأهميته البالغة أعتنت به الصحافة الغربية بصورة عامة والأمريكية بوجه خاص، وأولته عظيم اهتمامها، كونه أحد دعائم الصحافة الحرة، وأحد نقاط القوة التي تعول عليها الصحافة الليبرالية.

بمثل حاجتنا للأخبار وما تتضمنه من جديد يهمنا، للتحليل أيضاً أهمية لا تقل عن تلك التي توليها الصحف للأخبار كونه داعما رئيسيا لتثبيت المعاني، بحانب اعتنائه بنواحي الإفهام.

ما دفعني للكتابة عن التحليل الصحفي هذه المرة الحاجة الملحة لبلورة رؤية تحليلية عميقة الدلالة وسط مهددات عديدة مواجهة بها البلاد، فعدم وضوح الرؤية في العديد من الأشكال الصحفية التي ينبغي أن تضطلع بهذا الدور نتيجة لعدة أسباب اجتمعت.

وما نعايشه اليوم من خلافات حادة أوجب أن تؤدي الصحافة دورها المركز حول الأحداث، لا أقول إن الموضوعية انتفت عن التحليل، بقدر ما أقول إنه بحاجة إلى معادلة جديدة تجعله قائما بوظيفته على أكمل وجه، مع اتفاقنا بأن موضوعات الرأي تعبر عن آراء كاتبيها، وتشرع في الوقت نفسه في الترسيخ لمبادئ التحليل، بين هذا وذاك فإن الحاجة الماسة لعكس الحقيقة بتجرد بعيداً عن أي نزعة يمكن أن تؤثر على التحليل فتجعله متحيزا لفئة، أو داعما لكيان على حساب كيانات أخرى.

وتطلق بعض مدارس الصحافة الحديثة على التحليل الصحفي مسمى (التحليل السياسي). لدرجة أن بعض الصحفيين سموا أعمدتهم بما يفيد بهذا المعنى، وفي ذلك إشارات لا تغيب عن فطنة القراء.

التحليل يمكن أن يكون أسلوبا،ً أو نهجا تلجأ إليه الصحف لتضع القراء أمام الأحداث بشيء من التفصيل، وتعميق المعنى.

ولما كان التحليل مهما وتعمل له هيئات التحرير ألف حساب فإن من يوكل له القيام بدور التحليل لابد أن يكون صاحب خبرة، ويمتلك ناصية الحديث، وله من القدرة ما يمكنه من تقييم المواقف والأحداث، وقادر على الوقوف في منطقة وسط بين الفرقاء حال استدعى الأمر ذلك. قراءة الأحداث تحتاج إلى حصافة، وحسن كيل، لقوله تعالى:(وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا).

بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر الداعمة والرافضة لاستمرار مدرسة التحليل الصحفي بحيث يصبح هذا الأخير مركوزة لصحافة ملتزمة بقيم الديمقراطية وسياج القانون، فإن هناك اتفاق على أن صحافتنا تمر بمخاض عسير يتطلب أن تطلق العنان للفكر الهادف وكشف جوانب الضعف والقصور خدمة للصالح العام.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.