آخر الأخبار
The news is by your side.

يا عبد الحي إتق الله  … بقلم: عبدالإله زمراوي

يا عبد الحي إتق الله  … بقلم: عبدالإله زمراوي

أمس في خطبة الجمعة اظهر عبدالحي يوسف غضبه العارم من حكومة الثورة وتناول الوزيرة ولاء البوشي وشن هجوماً على دوري كرة القدم النسائية الذي انطلق قبل ايّام في الخرطوم…

عبدالحي يوسف إتق الله في دينك ومواقفك المتخاذلة واصطفافك دائماً وأبداً مع أعداء الشعب السوداني الذي كان يتوسم فيك خيراً فاخترت الأرض تركُن اليها.

لقد خلطت كثيراً بين الدعوة لدين الله والسياسة فافتضح أمرُك وعُرف مكمن وجهتك؛ لأنك ما قمت بالدعوة كما يجب ان تُقام.

قد نعلمُ انك جئت فقيراً من أبوظبي التي أبعدتك الى السودان في أوائل التسعينيات والآن تمتلك ثروة لا يحظى بها حتى اساتذة الجامعات والأطباء والمحامون وبقية علماء الدين مثلك. قرأتُ انّك في اكثر من عشرة مجالس ادارات في السودان ولك مسجدٌ فخيم لا تجد مثيلاً له في السودان. قد يبدو انك تقاضيت أجراً مقابل الدعوة لله وأنت تُسمِّع (تسميع) الأحاديث النبوية كما يفعل علماء السلطان في السعودية الذين نشاهدهم في الفضائيات كعائض القرني النجدي والسديس والعريفي الذين ما ناصحوا أميراً لا سراً ولا جهراً.

لم نجد لك بحثاً او كتاباً ترفد به المكتبة السودانية سوى كتبٍ بسيطة يستطيع اَي شخص كتابتها ونشرها من الإنترنت لان محتوياتها معروفة يمكن الحصول عليها بزرة واحدة في محركات البحث. لم نجد لك شيئاً يُضاف لديننا الفطري سوى حديث عدم الخروج على الحاكم الذي فنّده الكثير من العلماء كطارق السويدي وغيره. وانت تُفتي كثيراً فكيف بالله لا تقتدي بالسلف الصالح الذي تُقدسه ؛وهم يهربون من الفُتيا والفتاوى ولك عشرات الفتاوى المُسجّلة والمنشورة في كل شاردة وواردة؟

يا عبد الحي: إتق الله واسمع مني: لقد صرتَ من الذين تم وُضعهم تحت رادار هذا الشعب الطيب المتدين فطرة وأصبحت عدواً له وكأنك جنجويدي. لقد جئت الينا بدين معظمه شعائري يحفظه كل اهل السودان ووقفت عنده ولم تلتفت البتة لهذا الفقر الذي مشى بين الناس بسبب الطاغية عمر البشير الذي كنت تلتقيه وتجلس في حضرته وتدعوه لعقد قران ليكون وكيلاً ونسيت مناصحته علانية كما كان يفعل الأنقياء الدُعاة الربانيون امام السلاطين كالشيخ كشك وغيره. لقد قلت بانك همست في أذني القاتل السفّاح مغبة سفك الدماء فكيف نعرف انك ناصحته وفي ما ناصحته. يا عبد الحي انت تعلم بان شعب السودان يُضرب بهم المثل في الإستقامة والشهامة والكرم وهذه هي مكارم الأخلاق التي يدعوا بها ديننا الحنيف فلماذا لم تقُم مناصحاً عندما كانت المناصحة واجبة..

يا عبدالحي لقد صرت غير مُرحّب بك البتة في كل قرى ومدن السودان؛ وكانت سنار الباسلة قد اسمعتك ما كنت تخشاه هتف المئات بهتافات ما هتفوها ضد البشير وحميدتي فخرج رهطك متسللين من المسجد في رعاية أفراد الدعم السريع. قلتُ لنفسي بعد هذا الحادث المُهين لعلك عرفت الان سر هذا المقت والبغض الكبيرين وتوقعت ان تؤوب للحق المبين ولكنك لم ترعوي ابداً حيث ما زلت تردد ما كنت تقوله قبل الإطاحة بسفاح السودان..

لا بد ان تسمع مني وبالوضوح والشفافية وضرورة التناصح بين ابناء الشعب ؛ لقد صار الشعب السوداني لا يطيق رؤية صورتك بنفس القدر الذي يكرهون رؤية صور أعدائه الكيزان ودعمهم السريع السفّاح.

انت رجل دين كما تقول وهذا هو مهنتك بجانب التدريس في بعض الجامعات التي أنشأها الكيزان على عجل؛ إذاً من أين لك بالبيت الواسع والسيارة الرباعية التي تنهب الأرض نهباً والمسجد الزاهي الجميل؟ كيف بالله طاوعتك نفسك ان تأخذ ثمناً من هذا الدين الذي أمر الله نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام بالقول:

بِسْم الله الرحمن الرحيم

قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ.

لقد أغضبت هذا الشعب كثيراً واخشى ان يأتي يومٌ لا تجد فيه مصلياً واحداً في مسجدك الجميل هذا يستمع إليك. لقد فقت البرهان وحميدتي والبشير في جلب الكراهية والمقت لنفسك فأتق الله في دينك وفتاويك ومواقفك من هذا الشعب الكريم. عَقِب كل غضب عارم ومقتلة ودماء تأتي ترمي بكلمات رمادية لا يقولها شخص لا دين له لأنك تصطف في جانب الباطل. لقد كشف الله سريرتك تماماً وعرف من كانوا يسمعونك انك مجرد سياسي تختبيء وراء الدعوة الدينية وفشلت تماماً في تليين مواقفك العجيبة في كل مرة يتوقع فيها الشعب عالماً ربانياً صادحاً بالحق امام سلطان جائر قتل اكثر من ثلاثمائة ألفاً من المؤمنين وفاق الحجاج بن يوسف الثقفي والتتار وانت تهمس في أذنيه كما ادعيت بان يراعي حرمة الدماء.

والآن بعد مجزرة القيادة البربرية؛ اخترت الوقوف الرمادي. لقد كنت قريباً من الحق جداً ليتك صدحت بآيات الله في قتل المؤمن وحرمة الشهر لاعناً سفاكي الدماء في الشهر المعظم رمضان الكريم. لم تقدم شيئاً يواسينا كالصلاة على شهداء شعبنا ولم تقدم زيارة واحدة للمقابر. مجزرة القيادة ضد شعبنا الذي بُشِّع به وبتشفٍ وصل لقتل واصطياد الشباب وقتل الاطفال وترويع الشيوخ والرمي بالشهداء في نهر النيل كما كان يفعل فرعون موسى في بني اسرائيل…

يا عبد الحي إتق الله..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.