آخر الأخبار
The news is by your side.

يقظة فكر … بقلم: د. ولاء أمين  … تحكيم “الله” وتحكيم “القوة”

يقظة فكر … بقلم: د. ولاء أمين  … تحكيم “الله” وتحكيم “القوة”

لعل أول سؤال يواجهه المرء عند مقابلة أشخاص من ديانات أخرى… سؤال أخبرنا عن الإسلام ثم يليه عدة اسئلة متعلقة بالجدل الذي يُثار عالمياً حول الإسلام، هنا يقع المرء في حيرة هل أخبرهم عن قواعد الإسلام الخمس “أركان الإسلام” أم عن الإسلام بوصفه دين قادر على تنمية الفرد روحياً وإكسابه مناعة روحية تؤهله لخوض غمار الحياة واكتشافها ومواجهة تحديات…تحدي مواجهة حاكم مستبد مثلاً؟!

ثم يقرر أن قواعد الإسلام الخمس قادرة على صنع مسلم “عابد” وغير قادرة على صنع مسلم “فاعل”…المسلم الأول الذي وصفه الله عزوجل بالخليفة، في تصوري أن أفضل طريقة لتعريف الناس بالإسلام هو إخبارهم عن القضايا الكبرى والأفكار الكبرى التي تحدث عنها الإسلام.

التي تمكن تخليصها في ثلاثة أفكار كبرى وهي: مسؤولية المسلم في الأرض وعلاقته بها، علاقة المسلم بالآخر باعتبار الآخر إنسان له حقوق وعليه واجبات، علاقة المسلم بالخلاف… بمعنى كيف يدير خلافاته في الحياة وكيف يعود للنبع الأول “القرآن والسنة” لتشكيل منظومة فكرية تحميه من إضاعة نفسه وروحه وجهده في سراب مسمى بالخلاف، هذه الأفكار كفيلة بجعل المسلم يدرك دوره في الحياة وتصنع المسلم “الفاعل، الخليفة” الذي يمارس تجربة الحياة في مجتمعه بشكل عملي وتُنهي وجود المسلم “العابد” الذي يعيش في كتب الفقه مدققاً في أحكام الصلاة وباحثاً عن أحكام الصيام وتفاصيل الحج…

الأحكام هذه على الرغم من أن إيمان الفرد لا يكتمل إلا بها…إلا أنها لا تصلح أن تكون تعريفية للدين الإسلامي، فالدين الإسلامي دين حي…يشتبك مع حياة الناس ويتعامل مع واقعهم ويعملهم معنى تحكيم “الله” في كل تفاصيل الحياة وعدم تحكيم “القوة” أياً كانت هذه القوة…قوة سلطة أو قوة ثقافة غالبة…خلاصة القول الإسلام دين إحياء الضمائر وإنهاء الوصاية على المصائر…الدين بهذا المفهوم لا يمكن أن يدركه الناس من خلال تعريفهم بالشعائر والعبادات…بل عبر تعريفهم بالأفكار والمعتقدات.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.