آخر الأخبار
The news is by your side.

مناظير  … بقلم: زهير السراج  .. إلى متى نسترخص أنفسنا ؟!

مناظير  … بقلم: زهير السراج  .. إلى متى نسترخص أنفسنا ؟!

* تخيلوا .. رئيس مجلس السيادة الذى هو رأس الدولة السودانية ورمز الدولة السودانية، يفرش البساط الأحمر ويفتح أبوابه لاستضافة مدير شركة عربية، مجرد مدير شركة .. وليس وزيرا أو حتى نائب وزير أو وكيل وزارة، وحدث ذلك بمظاهر بروتوكولية ضخمة نقلتها كل أجهزة الإعلام !!

* ولم يكن (البرهان) وحده هو الذى فرش البساط الأحمر لهذا المدير، وإنما فعل نفس الشيء رئيس الحكومة السودانية، الذى بذل كل الوعود بلا تحفظ لتذليل كل العقبات التي تقف أمام الشركة لتوسيع استثماراتها في البلاد .. وليتها كانت استثمارات حقيقية لوجدنا العذر لكل هذه الحفاوة البروتوكولية من اكبر رأسين في البلد لمجرد مدير شركة .. ولكنها (استغفالات) واستغلال مريع لموارد السودان !!

* هذه الشركة أيها السادة، هي (شركة الراجحي السعودية) التي تحتكر أكثر من ربع مليون فدان في أراضي الشمالية الخصبة بعقد إيجار بخس (اقل من نصف دولار للفدان في العام) لمدة 99 عاما، ولا تستغل سوى اثنى عشر ألف فدان فقط، وتحرم المستثمرين الحقيقين منها، وتستنزف المياه الجوفية في شمال السودان وتدمير مستقبل الأجيال القادمة !!

* الغرض من زيارة أكبر مسؤولين في السودان معروف بالطبع .. وهو أن يحنى بقية المسؤولين السودانيين رؤوسهم للشركة ويعطوها ما تريد وقتما ما تريد بدون أن يجرؤ أحد أن يقول لها لا .. بالإضافة الى قطع الطريق أمام أي محاولة لمراجعة العقود المهينة التي منحها لها النظام البائد، وإدخال تعديلات جوهرية عليها تصب في مصلحة البلاد والعباد .. !!

* إليكم فقرة قصيرة من مذكرة رفعها مواطنو الولاية الشمالية لمجلس السيادة قبل عشرة ايام توضيحا للحقائق الغائبة عن الاستثمار العربي الوهمي في الولاية الشمالية الذى لا يستفيد منه السودان، ولا مواطن السودان، ولا سكان المنطقة بأي شيء .. ولا حتى مركز صحى أو محطة كهرباء صغيرة (مولد كهرباء) أو طريق قصير مسفلت .. أو أي شيء آخر !!

* “الأوطان تدرك الاستقرار والازدهار فقط عندما يكون إنسانها هو المستهدف بأي تنمية والمحور الذى تدور حوله. والدولة لا يستقيم أمرها أبداً إلا بصون حقوقها المكتسبة عبر التاريخ. أما أن تضرب الدولة هذه الحقائق بعرض الحائط تحت مزاعم شتى أو لأغراض تخدم سلطانها ، فتلك هي الخيانة الموجبة للقصاص”.

* “لقد عمدت الدولة ممثلة في رئيسها المخلوع إلي سلب الولاية الشمالية من كل الموارد التي كان يمكن أن تحقق الرفاهية والاستقرار إن أُحسن استخدامها، واصدر قرارات رئاسية متتالية سلب بها الأرض والمال والتاريخ على نحو وطد في نفوسنا قناعة بأن هناك مؤامرة محكمة التدبير تهدف لإفراغ المنطقة من إنسانها وعزله من عمقه التاريخي! فما أصابنا من جراء تلك المؤامرة أن سُلبت أراضينا التي كنا نعول عليها لإحداث طفرة تنموية حقيقية ومستدامة بقرارات رئاسية منحت الأرض للغرباء بعقود تمتد لـ 99 سنة. عقود هي للبيع أقرب منها للاستثمار المفتري عليه. منح المخلوع تلك الأرض للأجانب بتلك الكيفية تفصح فقط عن خيانةٍ وطنيةٍ تسمح لهؤلاء الأجانب التحكم في مصير المنطقة برمتها، والعبث بمستقبلها ومستقبل أجيالها المتعاقبة” انتهى.

* أرفق المواطنون مع المذكرة عدة مطالب بإلغاء القرارات المجحفة وتصحيح الأوضاع، سأتطرق إليها في مقالات قادمة إن شاء الله لخطورة الموضوع على مستقبل السودان .. وبدلا من دراسة المذكرة يستقبل رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء مدير الشركة، ويعدوه بتذليل كل العقبات لتوسيع استثماراته في السودان أو بالأصح (مستعمراته) في السودان !!

* دعونا من الاستثمار .. ولنحصر الحديث في السيادة وقواعد البروتوكول .. (لو طلب مدير أكبر شركة سودانية لقاء وزير سعودي، دعك من الملك أو ولى العهد، هل سيستقبله الوزير، ولو استقبله هل سيفعل ذلك بكل هذه الحفاوة البروتوكولية التي حظى بها مدير الشركة السعودية في السودان؟) .. إلى متى نظل نسترخص ونهين أنفسنا ؟!

 

الجريدة

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.