آخر الأخبار
The news is by your side.

محبة لتلك المشاوير الخضراء … بقلم: خالد عباس الطاهر

محبة لتلك المشاوير الخضراء … بقلم: خالد عباس الطاهر

عربة فورد كانت تقل طلاب كلية التربية قسم الفنون. الي مدينة رشاد بالجبال الشرقية…يتغير الغطاء النباتي….قليلا …قليلا … تهمس الارض خضرة ….في سافناها الفقيرة…..تنطق ….ثم تهتف … وتصرخ عاليا معلنة (قيامة الكلوروفيل) في واحدة اجمل بقاع الارض خضرة وخريف.
كانت الفورد تتهادي الهويني…عابرة سهول ووديان… وآكام كردفان …(لاحقين شنو؟…درب السلامة الحول قريب)…كان رفاق الدفعة يهزمون الملل بالقفشات….الحبكانات….والرجز الخفيف الذي كنت أقوله ونلحنه في الحال ونغنيه جماعة….في محبة عظيمة

يا حبابا
سكتنا بام روابة
يا حبابا
كوستي وام روابة
قمنا نوبة كرنقو
عرب …وفور….وتبوسا
رفعنا (رجل الفولة)
وصلنا بابنوسة
الضعين ونيالا
واي فجة نكوسا
نحن عود الغابة
البعمي عين السوسة

بسم الله الرحمن الرحيم؟؟؟؟ !!!!!! (الجاب الضعين…ونيالا….ورجل الفولة …في سكة رشاد شنو؟؟؟ الله ينعل الشيطان)….انه الحنين يا رفقتي….الحنين لتلك الرحلات التي علمتنا أصعب وامتع مادة ….مادة اسمها (السودان) انسانا ومكان….اذكر ان المقطع كان موقعا علي عجلات قطار الغرب….وذلك في رحلتنا الي جبل…يأتي هذا السهو السردي …ربنا العلاقة المنطقية بين جبل مرة …ورشاد…وهيبان…جمالا وقضية.
المهم…نرجع للموضوع….(ياخي.. لا لا)…يمكن ممارسة قليل من العنف علي الراوي(العنف المني علي اساس السرد)….ههه… إذ انه لن نرجع للموضوع قبل إلاشارة للجلسة الادبية الحميمةفي منزل اسرة (منصور الصويم ) في نيالا والتي استمعت بها ايما استمتاع ( كدة ممكن نرجع الموضوع)
جسد …نحيل…يتهاوي تحت وطأة اللحن …وملابس لا لون لها…لكن رائحة قوية….نفاذة…مطرب…يجيز صوته الهواء الطلق و(لجنة من سكون المكان)

يا بت بلدي
يا الاصلك سوداني
يا بت بلدي…يا…يا…يا

ومع كل (يا….يا….يا) تحس ان هنالك روح ستصعد الي بارئها والان تحديدا…..وإن ملك الموت مشغول جدا ….هو مشغول جدا كعادته!!! المهم في الأمر هكذا استقبلتنا تقلي العباسية ذات مغيرب….وبعدها عينك ماتشوف إلا النور…احد الوفدين الي المنطقة….والمتفرغين تماما..لكهانة باخوس- من الجزيرة- هكذا علمت لاحقا…واقف شبط…و(يا….يا….يا)… الكل يعامله بحب….وقد اعتاد ان يختم كل أغنية له بصيحة عالية (بري….بري) بضم الباء وشد وتفخيم الراء…..وعشان ذهنكم ما يمشي لي بعيد….لم تكن حينها ثورة ديسمبر حتي امشاجا….و(التحية لي بري وثوارها ىفيق).

عباسية بري….لي الفويلة
طاب نزولنا
وشفتا فيها ليلة
رشاداوية سلمتني حيلا
والطرانقيس شلنا فيه شيلة

استرشادا بهذا المقطع…العامر بالحنين…والحكاوي ….اذا سوف نحكي يا رفقة….بري والفويلة…من أحياء مدينة العباسية تقلي…أو تقلي العباسية…واجزم لكم ان لجنة الرحلة من الطلاب…ماتت في الفويلة ….وتحولت إلا كائنات فضائية….واستقر بها المقام في كوكب
(ارقد ياعيش)…بااااع…باااع.
(ارقد ياعيش)….وبعدين ود سنار ده عجيب خلاص….اعني سائق العربة الفورد….انفق جل ما كسبه من اجرة الرحلة…عزايم ل(شرامة)….اعني اللجنة….(اللجنة)….ود سنار صديق للبيئه….يذبح كل امسية (تيسا صغيرا)….ويهزم الليل عوازيم و(خش يا مان…خش يامان ).
و(اللجنة) تنوم …اللجنة تنوم
(نوموا ناس اللجنة ديل)…هكذا صاح الأستاذ المشرف علي الرحله ذات مساء إذ انه وقبل هبوط الكائنات الفضائية….من الفويلة…كان نفر من وجهاء المنطقة وسلطتها المحلية حضورا بمقر اقامة طلاب الرحلة….وتم الترتيب لامسية ثقافية اعتدنا ان نقيمها في الأمسيات..احتفالا وتناغما مع مجتمات المناطق المختلفة..كان الأستاذ مصرا….علي حضور اللجنة حتي يبتدئ الحفل.قدر ما الناس حاولت انو البرنامج إلا انه كان مصرا علي اكتمال العقد واكتمال هيبة الاحتفال…وكان يقتل الانتظار بالمراسيل (امشو جيبو الجماعة ديل)…لكن حينما تهبط الكائنات الفضائية ….تهبط هبوطا مريعا….وتسبح في فضاءات الابد …تجلس علي اسرة من غيم….وتسبح في فوضاها….هكذا حسم الأستاذ المسألة
(عليكم الله…ياناس…نوموا ناس اللجنة ديل)!!!!!!!….في كوكب ارقد يا عيش تتحور الصوائت بسهولة من (باااااع) و(هع….هع) الي (اخخخخخخخ)…..بين شهيق….وشخير.

خروجا من منطقة العباسية تقلي…..وما ادراك ما تقلي العباسية…. وصلنا بعد مقيل ظليل بمنطقة «كرموقية» ذبحنا فيه خروفا دهينا عظيمة…. والله يجازي محنك يا (غناوة) يا صديقي الصيق ( صديقي…لصيقي…اذا فك ريقي)….كيف خروف مافيه كبده!!! وقعا لي بس …كدي وقعا لي….ههههه….اذكر كان مهمتنا في العملية ذبح وسلخ الحروف وتوضيبه….وباقي الشغل علي الدفعة….طهو…وزهو….وأي حاجة تانية عليهم….الاسد الافريقي العظيم The African lion بقر بطن الحروف واستل الكبد ….وقلنا أصبحنا واصبح الملك لله وكان هنالك بقايا مساء….المهم هذا ماحدث…. (حته….حته…الكبدة …قدت)….مباشرة بعد آخر لحظات التلاحم مع الكبدة وشهوتنا للزئير Roaring جاتنا واحدة من بنات الدفعة شايلة صحن فاضي وقالت(قالو ليكم أدونا الكبده)
آآآ….وين يااااااا….مخارجة غناوة من الموضوع انه الخروف ده أصلا مافيهو كبده …نشيل النقطة ذاتو بره لانه (حروف) مافيه كبدة أصلا …قالها باصرار وتعنت….انا ذاتي قربت اصدق لولا شهوة الزئير وطعم الدم بين فكي… قلت ليه اذا الحروف ده مافيه حسنة….مش في الأثر (في كل كبدة رطبة اجر) اها الميتين ده طلع ما عندو كبده أصلا كان نديه(هوك) ونسلخ طوالي!!!!!!
غربة فورد اخري مكتوب علي بابها الخلفي (كانت تسبقنا في مقرح رشاد وكلمة مقرح تعني الطريق الجبلي الوعر ، وصلت العربة الى سوق الجبل وكان قد احتشد الغيم واكتنز ضرع الريح لتمطر بعدها لساعات وساعات السائق من اولاد سنار كان يجزم انه يستطيع تجاوز خور «الطرانقيس»
قال (انا من الله دق صندوقي ده….ما وقفت قدامي موية كدي انزلو لي….بعدها تناول باقة الروزانا بعمق)
والله دق صندوقي…تعني الخلق والتكوين….انه قاموس المهنة….كان يقول لك (صرماطي) انه يحبك (دايرما يدور) قاموس المهنة عظيم وحميم.
قام ود سنار بانزال كل طلاب الدفعة من ظهر العربة…. الذين كانوا يطالبون بالطعام بعد ان فرض الجو نفسه، انا وبعض الزملاء كنا Dutyلذلك اليوم الموكلون باعداد الوجبة…تم اعداد الوجبة بسهولة هذا لان «القرقوش» بعصير الغيم مع قليل من العدس ا رغم قلة الملح ، عربة مكتوب على بابها الخلفي، رشادوية كانت او عابري خور الطرانقيس وسط التصفيق والتشجيع من رواد السوق بعدها شبت العربة الفورد بقيادة ود سنار، من عمق الخور في الحجر الاملس لتكون ثاني اثنين مبشرين بدخول رشاد ،….كيف لا وهي جنة الله في الأرض وحري التبشير بها خاصة في الخريف….عبرنا وبقى عدد من العربات الحكومية ، بالجانب الاخر هذا مباشرة تدفقت المياه من الاعالي واعلن خور الطرانقيس منطقة جبل النوبة منطقة مقفولة….مفتوحة علي هبة الخلق تهتف فيها رشاد وجبالها….جبل السلالم…..جبل اب جن….جبل وجبل….تهتف المجد لبارئ هذا الاعجاز الأخضر….وللغيم الذي يخاصرني….لاحضن أحياء مدينة رشاد….طازبا….القلعة….حي الوشة….الخ….ويسعد احيائها في ملكوت الخضرة

رشاداوية
سلمتني حيلا
والطرانقيس
شلنا فيه شيلة

نواصل
وتتواصل الاشواق

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.