آخر الأخبار
The news is by your side.

مناظير … بقلم: زهير السراج  .. حكومة حمدوك !!

مناظير … بقلم: زهير السراج  .. حكومة حمدوك !!

* من السذاجة والغباء أن يعتقد (حمدوك) وحكومته أن التأييد الشعبي الكبير الذى يجدوه وعبارات الغزل والإعجاب التي يسمعونها الان، ستظل باقية الى الابد لو ظلوا ينتهجون نفس الطريقة التي يتعاملون بها الآن مع واجباتهم من بطء وتهاون وغموض بل وخداع !!

* مضى أكثر من شهرين على تعيين الدكتور (حمدوك) ولم يتفضل علينا حتى اليوم ببرنامج حكومته للثلاثة اشهر او الستة الاشهر الاولى حتى يعرف الناس كيف تفكر، وماذا ستفعل، وكيف تدير الشأن العام والأهداف المنشودة، حتى يقولوا رأيهم ويساعدوها ويراقبوا أداءها ويتأكدوا من حسن سيرها ويحاسبوها، أما أن تظل مجرد حكومة مظهرية بدون برنامج واهداف واضحة للناس، تفعل ما بدا لها ولا يعلم أحد ماذا تفعل أو كيف تفكر، اعتماداً على التأييد الشعبي الذى تحظى به، فهو أمر لن يقودها لشيء سوى الفشل!!

* إن وجود برنامج واضح واهداف واضحة ليس فقط لكى يعرف الناس ويقدموا المساعدة المطلوبة ويقوّموا الاداء، ولكن لكى يكون الطريق واضحا امام الحكومة نفسها، لترى ماذا تفعل واين تخطئ وكيف تصحح اخطاءها، حتى يتحقق لها النجاح المطلوب، وهو ما يجب ان تفعله أي حكومة او صاحب عمل أو طالب أو أي شخص آخر يسعى للنجاح!!

* لقد ظل رئيس الوزراء يكرر الاحاديث الوردية عن السلام والتنمية وإعادة الهيكلة والانفتاح على الاعلام، ولم نقرأ أو نرَ او نسمع حتى الآن عن برنامج واضح لتحقيق ذلك، وإنما نسمع من فترة لأخرى بعض قرارات أو لقاءات شخصية بدون وجود خطة او برنامج عمل واضح يقف وراء تلك القرارات واللقاءات، وإذا كان هنالك وجود لمثل هذا البرنامج فلم يسمع به أحد، وكان يجب على الحكومة ان تطلع عليه الرأي العام، على الأقل لمتابعة ما يحدث بوعى وفهم ومسؤولية، بدلا عن الوقوع فريسة للتكهنات والتقديرات الشخصية !!

* تحدث (حمدوك) عشرات المرات عن الانفتاح على الاعلام، ولكننا لم نر سوى طريق واحد لهذا الانفتاح وهو الذى يؤدى لنقل احاديثه وآرائه بدون الاستماع لوجهة النظر الأخرى، وهو نفس ما كان يحدث في العهد البائد وأفضى الى السقوط، بل حتى الاعلام الذى يسعى لنقل أحاديث وأخبار رئيس الحكومة كان مصيره الضرب والاعتداء كما حدث للزميلين الكبيرين (احمد يونس وشوقي عبدالعزيز في مطار الخرطوم) من الحاشية الجاهلة او الفاسدة التي يحيط بها رئيس الوزراء نفسه، والسلوك العشوائي الذى يتعامل به أو وزير اعلامه مع قضايا الاعلام بدون وجود خطة او برنامج واضح !!

* وزارة المالية تعقد مؤتمرا اقتصاديا في غاية الاهمية يناقش مستقبل الاقتصاد السوداني ويشارك فيه رئيس الوزراء، تشرف على تنظيمه وتقديم معظم الأوراق فيه شخصيات معروفة بانتمائها لأمانة رجال الاعمال في حزب المؤتمر الوطني والنظام الفاسد الذى أسقطه الشعب، ولقد تعمدوا السرية المطلقة في التخطيط للمؤتمر واقصاء أصحاب الخبرة الاقتصادية الواسعة وتهميش الرأي العام والاعلام الذى لم يسمع به إلا من النشرة التي اصدرتها السفارة البريطانية، ولا يدرى أحد ما هو الهدف، وما إذا كانت وزارة المالية تابعة للنظام السابق، او ملكية خاصة لوزيرها يفعل بها ما يشاء !!

* وزير الطاقة يعين أصدقاءه وأعضاء حزبه في لجان حكومية، ويعين أشخاصا في مناصب رفيعة تدور حولهم شبهات فساد كثيفة وكانوا جزءا من النظام البائد، بل هو نفسه كان جزءا من النظام السابق وتثور حوله الكثير من الاتهامات، ورغم ذلك لا يكلف نفسه عبء الرد وكأنه (إله)، فيسهم بدون ان يدرى في نشر الاتهامات والأقاويل ويضعف ثقة الرأي العام فيه وفى الحكومة .. كما يمارس نفس السلوك وزراء آخرون وأشير هنا إلى رد وزير الاعلام على الانتقادات التي وجهت إليه سابقا في قروب واتساب، بدلا عن الرد في الفضاء المفتوح، فإذا كان وزير الاعلام نفسه يفعل ذلك، فماذا ننتظر من الآخرين؟!

* كل ذلك وغيره من أخطاء وممارسات غريبة وبطء وضعف حكومي، سببه غياب البرنامج والخطة والاهداف والغموض والمحسوبية والاستعلاء على الرأي العام وهى نفس الأدوات الفاشلة التي كان يستخدمها النظام البائد .. ولو استمر الحال على هذه الطريقة، فقريبا جدا ستسمع حكومة حمدوك عبارات الهجاء والشتائم، بدلا عن قصائد الغزل وكلمات الاطراء، وستسقط في الوحل غير مأسوف عليها !!

 

الجريدة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.