آخر الليل … بقلم: اسحق احمد فضل الله
الصناعة
ومحجوب في عرس الزين وهو على ظهره أمام دكان الطاهر ود الرواسي ينظر إلى النجوم ويقول بخفوت
> جنا إدريس مطموس
والآخرون .. الذين يرقدون على الرمال معه سمعوا وفهموا وظلوا صامتين
> ومن كان غريباً عنهم/ يقول الطيب صالح/ يدهشه أن كل أحد فهم.. دون كلمة.. وأجاب دون كلمة و..
> وجملة واحدة مثل جملة محجوب نقولها..
> وكسلا تنطلق فيها الآن حمى جديدة.. حمى شراء البيوت..
> وبأسعار مجنونة.. مجنونة جداً
> ووجوه كانت مثلي ومثلك .. تنطلق فجأة وهي تنثر المليارات
> وكل أحد يشعر أن من يشتري هم جهات خلف الحدود
> وأن مخطط ابتلاع شرق السودان يمضي خطوة
> والسودانيون الذين يشترون البيوت يعرفون أنهم يقدمون خدمات لجهة ما
> ولو كنا نرقد أمام دكان الطاهر ود الرواسي لقلنا بخفوت
( لما كانت كتيبة بريطانية تتجه إلى مدينة الكوت العراقية كانت تفاجأ (بقناص) يعطل الكتيبة ويعجزها تماماً
> وجندي عراقي مع الإنجليز ينطلق.. ويعود بعد قليل يحمل رأساً مقطوعة.. وهو يقول في ابتهاج
: آه.. نعم.. أعرف أساليبه جيداً.. فقد كان هو .. أبي!!
> الحكاية في تاريخ (جر تروديل) البريطانية الجاسوس التي حكمت العراق فعلياً
> والحكاية ترسم ما يصل إليه العربي (عراقي.. سوداني.. سعودي) حين ينحدر
> وكثيرون الآن ممن يطلقون العداء على مواقع الشبكة يبتهجون بالمهارة الرائعة عندهم وهم يأتون العدو برأس أبيهم
(2)
> وحرب الاقتصاد الآن
> وصحف أمس تحمل حديث معتز عمن يعملون باجتهاد عارم لتعطيل محاولات الإفلات من المشنقة الاقتصادية
> وبعض الكتاب يقترح جعل المتهمين بالفساد/ وكلهم أغنياء بالطبع/ يطلقون أموالهم في مشروعات!!
> والدولة مخلصة في حرب الخراب الاقتصادي.. وتعالج
> وبعض العلاج هو(تعديل فيضان المال عند أهله ليتجه إلى المزارع بدلاً من أن يتجه إلى البيوت)
> والمجرمون تصبح عقوبتهم هي (الإصلاح المشترك.. لهم وللدولة)
> ومعتز يشكو ممن يمنعون الإصلاح بخبث
> لكن معتز يغفل عمن يدمرون الإصلاح بنية سليمة تماماً
> ومدهش أن الجهتين (من يدمرون الاقتصاد بخبث ومن يدمرون الاقتصاد بالنيات السليمة كلاهما يلتقي في المحاكمات)
> فالمحاكمات تمتد وتمتد
> وأهل الفساد يريدون هذا (لهدف مدهش)
> والدولة المخلصون فيها يمدون المحاكمات ويمدون .. دون أن يفطنوا إلى الرمال التي يغوصون فيها
> ومحجوب الذي يرقد أمام دكان الطاهر ود الرواسي لعله كان يكتفي بأن يقول
> السمكة..!!
> والآخرون يفهمون
> فمن الحكايات أن صيادين اثنين يتنازعان حول سمكة.. وفي المحكمة القاضي (بنية سليمة) يجعل السمكة معروضات.. والمحاكمة تمتد وتمتد
> والسمكة تتعفن
> والمحاكمة تمتد وتمتد
> والسمكة تجف
> والمحاكمة تمتد وتمتد
> والسمكة تتساقط وتذهب
> و..
> محاكمة الفساد عندنا الحرص فيها على العدالة يجعلها تغفل عن استخدام الطرف الآخر للامتداد هذا ليجعل كل شيء يجف وينهار
(3)
> ونحدث عن مخطط يدار في شرق السودان
> وأن المخطط يجعل القبائل في إثيوبيا تقتتل
> وتقتتل دون أن تنهار الدولة.. فالقتال ما يراد منه هو
: نزوح هائل إلى شرق السودان
> نحدث بهذا قبل شهر
> والأسبوع الماضي القبائل تقتتل
> والسبت أمس والجمعة قبله مئات الآلاف يتدفقون إلى شرق السودان
> خطوة.. بعدها خطوات
> خطوات القريب منها هو أن النازح جائع
> والجائع لا يتورع عن جريمة.. مئات الجرائم الآن تنتظر الانفجار
> والبعيد منها هو البقاء في الأرض.. بقاء النازحين هؤلاء ليصبحوا ملاكاً للأرض بحكم الواقع.. الواقع المقصود
> والبقاء لا يعني الأرض فقط.. بل الناس أيضاً
> وكلمة الناس تعني
> الفساد اللذيذ كله
> وصناعة استخدام كل شيء
(القبائل.. الحرب.. المجتمع.. الفساد.. الـ.. الـ)
صناعة نعود إليها
> نعود لأن ما نرسمه ليس أكثر من مقدمة
> مقدمة تقول (لماذا علينا أن نحذر)
> وتقول إن اتهام الدولة بت الكلب يستخدمه البعض ليجعلنا جنوداً في جيش الخنزير
> والمقدمة ما نريده منها هو أن نقول
: ماذا نفعل
> وكيف.. متى .. وأين.