آخر الأخبار
The news is by your side.

ما الفرق بين الممثلة المصرية شيماء سيف ومن ( ردموها)؟ … بقلم: د. اشراقة مصطفى

ما الفرق بين الممثلة المصرية شيماء سيف ومن ( ردموها)؟ … بقلم: د. اشراقة مصطفى

شاهدت المسخ المسمى كوميديا وبالطبع لم يكن هناك اي مضمون فيه. تمثيل بلا هدف وبلا رسالة.
انها ليست المرة الاولى التي عكست مخيلة الآخر عننا هذه الصور؛ عن النساء السودانيات. وبين حقيقتنا والصور النمطية عننا علينا ان نواصل تعريف العالم بنا، حتى بلاد الجوار. واضح ان شيماء ذات معرفة شحيحة بالسودان ولا تعرف عن المرأة السودانية سوى ما قدمته من طمس وتشويه.
لم يزعجني ان اشارت لنا باللون الاسود لان هذه حقيقة ان بلاد الشمس شوحت بشرتنا بعشقها.


الكوميديا فن، فن *تصحيح : 
وعيينا وليس عيبنا.. وليس هدفه الاضحاك فقط ولكن ما تثيره من قضايا مجتمعية تساهم في حركة الوعي بها وعلى هذا يمكننا قراءة ماقدمته.
تابعت اغلبية التعليقات التي استندت على ( ثقافة الردم) الهدامة. وعيينا يسطع في محكات الغضب. الغضب الذي جعل الكثيرات والكثيرين يستخدمون ذات ادوات التمييز الذي رفضوه وطال الامر احيانا شعب بحاله.

اشارات الى شكلها وسمنتها وكثير من التعليقات التي تحمل ذات سموم التمييز وهو تمييز لايختلف عن التمييز الذي نتعرض له بسبب اللون او الشكل او … او… او… الخ من الاسباب المختلقة لتجعل منك آخر منبوذا بسياسة الاقصاء.

كم من الاساءات والتجريح الذي رفضوه انصب عليها وكان بالامكان ان نمارس نقدا بناء ونتحكم في مزالق الغضب المشروع. اتساءل هل هذا الغضب بسبب العمل الكوميدي فارغ المضمون الذي قدمته؟ ام انها صبغت لونها بالاسود ام بؤس مخيلتها عن المرأة السودانية؟
كيف يمكن معالجة ذلك؟!! هل بذات آلياتها التي تنم عن عدم معرفة بالآخر واستنادها على صورتنا المنعكسة في السينما المصرية/ العربية؟ صورة ( الطباخ والبواب السوداني)؟
من المسؤول عن هذه الصور الذهنية؟ اول ما خطر على بالي الغياب الممنهج لوزارة الثقافة وانعدام مؤسساتها نتيجة سنوات الخراب الثلاثين وماقبلها.
ماهي الصورة التي نريد ان نرسخها في ذهن الآخر عننا؟ هل لنا صورة واحدة ام صور تعكس تعدد السودان وتنوعه؟
كيف نتفاعل مع هذه المخيلة؟ كيف نغيرها؟
هناك طرق مختلفة لذلك لكن قطعا ليس من ضمنها استخدام ذات الآليات التي رفضناها بل بسبر اغوار الوعي الذي اجترحته ( المخيلة العربية) عن السودان وشعبه المتنوع.

ليس بالاساءة الى الشعوب كلها ووضعها في سلة بيض واحدة بل بكسبهم عبر مسيرة الاستنارة بكل وسائل المعرفة لنرسخ صورتنا كما هي وهي صور لاتنفصل عن حراك وعينا بالذات والآخر.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.