آخر الأخبار
The news is by your side.

ليفربول الذي يتطلع لسد الفجوة مع مانشيستر سيتي بالتتويج بالدرع الخيرية … بقلم: قور مشوب

ليفربول الذي يتطلع لسد الفجوة مع مانشيستر سيتي بالتتويج بالدرع الخيرية … بقلم: قور مشوب

الصورة المرسومة في أذهان الناس عن كأس الدرع الخيرية بأنها تمهيد لإنطلاقة الموسم الكروي الجديد في إنجلترا، لعودة مسابقات الدوري الإنجليزي الممتاز، كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، كأس الإتحاد الإنجليزي، وبأنها مجرد مباراة ودية، ربما، لا تزال قائمة.

لكن، الأمر ربما يكون مختلفاً هذه المرة مقارنةً بالمرات السابقة بالنسبة إلى مانشيستر سيتي وليفربول، طرفي مباراة الكأس، خصوصاً الأخير.

الكأس التي لا تحظى بالإعتراف والإهتمام

الحقيقة ان هناك قطاع عريض في إنجلترا، ينظر إلى الدرع الخيرية على انه إضاعة للوقت، إذ يتشارك في هذه الرؤية وسائل الإعلام، إدارات الأندية، المدراء الفنيون، والجماهير، حيث ينظرون إليه بشيء من التقليل، عدم الإحترام والإعتراف، والإهتمام.

الكثيرون يفضلون الحصول على أسبوع آخر من الراحة والإستمتاع به قبل إنطلاقة البريمير ليغ بدلاً عن متابعة مباراة الكأس، طالما لن تُحظى بالإهتمام والمتابعة، يتم الإعتراف بها، وإحتسابها من ضمن البطولات الكبرى التي توج بها الفريق من قبل الكثيرون.

هذه الرؤية، يتشاركها، حالياً، بيب غوارديولا ويورغن كلوب، المديران الفنيان لفريقي مانشيستر سيتي وليفربول، على التوالي.

لكن، ثمة الكثير من الأشياء التي تجعل هذه النسخة من الكأس مختلفة، فهذه هي المرة الأولى، منذ تسعة أعوام، التي يلتقي فيها بطل البريمير ليغ ووصيفه.

لماذا نحن هنا؟

ليفربول لعب الكثير من المباريات خلال جولته التحضيرية إستعداداً للموسم الجديد، إذ لعب ضد كلٍ من ترانمير روفرز، برادفورد سيتي، بروسيا دورتموند، إشبيلية، سبورتينغ لشبونة، نابولي، وليون.

في هذه المباريات، جاءت نتائج الفريق متباينة ومتفاوتة. مع ذلك، فإن هذه المباريات لا يمكن إعتبارها معياراً للوقوف على حقيقة ليفربول، إطلاقاً، خصوصاً مع مواجهته لمانشيستر سيتي، اليوم، ورفض كلوب الإعتراف بنتائج هذه المباريات الودية.

لهذا، فإن الدرع الخيرية تعني الكثير بالنسبة لفريق ليفربول، إذ تعتبر إختباراً حقيقياً لمعرفة مدى نجاح أو فشل تحضيراته للموسم الكروي الجديد، تحقيقه للفائدة من عدمها من جولاته التحضيرية، الوقوف على مدى جاهزيته وإستعداده لتقديم موسم آخر قوي والمنافسة على التتويج بلقب البريمير ليغ، صحة وجهة نظر كلوب بعدم تدعيم صفوف الفريق بشكلٍ قوي، قدرة كلوب على اللعب بدون صلاح وفيرمينو وماني، ونجاحه في معالجة السبب الذي جعله يفشل في التتويج بالبريمير ليغ في الموسم الماضي.

ليست مضيعة للوقت

لا بد ان كلوب، ربما، يحتاج إلى تغيير نظرته لكأس الدرع الخيرية، اليوم، من إعتبارها مجرد مباراة ودية إلى مباراة كأس لا بد من الفوز بها، فالتتويج بها سيعني الكثير له ولفريقه قبل إنطلاقة البريمير ليغ، في الأسبوع المقبل، خصوصاً مع مواجهته لمانشيستر سيتي فيها.

فقط، لتُدرك ما تعنيه كأس الدرع الخيرية بالنسبة لفريق ليفربول، فإن هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها إلى النهائي منذ تتويجه بلقبها في عام 2006، يأتي في المركز الثالث في قائمة أكثر الأندية تتويجاً بها بعد آرسنال ومانشيستر يونايتد، ويحتاج للتتويج بلقبها لرفع عدد مرات تتويجه بها، ولتقليص الفارق وسد الفجوة مع مانشيستر سيتي.

التتويج بالدرع الخيرية سيعطي ليفربول الثقة، الدافع، القدرة على التغلب على مانشيستر سيتي وإمكانية خطف لقب البريمير ليغ منه، كما سيعطيه دفعة معنوية هائلة لبداية الموسم بشكلٍ قوي.

الفجوة التي يجب سدها

مؤكد ان التتويج باللقب سيعطي إنطباع أولي للكثيرون عن حقيقة مانشيستر سيتي وليفربول قبل إنطلاقة البريمير ليغ، في الأسبوع المقبل، ويلعب دوراً كبيراً في سد الفجوة الكبيرة بينهما بالقياس على الطريقة التي إنتهى عليها الموسم الماضي.

قبل إنطلاقة الموسم الماضي، كانت الفجوة بين الفريقين، صغيرة للغاية، إذ إنتهى الموسم بتتويج سيتي بلقب البريمير ليغ بفارق نقطة واحدة، فقط، عن ليفربول. الآن، أصبحت تلك الفجوة أصغر مقارنةً بما كان عليه الوضع بين الفريقين في الموسم الماضي.

مع ذلك، فإن ليفربول سيواجه تحدياً كبيراً من أجل الفوز على سيتي، اليوم. كلوب أشار إلى ذلك، مرتين هذا الأسبوع، عندما تحدث عن إنفاق فريق غوارديولا، وهو ما يُثقل كاهل الجميع في ليفربول بعدما أصبح سيتي يفوقهم مالياً منذ إيلولة ملكيته للإماراتيين.

لهذا، فإن ليفربول سيحتاج إلى التحسن أكثر في الموسم الجديد إذا أراد التفوق على سيتي والتتويج بلقب البريمير ليغ، فخسارته اللقب في الموسم الماضي بفارق نقطة واحدة فقط تجعله مطالباً بتقديم أفضل مستوياته وعدم التفريط في النقاط.

ليفربول لم يخسر إلا مباراة واحدة، فقط، في البريمير ليغ في الموسم الماضي، وقد ذهب اللقب لصالح سيتي في النهاية. ذلك حدث، بسبب تعادله في سبعة مباريات وهو أمر سيتطلب منه التحسن، عدم التفريط في النقاط، إيجاد بدلاء لصلاح وماني وفيرمينو، لأن هذا لعب دوراً كبيراً في فشله بالتتويج باللقب.

إنهاء البريمير ليغ بـ97 نقطة كان سيُعتبر إنجازاً ويقود ليفربول للتتويج باللقب في موسم آخر غير الموسم الماضي، بالتأكيد. لذا، فإنه سيكون على كلوب البناء على هذا الإنجاز، العمل على معالجة أماكن الخلل والضعف، تقوية فريقه، إيجاد حلول أخرى ناجعة في الموسم الجديد، وتوفير بدائل في المستوى لأهم وأبرز لاعبيه من أجل خطف لقب البريمير ليغ من سيتي.

التحدي

التتويج بلقب كأس الدرع الخيرية سيسمح للجميع لتكوين صورة أولية من أجل معرفة قدرته من عدمها على التتويج بلقب البريمير ليغ هذا الموسم، فكلوب يُؤكد، مراراً وتكراراً، جاهزية فريقه وعدم حاجته لتدعيمه بقوة والتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين هذا الصيف.

هناك بديهية في كرة القدم، وهي انه لا يجب أن تقف مكتوف الأيدي أبداً، لأنك تسير إلى الأمام وليس إلى الخلف. هذا، بشكلٍ أو بآخر، هو ما يحتاج كلوب إلى معرفته، فإستعادة خدمات تشامبرلين لا تكتفي إطلاقاً، إذ يحتاج إلى محاولة تطوير فريقه، إستخراج الأفضل من نابي كيتا، رفع مستوى زملاء فان دايك في الدفاع، ومحاولة إستخراج أداء أفضل من الموسم الماضي من المجموعة بأكملها.

الحقيقة ان كلوب، بخلاف كل ذلك، يحتاج إلى إيجاد خطط بديلة للاعبين مثل أليسون، فان دايك، صلح، ماني، فيرمينو، أنولد، وروبيرتسون، تحسباً لظروف الإصابة أو الإيقاف، فالفريق لن يتحمل غياب أي لاعب من هؤلاء لفترةً طويلة، فأي غياب سيتسبب في مشاكل جمة.

بعض هذه المشاكل، سيكون على كلوب مواجهتها والتغلب عليها بدايةً من اليوم، فالسيتي كان، ولا يزال كذلك، هو خصمه ومنافسه على التتويج بلقب البريمير ليغ في الموسم الجديد، كما ان هذه المشاكل كانت من ضمن التحديات التي واجهها في الموسم الماضي ومنعته من التتويج باللقب.

لهذا، فإن كأس الدرع الخيرية ستكون التحدي والإختبار المناسب لكلوب ليقف فيه على الكثير من الأشياء بخصوص فريقه، ما يتطلب منه الإهتمام بها بشكلٍ أكبر وإعتبارها نهائي لبطولةً كبرى وليست مباراة ودية.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.