في فجر السبت 24 رمضان 1444هـ الموافق 15 أبريل 2023م بكل الفزع والخوف استيقظت الخرطوم على دوي الانفجارات ومضادات الطائرات وصوت الرصاص يعلوا فوق صوت الحق، واكتشفوا انها معركة الباطل فوق رؤوس الأبرياء معركة تدور رحاها بين رجلين تفرعنا ونصبوا انفسهم أوصياء على بقية الشعب الأعزل السلمي.
حرب السودان وما تطاله من انتهاكات جسيمة في حق الشعب السوداني والوطن وخرق واضح لجميع المعاهدات الدولية والإنسانية والإسلامية فقيام الحرب من أساسه خطأ جسيم لأنه لا يستند الى حق وانما حق اريد به باطل فلا الأسباب التي ساقها قائد مليشيا الجنجويد في بداية الحرب بأنها فرضت عليهم لجلب الديمقراطية للشعب السوداني واقتلاعها من العسكر نعتبرها سبب لا يرتقي لعقل الأطفال ليصدقوه ناهيك عن شعب معلم فلا الشعب نصبك وكيلا لجلب الديمقراطية ولا الجيش رفض تسليم السلطة للشعب وكانت هناك مبادرات سلمية ومفاوضات مع الجيش السوداني برعاية دولية وأيضا كان شباب وشابات السودان يخرجون بصورة راتبة داعين للسلام والحكم المدني وكان شعار الثورة واضحا (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) فلماذا قامت الحرب طالما ان الشعب لم يستنفذ وسائله السلمية وهو الشعب الذي اقتلع اعتى أنظمة الديكتاتورية والشمولية التي كنتم جزء منها وهو النظام الذي انشأكم من العدم قام الشعب بثورة سلمية واقتلع فيها النظام الظالم فهو قادر على ان يقتلع أي نظام ديكتاتوري لاحق خصوصا وان القوات المسلحة هي احد مؤسسات الدولة السودانية وتجد قبول كبير من الشعب السوداني بصفتها القانونية والاعتبارية عكس المليشيا التي تقودونها فتجد الرفض من السواد الأعظم من الشعب فكيف لكم ان تنادوا بالديمقراطية.
عندما خاض الجيش السوداني هذه الحرب العبثية كان قادراً ان يتلافى قيامها وان لا تقوم بكل هذا العبث وهذه العنجهية التي قادت العباد والبلاد للدمار فكان يمكن للجيش ان لا تقوم هذه الحرب ان اتبع القنوات القانونية والرسمية والسلمية والتفاوض مع المليشيا المتمردة التي كان لقادات الجيش دور كبير في تمددها وتقويتها وبعد ان قامت الحرب العبثية كان الجيش قادراً على ان ينهيها في لحظات معدودة قبل ان تصبح حرب شوارع يسقط فيها الكثير من الأبرياء من الشعب وستكون الخسائر غالية وكبيرة وستستمر لفترات طويلة قبل ان يتعافى منها الشعب، وخلفت الكثير من الدمار نسبة لعدم التركيز على إنهاء تلك المليشيا بالصورة الصحيحة للحروب وقادتهم الى تدمير وترويع المواطنين وانتهاك الحقوق الإنسانية والدولية والإسلامية ولم تراعي لأمان المواطنين فويلكم من هبة الشعب عليكم واقتصاص حقوقهم امام الكبير المتعال يوم الوقف العظيم.
ان الوقت حان لهذا العبث الذي يقود البلاد الى تغيير كبير في الخلق والأخلاق السودانية وسيترتب عليه الكثير من الأمراض النفسية المزمنة التي لن يتعافى منها المواطن والوطن قريبا فلابد من إيقاف الحرب وفوراً فلا منتصر في هذه الحرب غير الشيطان واعوانه والخاسر الأكبر فيها المواطن والوطن.
رسالة في بريد أمراء الحرب وقادتها أوقفوا هذه الحرب العبثية فالشعب برئ من ما تحيكون له فلا المليشيا قادرة على جلب الديمقراطية للشعب ولا الجيش قادر على حسم المعركة بدون خسائر في الأرواح البريئة فلابد من ان تتوقف هذه الحرب فوراً فلا منتصر فيها ولكن الخسائر ستكون كبيرة ولتكون هذه الحرب درساً للجميع يتعلمون منه ان الحاكم بأمر الله هو الشعب ولابد من الانصياع لقراراته وطلباته وان يكون هو المتحكم في مؤسسات الدولة حتى لا يقودون البلاد لمثل هذا العبث والعودة فوراً وتصحيح الأخطاء (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل وجميع المليشيات) وأن يصبح السلاح في يد جيش قومي واحد بقيادة مدنية ودولة مدنية فهذا نظام الحكم الذي يصلح للشعب.
كلمات حق:
* شكراً للكوادر الطبية السودانية لن ننسى لكم وقفتكم.
* شكراً لكل من دعم وسيدعم إيقاف الحرب.
* الحرية لجميع المعتقلين المدنيين.
اللهم انت تعلم سرائر القلوب وتعلم الفاسدين الذين دمروا بلادنا من كتائب الظل ومن كيزان الفساد والجنجويد وحاملي السلاح وعسكر لا يهمهم الا الكرسي وجميع الفاسدين والفاسقين تعلمهم وتعلم سرائرهم فاجعل اللهم تدميرهم في تدبيرهم وابيدهم اجمعين ولا تترك منهم أحدا وكل من اشعل نار الحرب ، اللهم اطفئ نار هذه الحرب العبثية.