آخر الأخبار
The news is by your side.

بين صمت رامبو الشاعر وتهريج رامبو الكوز … كاريكاتير وتعليق: عمر دفع الله

بين صمت رامبو الشاعر وتهريج رامبو الكوز … كاريكاتير وتعليق: عمر دفع الله

لا أذكر على وجه التحديد في أي سنة كان ذلك . لكن حدث ذلك في تسعينيات القرن الماضى وكانت هناك مناسبة رياضية عربية في لبنان . كنت أعبر مساءً الميدان الواقع امام مسجد السادات في بيروت متجها الى شارع الكومودور وفجأة تناهى الى اذنى صوت شخص سودانى يجادل مجموعة من اللبنايين حول (قبلة الصلاة ) والاتجاهات وعندما اقتربت منهم تراءى امام عيناي وجه شخص سودانى اعرفه ولا اذكره وبعد التركيز قليلا تذكرته . انه الدكتور كمال شداد . وبعض ان إنفض الجمع تعرفت اليه وواصلت السير معه الى فندق الكومودور حيث كانت تقيم البعثة الرياضية السودانية . وفي الطريق قال لي : ( الجماعة ديل قاعدين يصلوا في الاتجاه الغلط ) . المهم جلست معه نحو نصف الساعة في باحة الاستقبال وكان يجلس قبالتنا يوسف عبدالفتاح ( رامبو ) مع مجموعة من السودانيين بينهم ( حثالة ) من الدبلوماسيين تعرفت على بعضهم وكان المنظر في غاية البشاعة كانت عيونهم تلاحق حسناوات لبنان الغاديات الرائحات من والى الفندق . سألت الدكتور شداد سؤلا كان يفتقر الى الرصانة : ( هسي الحيوان رامبو دا موقعه في الحكومة والتنظيم شنو ؟ قال لي : ( الزول القلتو عليهو حيوان دا يعتبر الرجل رقم عشرين في الدولة السودانية ) ثم اردف شفت السودان وصل الى وين ! ) كان رامبو يتحدث بصوت عالى ليسمع فتيات الاستقبال والحضور انه صاحب موقع كبير في السودان وانه ينتمى الى السادة الجدد في بلاده . خرجت من الفندق ولمعت في ذهنى فجأة العلاقة بين الاسمين . رامبو السودانى الرجل الموغل في الجهل والخيابة والشاعر رامبو الذى ورد في رائعة محمود درويش ( قصيدة حب الى بيروت ) في المكان نفسه مع اختلاف واختلال الزمان والقيم . قلت في نفسى : هذا هو الانحطاط بعينه الذى تحدثت عنه كتب التاريخ ولا حو ولا قوة الا بالله .
————————————–
و تمرّ قنبلة، فندخل حانة في فندق الكومودور
يعجبني كثيرا صمت رامبو
أو رسائله التي نطقت بها إفريقيا
و خسرت كافافي
لماذا
قال لي: لا تترك الاسكندرية باحثا عن غيرها
ووجدت كافكا تحت جلدي نائما
و ملائما لعباءة الكابوس ،و البوليس فينا
ارفعوا عنيّ يدي
ماذا ترى في الأفق؟
أفقا آخرا
هل تعرف القتلى جميعا ؟
و الذيت سيولدون…
سيولدون
تحت الشجر
و سيولدون
تحت المطر
و سيولدون
من الحجر …….. درويش

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.