ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان. … إشارات حمراء
سودان بوست: الخرطوم
ندى رمضان
اشارة حمراء اطلقتها الجهات الرسمية بسبب ارتفاع وتيرة الاصابة بالسرطان بالبلاد في وقت تعاني المؤسسات العلاجية من نقص في اجهزة تقديم الخدمة التي قالت انها لا تغطي الحوجة الفعلية لكل المصابين بالمرض العضال ولم تخف ذات الجهات مخاوفها من تراجع معدلات الوعي وسط المواطنين في ظل افتقار وعدم جاهزية المراكز والمستشفيات لاستقبال مصابين جدد ، واعتبرت وزارة الصحة الاتحادية ذلك من اكبر التحديات التي تواجه الدولة في ظل عدم وجود استراتيجية واضحة لمحاربة المرض وغياب قانون ملزم بالإبلاغ عن حالات السرطان بالسجل القومي وبالمقابل ارجع مراقبون تراجع فرص الشفاء من الامراض وعدم توفر معينات ذلك لانخفاض الميزانية المخصصة للصحة والتي لاتتجاوز( …………. )
ارتفاع معدلات الاصابة بالمرض بمدينتي الخرطوم والجزيرة تنبيء بتفجر الكارثة في اعقاب اصابة 12 الف حالة شخص بالسرطان بالسودان طبقا للتردد على مركزي مدني والخرطوم، واشارت دراسة الى ان ولاية الجزيرة صنفت الأعلى في الإصابة بالسرطان وذلك حسب التردد الذي وصل الى (46.3%) تليها ولاية الخرطوم بنسبة (11.4%) ثم ولاية القضارف بواقع( 9.5%) واوضحت ان نسبة الاصابة وسط الأطفال بلغت ( 7ــ8%) من معدلات الاصابة العامة 50 منهم مصابون بسرطان الدم.
ونبهت وزارة الصحة بولاية الخرطوم الى تسجيل (1000) حالة إصابة بمرض السرطان سنويا بولاية الخرطوم ،وقالت ان عدد المترددين على المركز القومي لعلاج الأورام (مستشفى الذرة) يقدر بالالاف، واشارت الى ان نسبة شفاء المريضات بسرطان الثدي في السودان لا تتعدّى 40%، لأنهن يأتين في المرحلة الثالثة.
وشدد مراقبون على ضرورة عدم اعتماد تلك النسب باعتبارها غير حقيقية لهجرة اعداد وصفها بالكبيرة من المصابين بحثاً عن العلاج بالخارج، بجانب اعتقاد أعداد لاتقل عن العدد المذكور في الطب البديل (الشيوخ والاعشاب وغيرها.
ولم يخفي اختصاصي الاورام د. دفع الله ادريس حوجة البلاد العاجلة لمركز متكامل لعلاج سرطان الاطفال الذي قال انه من أكثر الانواع كلفة . واقر في الوقت ذاته بوجود اشكالات فيما يختص بسرطان الاطفال وكشف عن احتياج المصابين الصغار لعناية مكثفة تقتضي وجود كوادر مؤهلة ومدربة وتابع في حال ابدت الدولة استعدادها لقيام مراكز ستحل مشكلة نقص الكوادر تلقائياً وذلك بالاستعانة بالاطباء الوطنين واستجلابهم من المهجر بمرتبات تعادل التي يتقاضونها هناك.
وارجع دفع الله ارتفاع معدلات الاصابة بالمرض للتراجع في محاربة التبغ ولغياب الكنترول في استخدام المبيدات المحرمة والكيماويات المسرطنة بالبلاد بجانب التغيرات في نمط الحياة وزاد حتى الان مسببات المرض الاساسية تبقى غير معلومة مما يرجح ان تكون الاصابة بالسرطان ابتلاءا.
ظل توقف الاجهزة وتكرار اعطابها المعضلة الاساسية والتحدى الاكبر للدولة في ظل الشكاوى من عدم توفر ميزانيات صيانة الأجهزة هذا ما اكده المدير العام لمستشفى الخرطوم للاورام الذي شدد على ضرورة انشاء مراكز بولاية دارفور سيما مدينتي الفاشر ونيالا وحذر من خطورة قطع العلاج لبعد المسافات وجدد مطالبته بأهمية الكشف عن اسباب توقف مركز شندي الذي تم افتتاحه منذ العام 2013 والمح لتورط جهات لم يسمها في تعطيل العمل هناك ونوه الى انه في حال دخول المركز في الخدمة سينخفض الضغط على مركزي الجزيرة والخرطوم .
الى ذلك طالب خبراء بضرورة التحكم وفرض السيطرة في استخدامات المواد الكيمائية خاصة المبيدات الحشرية، التي اكدت الجهات الصحية بأنها المسبب الرئيس للسرطان، وطالبوا الجهات التنفيذية للاهتمام بالامر واجازة قوانين ونظم ولوائح في مجال تداول واستخدام المبيدات تنظيم محلات بيع المواد الكيميائية .
ونوه الاكاديمي بكلية علوم الاغذية والزراعة بجامعة الملك سعود والمزارع بمشروع الجزيرة الشامي الصديق الى ضرورة اصدار تشريع يمنع وجود اماكن بيع المواد الكيميائية وسط التجمعات السكانية لاسيما بولاية الجزيرة، وشدد على ضرورة اقامتها باطراف الأسواق بعيدة تماماً عن محلات بيع المواد الغذائية المختلفة (البقالات و محلات الخضار والفاكهة و المطاعم و الملاحم وخلافها ) على ان يجهز مكان البيع بكل وسائل السلامة مع وجود تهوية كافية وغيرها وأن يكون فقط لعرض عينات صغيرة من المبيدات على أن تخزن المبيدات في مخازن خاصة محكمة من ناحية البناء ورصف الأرضية ووجود فتحات للتهوية مع اهمية توفير مصدر لتكيف الهواء نسبة لان هذه المبيدات يجب أن تخزن في درجات حرارة معقولة وليست تلك التي تصل في الصيف الى درجات تؤدي الى تلف هذه الكيمائيات وما نراه حالياً مخالف تماماً لكل ما ذكر كذلك يجب عدم منح اي شخص ترخيص أو تجديده إلا لخريج كليات الزراعة ويفضل خريج وقاية النبات ،ودعا الشامي المشرعين لاصدار قانون يمنع الشركات المستوردة للمبيدات من إدخال المبيدات شديدة السمية للإنسان والحيوان وأن تكون الأولوية للمبيدات قليلة السمية على الانسان والحيوان لافتا الى اهمية استخدام المبيدات الحيوية.
ومن جانبه اكد المهتم بالشأن الصحي وليد النقر في حديثه ل ـ(لجريدة) ان الامراض المزمنة مكلفة فعلياً وعلي الحكومة توضيح جهودها المبذولة تجاه الامراض المزمنة ، واشار الى ان الامم المتحدة لديها مفوضية مختصة بالامراض المزمنة لانها امراض معقدة وتحتاج لخدمات بعينها ، وتسأل النقر حول مدى استعانة الحكومه بالجهود الدولية فيما يختص بمرض السرطان لتقديم المساعدات اللازمة و لتتمكن الدولة من تقديم الخدمة مجانا او برسوم رمزية ، لان جودة الادوية منخفضة تبعا للنظام الصحي الذي وصفه بالمنهار والذي يتترجمه الواقع حيث لايوجد نظام تمريض ونظام الادوية والتعامل معهاخصوصا انه نظام يجب ان يكون متكاملا لمرضى السرطان وغيرهم حتى بالمستشفيات الخاصة ، وبما ان الحكومه فشلت في توفير ذلك فيجب عليها الاستعانة بالتعاون الدولي مفوضيات (القلوبل فند، الاتش اي بي والصحة العالمية) حتى تتمكن من تقديم خدمات متطورة وسريعة وذات مأمونية عالية .
