آخر الأخبار
The news is by your side.

أفريقيا ما بين التدخلات الاقتصادية _ العسكرية والسياسية في الشؤون الداخلية…!!

القارة الأفريقية ما بين التدخلات الاقتصادية _ العسكرية والسياسية في الشؤون الداخلية…!!

تقرير: عبد القادر جاز

من الواضح أن القارة الأفريقية أصبحت قبله للمملكة العربية السعودية بدوافعها الاقتصادية والإنسانية عبر تدخلاتها منذ زمن بعيد عكس ما ذهبت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة التي من الواضح أن تدخلها بنحو مغاير، وقد بدأ وضوح التنافس المحموم بينهما تجاه القارة السمراء، أيعني ذلك استبدال التدخل الغربي بآخر عربي تمثله هاتين الدولتين؟
يعتقد البعض أن القارة الأفريقية تنزلق ما بين معسكرين اقتصادي طامح في الاستفادة من الموارد وآخر عسكري سياسي يستبطن تعزيز الجهود الإنسانية والتعاطف والإثني، ما الذي جعل السعودية أكثر انفتاحا في توجهاتها نحو القارة الأفريقية وبكلياتها في هذا التوقيت؟

التقارب والندية:
أكد د.سيوبا سوادغو باحث وأستاذ في الدراسات العابرة للثقافات والاستشارة في الإدارة الدولية أن انفتاح السعودية على القارة الأفريقية بدأ بالمستوى غير الرسمي منذ زمن بعيد تمثل في المؤسسات الخيرية التي تسعى للتعامل مع مثيلاتها الإسلامية على الساحة الأفريقية في مجالات العمل الخيري، مرجحا أن إسهاماتها في الجوانب الرسمية لا يستهان به، باعتبارها تصنف في خانة الدبلوماسية الدينية، مستطردا بقوله: يمكن أن تقرأ (القمة السعودية– الأفريقية) بمثابة حدث في العصر الحديث إذا لم نستحضر مفاهيم أغربة العرب، الملاجئ الأولى للمسلمين (الهجرات الإسلامية الأولى)، مقولة النخبة البديلة، مستغرباً للتقارب السعودي الأفريقي على خط السياسة الدولية والمحلية على حد تعبيره، لافتاً إلى أن البعض يرى في الإمارات العربية ندّا للسعودية على مسرح السياسة الدولية، من باب المقاربة بين النسر والبغاث، منوها أن الملفت للنظر الاهتمام السياسي شبه المتبادل بين السعودية وأفريقيا جنوب الصحراء أو أفريقيا العربية المائلة إلى البياض بقيت في علاقة متصلة مع السعودية.

التعاون والتكاملية:
أوضح سيوبا أن القمة السعودية الأفريقية بأنها لفتت انتباه العالم عموماً والمتابعين لشؤون العالم العربي والإسلامي، وبالأخص مستشاري إدارة السياسة الدولية ولجهويتها في جناحها المتعلق بالدول النامية، لافتاً إلى أن الكلمة الافتتاحية لولي العهد في القمة تأتي أهميتها بأنه يؤمل أن يكون لها صدى لدى الأفريقيين في إرساء الأمن والسلام في العالم، (أزمة السودان وإعلاء لغة الحوار)، بجانب إطلاق مبادرة خادم الحرمين الإنمائية في أفريقيا، (تدشين مشاريع إنمائية بقيمة مليار دولار)، كاشفاً أن السعودية قدمت أكثر من (45) مليار دولار إلى نحو (54) دولة أفريقية بمثابة مساعدات إنمائية، وتابع بالقول: إن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قدم ما يقارب (450) مليون دولارا إلى نحو (46) دولة أفريقية، بجانب السعي الجاد في تطوير علاقتها مع أفريقيا في إطار تعزيز التعاون والشراكات التكاملية.

الرهان والتنفس:
اعتبر سيوبا أن هذه القمة تسعى لتأسيس تعاون استراتيجي يعزز المصالح المشتركة تحقيقا للاستقرار والتنمية في البلدان الأفريقية، ويرى أن المهتمين بالعالم العربي والإسلامي ينظرون إلى السعودية والإمارات كفرس رهان باعتبار أن الدوافع الاقتصادية عائدها أن الذهب الأسود مقيد بالدولار الأمريكي والمجموعة الاقتصادية الجديدة بما فيها أفريقيا تمثل متنفسا لكل من يحس بإجحاف بحقه بصورة قريبة أو بعيدة، معتبراً أن العالم يعمل على كبح جماح الدول البترولية، بينما الدول الأفريقية مستهلك. فيما يخص الصبغة الإنسانية للرؤية السعودية في توجهها إلى أفريقيا يرى بالضرورة أن على الأفريقيين إنزال هذه الصبغة الإنسانية.

فيضان القوة والميزة التنافسية:
اعترف سيوبا بأن السعودية والإمارات تمثلان نقلة نوعية من فيضان القوة والنظرة الثاقبة الإقليمية فشأنهم في ذلك شأن قوى إقليمية أخرى كـ(الصين وقطر وتركيا وجنوب أفريقيا)، مرجحا أن للسعودية ميزة تنافسية وطموحها إلى ما فوق النجوم، منوها أن ذلك مصدر خوف وحذر، ويتوسم خيراً من السعودية وعلى الأفارقة أن يكونوا يقظين لما يدور في محيطهم، موضحاً أن المعسكرات في أفريقيا مصنفة عسكرية واقتصادية ويمكن فهمها عند قراءة نظرية السياسة الدولية: (واقعية، ليبرالية) ، عند اتخاذ القرارات وهلم جرا، مغرا بوجود (قوس قزح) بأفريقيا من العينات الحاملة في طياتها شحنات إيجابية أو سلبية في نفس الوقت، وعلى سبيل المثال: العواطف الإثنية وطريقة معالجة العيش الجماعي من ثقافات متعددة قد تتجول إلى كمينه أو لقضايا أخرى، مؤكداً إن الجهود الإنسانية والعسكرية تتحركان على بيض أو على شوك، مشدداً على ضرورة أن تكون أفريقيا يقظة وحذرة ومتفائلة برجاحة عقل باستحضار كوادر واعية للاستراتيجية الفاعلة من أجل التعاون والشراكة وفقاً لأهداف قصيرة أو بعيدة المدى.

الأحوال والدوافع:
أشار د.محمد اليمني المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية إلى أن السعودية تعيش حالياً أفضل الأحوال، ولها ثقل في منطقة الشرق الأوسط وتبحث عن فتح مشاريع واستثمارات في القارة الأفريقية، معتبراً أن أفريقيا من أغنى القارات في العالم بما تمتلكه من ثروات طبيعية ومناجم للذهب بحكم تواجد الدول المؤثرة في العالم فيها، مثل:(أمريكا _ الصين_ وروسيا)، موضحاً أن لدى السعودية دوافع لتكون أكبر دولة اقتصادية في العالم، متسائلا إلى أي مدى هي مؤهلة لذلك من واقع بنيتها التحتية، ومع استمرار الوقت ستزداد الأهداف لفتح قنوات اتصالية مع جميع الدول بخصوص التطور الاقتصادي السعودي، مضيفا بالقول: إن السعودية تنظر إلى أفريقيا بأنها الوجهة الحقيقية للاقتصاد، وتحتاج إلى بنية تحتية وتعليم وتنمية مستدامة.

الدوامة والإصلاحات:
ودعا اليمني الدول المانحة إلى ضرورة الحرص على تحقيق ضمان إرساء قواعد التنمية الاقتصادية المستدامة ومعالجة أزمة الديون، وتضييق الفجوة التنموية بين الدول النامية والغنية، َ مشدداً على ضرورة التوسع في ضخ الاستثمارات الأجنبية من خلال أدوات المعالجة المبتكرة والمحققة للتنمية الاقتصادية المستدامة بعيداً عن الديون، مشيراً إلى أن هذا ما حرصت عليه السعودية بجعله جزء من برامج الدعم المقدم عبر برنامج صندوق الاستثمارات العامة الذي يمول عدداً من المشروعات في قطاعات الطاقة والتعدين والاتصالات والأغذية بأكثر من (15) مليار ريال سعودي، كاشفا عن أن برنامج الصندوق السعودي للتنمية منذ أربعة عقود قدم (580) قرضاً ومنحة لأكثر من (45) دولة أفريقية بقيمة تتجاوزت (50) مليار ريال سعودي، ويرى أن أهمية شطب ديون الدول الأفريقية ستمكنها من استثمار مواردها المالية وتعزيز تنميتها الاقتصادية، والخروج النهائي من دوامة الديون، مشيراً إلى أن هذا ما تبنته السعودية وحفزت الدائنين على تبني ذلك من أجل تخفيف عبء الديون ودعم الإصلاحات وتشجيع الاستثمار.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.