آخر الأخبار
The news is by your side.

العصب السابع  … بقلم: شمائل النور  .. ماذا ينتظرون؟!

العصب السابع  … بقلم: شمائل النور  .. ماذا ينتظرون؟!

منذ سقوط البشير في ١١ أبريل بدأ الشارع يترقب أولى ثمرات ما رواه بالدم لنحو خمسة أشهر متصلة، لكن ما حدث أن الثورة خضعت لعملية تفاوض بين المدنيين والعسكريين، تعرقلت وتوقفت وتلكأت إلى أن وقعت المجزرة البشعة في محيط الجيش والتي لا يزال ضحاياها تظهر جثثهم بين الحين والآخر.
ثم قَبِل الشارع باتِّفاق بين المدنيين والعسكريين محفوف بالغدر والخيانة، وها هي الحكومة المدنية تشكلت وتسلَّم الوزراء مهامهم في الوزارات، لكن لم يلمس الشارع حتى الآن مجرد الشعور أن الأمور سوف تتقدم باتجاه مسار الثورة ومطالبها التي دُفع لأجلها باهظ الأثمان.

أحْيَت جنازة قُصيْ حمدتو مع جثامين ثلاثة من مفقودي القيادة الثورة من جديد، ولربما هذه المشاهد شديدة القسوة والألم مهم جدًّا حدوثها، فقط لتذكير الحكومة المدنية بالثمن الذي دفعه الشعب للحصول على حريته.

للأسف إيقاع الحكومة بطيء بالدرجة التي تجعل اتجاهات التفكير تمضي نحو الريبة والتشكيك، ويبدو أن الشارع على الدوام بحاجة لموكب، موكب لكل قضية وموكب لكل وزير. ويبدو أن الحاجة ملحة لتذكير الحكومة على الدوام أنها حكومة ثورة وليست حكومة حوار وطني.
الشارع الذي لم يطمئن بعد، يمكنه الانتظار في قضية الاقتصاد، لكن ليس طويلا، غير أنه لن يصبر بتاتا على قضايا المحاسبة، المحاسبة على جرائم البشير وحركته الإسلامية التي استمرت حتى بعد خلع البشير، ولربما تكون مستمرة وتستمر.
هناك دومًا سؤال ملح جدا في أذهان الجميع، ما الذي تنتظره الحكومة للقضاء على النظام البائد ووضع يدها على مصادر أمواله؟ ما الذي تنتظره في جرائم مكتملة ومتهمين معروفين؟ ما الذي تنتظره بشأن قيادات الإسلاميين في المعتقلات؟ لمَ لمْ تُدوَّن بلاغات ضدهم وهم ملطخون بدماء الشعب؟ بل ما الذي تنتظره في تصفية كوادر النظام البائد في مؤسسات الدولة، الذين لن يتركوك ولو تركتهم؟.

استغرب -وغيري كُثُر- حينما يتحدث (أنبياء) الحكومة الجديدة أنهم لم يأتوا للتشفِّي! هل يعلم هؤلاء (الأنبياء) أن الذي أتى بهم إلى هنا ثورة شعب كامل ضد نظام التمكين؟! تصفية مؤسسات الدولة من كوادر النظام البائد هو أحد مطالب الثورة، هؤلاء أتوا بتعيين سياسي يقوم على الولاء. وهذا ليس تشفِّيًا ولن يكون.

إن كان أعضاء الحكومة الجدد يخافون على أنفسهم من النظام البائد، فليتذكروا قصي وصحبه من اليافعين الذين واجهوا الموت في الشوارع، أو فليخلوا مواقعهم.

Loading

شارك على
أكتب تعليقك هنا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.