آخر الأخبار
The news is by your side.

إلا هذا … بقلم: دكتور/ خالد أحمد الحاج

إلا هذا … بقلم: دكتور/ خالد أحمد الحاج
 
( 1 )
ليس هناك مبرر لأي محاولة للانقلاب على السلطة القائمة. باعتبار أنها أتت إلى السلطة بعد (هبة شعبية)، وتضحيات جسام، فلا البلاد تحتمل سيناريوهات كهذه، ولا الدوافع والمبررات بمقنعة بأن تلجأ فئة ما، للسيطرة على مقاليد السلطة بالقوة، ولا التحول الديمقراطي ومدنية الدولة يتفقان ورهان كهذا، لأنه سيقود في نهاية المطاف إلى تقويض الديمقراطية، وإحداث الفوضى والبلبلة بالبلاد، ما سيتيح الفرصة لأصحاب الأجندة ليفعلوا ما يحلو لهم.
( 2 )
صحيح أن السودان يمر بمرحلة مفصلية تتطلب أن تعيد الحكومة الانتقالية النظر في العديد من القرارات التي اتخذتها، أو التي تفكر فيها مستقبلاً، ليس لضعف منها، بقدر ما هو (التناصح) الذي تقتضيه الظروف التي تمر بها البلاد.
(3)
إن كانت هنالك من رؤية للإصلاح في هيكل الدولة، أو إعمال أي جرح أو تعديل في القوانين، أو ما له صلة بمعاش الناس، أو ما يرتبط بالتداول السلمي للسلطة، فقنوات التحاور والنقاش من الأفق ألا تغلق في وجه العلماء والنخب والحكماء من أهل السودان، لكن أن تخطط جماعة ما لإجهاض الديمقراطية، ويراد باستدامة الحكم المدني شرا، فذلك ما لا يقبل به الحادبون على أمن واستقرار البلاد.
( 4)
لابد من عقد ملتقى جامع لأهل السودان بأقرب وقت ممكن، لبحث أزمته من كل أبعادها، ومن ثم الوصول إلى حلول جذرية وعادلة لها، تتوافق عليها جميع الأطراف المتفاوضة، وتضع في الوقت نفسه حدا لحالة الاصطفاف والتشرذم التي تسيطر على المشهد السوداني.
( 5 )
العالم الأول ومن ما يرى عليه الدول النامية من مظاهر الضعف والتخلف.. عدم صبرها على الديمقراطية، وتعجل بعض مكوناتها العسكرية ( قلب) الطاولة على المدنيين، لوحدها، أو بمعاونة مدنيين، وقطع الطريق على الديمقراطية للحيلولة دون إنجازها لأي مهام، واتهامها بإهمال بناء الدولة، وما إلى ذلك من المبررات، فيما الديمقراطية تنادي بضرورة التوافق على ما يتيح للشعب اختيار حكامه دون إملاءات، أو وصاية، لابد من تصحيح المفاهيم الخاطئة برؤية علمية يتفق عليها المدنييون والعسكريون، إن وعت الأحزاب، وحركات الكفاح المسلح دورها، واستعان النظام القائم بالعلماء، وأهل الخبرة الدراية، لمعالجة الإخفاقات، وتسوية الخلافات.
( 6 )
السودان في مفترق طرق، وفي لحظات حرجة، إن تكالبت عليه أي قوى دون إرادة الشعب فذلك ما ستترتب عليه نتائج كارثية، لذا فإن بحث أسباب الإخفاق يحتاج إلى شجاعة، واعتراف بالأخطاء أولا، لتبدأ بعدها مرحلة تصحيح المسار، ومعالجة العلة، ألا هل بلغت فاشهد.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.