آخر الأخبار
The news is by your side.

مركب الحضارة حسب وصف مالك بن نبي يتكون من الإنسان والوقت والتراب

مركب الحضارة حسب وصف مالك بن نبي يتكون من الإنسان والوقت والتراب

بقلم: ولاء أمين

هذا المركب هو مفتاح التمكين في الأرض، ذلك أن المجتمع بنيان وليس تكديس للأفراد…فالفرد “الإنسان” العنصر الأول من المركب هو الذي يعول عليه في استخدام بقية العناصر، لذلك نحن بحاجة صناعة الإنسان وذلك يتم من خلال خلق الجوع الفكري الذي دعى إليه القرآن في مواطن عدة ” أفلا يتفكرون، لعلهم يتفكرون”…

الجوع الفكري يجعل المرء يدرك بأن العلم وسيلة تفسير الحياة وطريقة لإدارة عجلتها، ولكنه لا يغني عن الفكر الذي يمنح الإنسان الفهم ويشعره بالمسؤولية تجاه الزمن وحركة التاريخ التي يمر فيها قسراً.. فيقرر أن يمر فيها بإرادته ويصنع لحظته وينهض بأمته، من هنا ندرك بأن التفكر مطلب إلهي وضرورية حضارية لصناعة العنصر الأول وجعله مهيأ لاستخدام بقية العناصر “الوقت والتراب”…

فالوقت الثروة يقول بأن الفرد مسؤول عن لحظته وواجبه أن يستثمرها حتى تصل إليه حقوقه، فالحق لا يصل إلى الإنسان إلا إذا أدى واجبه…فإذا بدأنا بطريق أداء الواجبات ستتحقق حقوقنا، أما إذا لم نؤد واجباتنا، وانتظرنا حقوقنا، فإنها ستبتعد عنا كثيراً، ومن جهة أخرى فإن طريق المطالبة بالحقوق يؤدي إلى التنازع، أما طريق أداء الواجبات فإنه يؤدي إلى التقارب، فيؤثر بعضهم بعضا ويتسابقون في فعل الخيرات…

أما التراب رمزية تنفيذ اجتهادات الإنسان عندما يبلغ النضج ويدرك أن العلم والتفكر هو سبيل عمارة الكون وحينها تستقيم حياة البشرية وتحقق مراد المشروع الإسلامي وهو الرشد “لعلهم يرشدون”.

مركب الحضارة الذي تحدث عنه مالك بن نبي يشق لنا طريق توجيه الثروة البشرية للأمة، ثروة الشباب تحديداً…المركب الحضاري عندما يتكون بعناية يحرر أفكارنا المجردة ” كالخلافة، التمكين، عمارة الأرض” ويحولها إلى مفاهيم واضحة تكون منظومة إجرائية قابلة للتنفيذ في شتى مناحي الحياة.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.