حالة مجنونة  … بقلم: د. اشراقة مصطفى

تفتقدك تلك المنضدة الضاجة بالذكريات
نوافير الأغنيات التي فاضت في المكان
تفتقدك جنون تلك اللحظة
وقهقهات الفرح
ورائحة الباذنجان
ولهفة عصافيري لقطعة خبز مبلولة بريقك الحلو

افتقد ضفتي ظهرك مطوقة بقصائدي العشرة
وحنينها مليون مربع على النهر
افتقد صوتك يتهدج حنية وشجن
وضجيج النحل، قبل ان تحلق فراشات مجنونة
من مسامنا المتعرقة بالشوق واللهفة وهدير الطبول

افتقد انفعالك
نزع ثيابك من دولابنا
ووضعها بغضب على حقيبة الرحيل

و تعاركنا
والوسائد وقطرات عرقك تشهد
لم يبالي قلبي
نزعت مخاوفي
ورقصتي الفاتنة
امتصت غضبك العاصف
وهمد انفعالك
واشتعلت طبولي
ورقصة الحياة

كنت شهيا
شقيا
وكل سناجب الأرض تلاعب الطفل الذي ولدته فيك
افتقد ضجيج وجهك ورجفة شفتيك تناديني: ايتها الطفلة الحلوة
افتقدك الآن
وأحن الى تلك الأقمار
والشموس تحت جلدك

تفقدك معي كل النساء اللآتي تلج ابوابهن حين نتخاصم
وصوتي يطوق ليلك البعيد مدندنة:
امرأة انا في كل النساء
فلتحبك من تحبك
ولكنك تعرف باني وحدي اكون لك الحبيبة والوطن.