آخر الأخبار
The news is by your side.

عن التعليم نتحدث (١) … بقلم: عبدالمنعم الكتيابي

عن التعليم نتحدث (١) … بقلم: عبدالمنعم الكتيابي

من أكبر الكوارث التي حدثت خلال الثلاثين سنة الماضية هي التدمير الذي تعرض له التعليم .. ولا شك أن ذلك تم بخطة ممنهجة .. ويكفي مرور سريع على صفحات كتب المناهج المدرسية وبصورة عشوائية ..
وكدارس لمناهج التربية وطرق التدريس ومدرِّب للمعلمين ، وممارس لهذه المهنة الشريفة زهاء الخمسة عشر عاماً كلها كانت على المنهج القديم .. أبدي بعض الملاحظات الأساسية :
• المنهج القديم تم تصميمه بناء على تجربة على عينة عشوائية بمعهد التربية بخت الرضا وكان أي تغيير يطرأ يكون طفيفا ومتسقا مع الفلسفة العامة للمنهج في بنائه الرأسي والأفقي ولم يحدث ذلك على الإطار الأيديولوجي إلا مرة واحدة في العهد المايوي ولكنه لم يُخل بالروح العامة لأهداف المنهج .
• المنهج الجديد انبنى على فلسفة أيديولوجية محضة ارتكزت على إلغاء التكوين الوطني مستندة على النزعة الأممية التي انبنى عليها مشروع الإسلام السياسي ( إعادة صياغة المجتمع السوداني )
فاختفت الروح الوطنية التي كانت تغذيها النصوص الأدبية ودروس التاريخ والجغرافية بجانب التفكك البنائي للمنهج رأسيا وأفقيا بالاضافة إلى الاختزال المتعمد في طرق العرض للدروس ..
• إلغاء المرحلة المتوسطة ودمجها في الابتدائية وتسميتهما مرحلة الأساس مع تطويل المدة لتشمل مرحلتين عمريتين ( الطفولة والمراهقة )
• تجفيف معاهد المعلمين واستبدالها بكليات تربية أفقد المهنة أهم فنيات العمل وهي الروح الإبداعية عند المعلم والقائمة على ارتباطه الوجداني بالمهنة كمربي وباحث اجتماعي ومرشد نفسي .. والفرق واضح بين التلقي الأكاديمي والتدريب المهني ..
• تكثيف الثقافة العسكرية القتالية بدءا من الزي المدرسي مرورا بالأناشيد الجهادية والتركيز المتعمد في اختيارات المواقف التاريخية والنصوص الأدبية ، انتهاء بمادة تخصصية يختارها الطالب عند الجلوس لامتحان الشهادة ( عسكرية )..!
هذه إشارات سريعة تصلح لأن تكون رؤوس موضوعات للوصول إلى رؤية إصلاحية للتعليم ..
ولي عودة ..

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.