آخر الأخبار
The news is by your side.

خط الاستواء  … بقلم: مكي علي الدرديري  .. نحن امة لا تقرأ

خط الاستواء  … بقلم: مكي علي الدرديري  .. نحن امة لا تقرأ

مما لا شك فيه ان القراءة هي التي توسع مدارك الفكر لدي الانسان و تخلق القدرة علي تحقيق النجاحات المختلفه في ميادينها و تجعل الفرد و المجتمع علي حد سوا علي قدر عال من الرقي و التحضر و التطور ، و بما ان القراءة هي دعامة اساسيه و ركيزة للنهضة نجد انها حظيت بالاهتمام من قبل الشعوب المتحضرة اذ قامت حضارتها عليها و سادت بعلومها و معارفها الامم .

القراءة لها تاثيرها الايجابي علي تغيير واقع الافراد و المجتمعات لانها تفتح لهم افق ارحب و تغذي العقل بما يحتاجه من مواد تنمي فيه المقدرة علي التحليل و الاستنتاج و الابتكار و تضخ فيه قدرا مستحسنا من الوعي،للقراءة مفعولها السحري القوي علي تحويل مجتمعات و امم من واقع مزري الي افاق التطور و الحداثة.

أما في مجتمعاتنا للاسف الشديد ليس للقراءة حظٌ وافرٌ فيه و تكاد تكون نسبة القراءة معدومة تماما اذا ما قورنت بشعوب تستهلك بشكل روتني و يومي مكثف كما و كيفا من الاطنان و القناطير المقنطرة من قراءة الكتب و المراجع و غيرها من المخطوطات الورقيه هذا علي مستوي شعوب كاملة بمختلف طبقاتها و مستويات افرادها التعليميه فهي تقرا بنهم شديد و كانها تتناول وجبات يوميه لسد حاجتها من الجوع العقلي كما اسميها و هذا اكثر ما تخشاه تلك الشعوب ان تجوع يوما جوعا عقليا يحطمها و يمزق وحدتها التي حققتها بوعي استمدته من القراءة التي شكلت واقعها علي افضل ما يكون الحال .

القراءة في مجتمعنا كما اسلفت ليست متوفرة لغياب معيناتها و اولها التجهيل الفطري و المكتسب بسبب التنشئة السياسيه و المجتمعية الفاسدة و ايضا الفقر بكل صوره و باشكاله المختلفه وضع حاجزا في هذا الاتجاه و لعل العقبه الاكبر في هذا الصدد هي التجهيل الفطري الذي سبب حاله من الفطام و الفصام بين القاري و القراءة و ان توفر العامل الاخر متمثلا في وفرة الكتب و ادوات القراءة فلن تنجح هذه العمليه لان الاساس الذي قامت عليها التنشئة السياسيه كان معاديا لها و مبعادا بينه و بينه حتي وقعت بين القاري و القراءة خصومة مستدامة..

و بما ان القراءة هي التي تبني الفرد و المجتمع معا فقد ظللنا و نحن علي هذا الافتقار اليها و فقرنا منها نعيش التخلف بمختلف صوره و اشكاله.. قد يظهر منا من يقرا و من بحض علي القراءة و من يمثل مجتمعا كاملا هو في حقيقته امي لا يقرا الا لماما يمثله البعض منا ممن اختلفت ظروفهم و مسببات تقدمهم عن البقيه الباقيه من مجتمع يرزح تحت خط الجهل.. نعم الجهل فالجهل هو الفقر في اسمي تجلياته.. حتي من لياتي ليمثل مجتمعنا في مجال القراءة يقدم شيئا عظيما في شكله المظهري و لربما يحدث تغييرا الي حد ما بالتحريض علي القراءة و هنا عميقا و وفقا للتنشية السياسيه فان هذه المبادرة النوعيه القويه تجد استثمارا سياسيا مضللا لاعادة نشر الجهل بصورة اقوي من ذي قبل.. ..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.