آخر الأخبار
The news is by your side.

لأجل الكلمة … بقلم: لينا يعقوب   .. البدء من أديس

لأجل الكلمة … بقلم: لينا يعقوب   .. البدء من أديس

في إحدى فنادق أديس أبابا، بشَّر السفير السوداني أنس الجيلاني، بتطور نوعيٍّ قد يحدث في علاقات السودان وأثيوبيا، بعد زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك في العاشر من أكتوبر المقبل. حمدوك مكث في “الزهرة الجديدة” التي قلَّت خضرتها وارتفع عمرانها وزادت استثماراتها وتطور اقتصادها، فأصبحت مدينةً بألف وجه، مُعايشًا كل ذلك خلال سنواتٍ طويلة، فتأثر بما شاهد، وبات أحرص من غيره، على نقل التجارب وتعزيز العلائق وزيادة المكاسب وتحويل المصالح إلى أرقام.   هناك في نيويورك أجرى رئيس الوزراء، لقاءات مثمرة ومفيدة وفريدة، التقى خلالها عددًا من الرؤساء والوزراء، ولم يكن مهمًا أن يعود بحقيبة مليئة بالنقود، إنما بالأمل الجاد والوعود.
ومن هناك غادر إلى العاصمة الفرنسية باريس، في محاولة منه لإكمال عملية السلام مع الأطراف المتمنعة، وتلبيةً لدعوة من نظيره الفرنسي الذي قدم دعمًا للسودان عبر وزير خارجيته بمبلغ 60 مليون يورو.
وها هو سيعود إلى أديس أبابا في زيارة مهمة، إذ التقى رئيس الوزراء آبي أحمد، قبل تسلم منصبه وحضوره إلى الخرطوم بصورة رسمية. كل تلك اللقاءات والزيارات التي أجراها ويجريها حمدوك تحمل تمهيدًا جيدًا لما هو آت، غير أن الوضع مع أثيوبيا يختلف.
فالأرضية مهيئة والأساس بين البلدين متين، لكن بقدر ما يحيطهما من حب ووشائج، يراودهما عجز اقتصادي في تحقيق تكامل بإمكانه خلق واقع اقتصادي أفضل لمواطني البلدين. تنشيط التجارة والزراعة وافتتاح البنوك الأثيوبية في الخرطوم، تدشين المنطفة الحرة، تأهيل ميناء بورتسودان لصادرات وواردات أثيوبية وكثير من الإجراءات والمشاريع، يمكن أن تصبح واقعًا وحقيقية، ليست ورقًا ودراسات نظرية “غَبرَها الزمان”..!
كم كان محزنًا خلال الملتقى الاقتصادي السوداني الأثيوبي الذي حضرناه في أديس قبل يومين، أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، أقل من المطلوب، رغم كثرة الاجتماعات الوزارية والملتقيات.
وما يخفف الأسى والأسف أن العناصر الناقصة التي تعيق تحقيق تعاون نوعي أوشكت على الاكتمال لا ينقصها سوى سرعة التخطيط والتنسيق والتنفيذ.
معظم الأعمال الاقتصادية تحتاج إلى وقتٍ طويل، والسودان يصارع الزمن في كسب القليل.
البدء الجاد من الجارة أثيوبيا بعد الثورة فيه الخير الوفير والنفع الكثير، لما يحقق الخير والنماء لكلا البلدين والشعبين.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.