إستقبال حاشد ل ”نمر“ في بلدة فوراوية بشمال دارفور
إستقبال حاشد ل ”نمر“ في بلدة فوراوية بشمال دارفور
فوراوية: محمد زكريا
(60) دقيقة إستغرقت رحلتنا صباح ”السبت“ من مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور صوب منطقة ”فوراوية“ في أقصى الشمال الغربي للولاية عبر مروحية عسكرية وكانت وصولنا إليها في تمام الساعة العاشرة صباحا بالتمام والكمال.
ضم الوفد المتجه إلى بلدة فوراوية التابعة لمحلية كرنوي كل من والي الولاية الجنرال ”نمر محمد عبد الرحمن” وقائد الفرقة السادسة مشاة اللواء ”عمر الظافر“ ومدير شرطه الولاية اللواء ”عبد الكريم حمدو” ونائب رئيس المجلس الانتقالي“ صلاح رصاص“ ومستشارة الوالي للنوع ”أميمه آدم أحمد“ ومدير التامين الصحي دكتور “محمد عبد الله“ بريمه بجانب عددا من القيادات في الولاية.
إنطباعات
كانت الزيارة بغرض المشاركة في فعاليات ختام مؤتمر ”أحفاد بطران“ للتشاور والتفاكر حول السلم المجتمعي وتنمية المنطقة والوقوف ميدانيا علي مجمل الأوضاع العامة في المناطق الغربية حيث جاءت هذه الزيارة وسط متغيرات عده طرأت علي المشهد العام في الولاية والمحلية على وجه الخصوص وهي جاءت بالتزامن مع دخول قوات حركات الكفاح المسلح لمعسكر جديد السيل للتدريب القتالي إنفاذا لبند الترتيبات الأمنية وفقا لاتفاقية جوبا لسلام في البلاد كما أنها جاءت بالتزامن مع الاحتفالات البلاد بيوم المرأة العالمي والذي يصادف لــ 8 مارس من كل عام.
تفاصيل الزيارة
حطت بنا المروحية في مطار مدينة ”فوراوية“ في تمام الساعة العاشر و 12 دقيقة بالتمام وكان في استقبالنا عددا من رجالات الإدارة الأهلية والقادة العسكريين وقيادات حركات الكفاح المسلح بالإقليم حيث اتسمت الزيارة بعدد من العوامل السياسية والاجتماعية والتنموية والتنفيذية للسيد “الوالي“ ووفده المرافق وقد حققت الكثير من النتائج حسب قرآني للمشهد العام وبعد عدة دقائق من هبوط المروحية ترجلنا في أرضية المدرج حيث ألقى ”الوالي“ التحية للمستقبلين وبعدها تحرك موكب الوفد علي شاكلة ”كنفوي“ حيث توقف في قلب منطقة فوراوية حيث باحة الاحتفال قبل أن يتفقد الوفد كل من مركز الشرطة والمسجد ومدرسة فورواية الابتدائية المختلطة والمركز الصحي بجانب الوقوف على مواقع مصادر المياه واستراحة الشباب وخلوة تعليم القران الكريم في المنطقة.
الزائر إلى قرية فوراوية يجد أن المؤرخون لم يفردوا في كتب التاريخ صفحات كاملة عن القرية وسبب تسميتها وإرثها التاريخي الناصع من النضال ولكنها تعتبر الموطن الأساسي للعديد من الأسماء والرموز في البلاد منهم الدكتور ”شريف حريري“ والقائد ”مني ماركو مناوي“ و”نهار عثمان نهار“ و ”رمضان جابر نهار“ والعقيد ”جمعه كمون“ و ”الإمام داود“ وصلاح حامد ولي“ الأمين السياسي لتجمع قوى تحرير السودان وغيرهم من الشخصيات ولا تزال هذه القرية على بعد ”300“ كلم في الاتجاه الشمال الغربي من مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور لاتزال تختزل في ذاكرتها التاريخية وإرثها القديم سنوات النضال التي مرة بها قاطنوها إبان تواجد الرئيس التشادي ”إدريس دبي تنو“ الذي ترعرع في وديانها وصحاريها بحيث أنها تتخذ أهميتها نظرا للأحداث الهامة التي شهدتها وما تبعته من تاريخ نضالي طويل خلال السنوات الماضية.
وتتميز بلدة ”فوراوية“ بموقعها الجغرافي وطبيعتها الساحرة قد لا تتوفر في غيرها من قري دارفور إذ آنها تحتضن مختلف التضاريس الجغرافية من جبال شاهقة تنحدر منها سلاسل جبلية وعدد من الأودية والخيران الصغيرة التي ترسم معا مشهدا طبعيآ ساحرا تتداخل فيها مع الشجيرات الصغيرة الخضراء المتناثرة على جنبات المدينة.
ولعلي الناظر للوضع العام في فوراوية يجد أن يد الحداثة والنهضة العمرانية لم تطالها منذ سنوات كما أنها في حاجة لتنفيذ العديد من المشروعات التنموية والخدمية التي انداحت في المحليات الأخرى‘ الزائر إلى القرية يجد فيها المساكن والمدارس المشيدة بالمواد المحلية ”قش والحجارة“ والخلاوي العامرة بالمصلين والتي تحمل في بواطنها طيبة أهل المنطقة وسماحة كرمهم السوداني الأصيل.
”كلمة الوالي“
يقول والي الولاية في كلمته خلال الاحتفال: إن حكومته وضعت خطة إستراتيجية طموحه لإحداث نهضة تنموية حقيقة في مناطق الريف متعهدا ببسط الأمن وإقامة العدل بين الناس جميعا والعمل بكل جهد في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين بجميع حواضر وأرياف الولاية وأوضح أن الحكومة ستتوجه المرحلة المقبلة لزرع الابتسامة في وجوه المواطنين بالريف وأضاف ”جميع مناطق الريف تحتاج منا لوقفه ونحن سنعمل من أجل ذلك“ واستطرد بالقول: نريد من الريف أن يلحق بالمدن وحكومتنا ستعمل على أحداث النهضة وعادة الأعمار وأشار إلى أن غياب الخدمات الأساسية للمواطنين في الريف أمر غير مقبول ودعا كافة ابناء المناطق للمساهمة في سبيل النهضة والاعمار كما اعلن عن تبرعه بتشيد مدرستين في المنطقة بجانب التزامه بتعين عددا من المعلمين والكوادر الصحية وعدد ”الوالي“ في حديثه نضالات ابناء المنطقة ومساهماتهم علي مر الحقب في صناعه تاريخ السودان وقدم دعمه اللا محدود للمعلمين والمراة وخلاوي تحفيظ القران الكريم.
” تدريب الشرطة“
فيما أعلن مدير شرطه الولاية اللواء ”عبد الكريم حمدون“ عن فتح معسكر تدريب لقوات الشرطة من أبناء منطقة فوراوية تنطلق الأيام المقبلة كما أعلن عن ترفيع نقطة الشرطة إلى مركز والعمل مع إدارة السجل المدني في سبيل استخراج الأوراق الثبوتية لكافة المواطنين وقال إن الشرطة تولي اهتمام كبير بقضايا المواطنين في المنطقة وتعمل من أجل تحقيق التنمية والاستقرار.
”نضالات المنطقة“
بينما عدد الامين السياسي لتجمع قوي تحرير السودان ”صلاح حامد ولي“ نضالات قاطني المنطقة علي مر الحقب وقال ان بلدة فوراوية هي التي وضعت اللبنه الاولي وخارطة الطريق للنضال السياسي في اقليم دارفور واشار الي اهمية وحدة الصف وتوحيد الكلمة والعمل علي رتق النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي وذكر ان اتفاقية جوبا للسلام في البلاد ستمضي رغم التحديات والصعوبات التي واجهته كما دعا كافة القوي السياسية في البلاد للعمل مع الجميع والوقوف مع معاناة المواطنين في سبيل تحقيق السلام والاستقرار.
”تبرع التأمين الصحي“
الي ذلك اعلن مدير الادارة التنفيذية للتأمين الصحي دكتور ”محمد عبدالله بريمه” عن تبرع ادارته بمبلغ 10 مليون جنيه مساهمة منهم لاعادة تاهيل وبناء المركز الصحي في المنطقة علاوة علي تزويده بكافة المعدات الطبية والكوادر المساعدة وقال ان المنطقة عانت كثيرا من ويلات الحرب وان التامين الصحي يعمل بكل جهد في سبيل تقديم الخدمات العلاجية للمواطنين.
”اللجنة المنظمة“
ممثل اللجنة العليا للمؤتمر ”سليمان محمد جري“ قال في كلمته: ان المؤتمر ياتي بهدف التعايش السلمي ونبذ العنصرية والجهويه ونشر ثقافه السلام واضاف انه ياتي كذلك بغرض لفت الانتباه تجاه قضايا التعليم والمراة ومحاربة الظواهر السالبة وبناء القدرات.
”للمراة حديث“
ممثلة المراة ”فتحية محمد جدو الذي حضرة اللقاء قالت في كلمتها لمحة تاريخية عن ال ”احفاد بطران“ وقالت هم واحدة من ضمن بطون قبيلة ”الزغاوة“ حيث يمارس معظمهم مهنة الرعي والزراعة واشارت الي ان ظروف الحرب اللعينة قادت عدد منهم للهجرة الي خارج الوطن ولفت الي المساهمات السياسية والثقافية والاجتماعية من بناء المنطقة في مختلف ارجاء البلاد.
